398
0
الشاعر الطاهر خشانة لبركة نيوز "من عمق جراح فلسطين كانت البداية"
الشاعر الطاهر خشانة هو شاعر عصامي من مواليد 1953 بدوار عمرة بلدية عين الكرمة بولاية الطارف ، نشأ وترعرع في وسط ريفي يفتقر لأدنى مقومات الحياة بدأ تعلم الكتابة والقراءة بالكتاب شأنه شأن جل أبناء الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي لبلادنا على يد شيخه دلالي إبراهيم رحمه الله وحفظ على يده كذلك كتاب الله عز وجل وهو في سن الرابعة من عمره ، رفقة صديق دربه الاستاذ رابح بوعزيز.
محمود بوغرارة
و في سنة 1970 غادر الكتاب والتحقيق بالجيش الوطني الشعبي حيث وجد ضالته حيث تم تسجيله ضمن المتمدرسين ليواصل تعليمه ،أين تحصل على شهادة التعليم للكبار ثم شهادة التعليم المتوسط ،أين ألتحق انذاك بسلك التعليم وأصبح معلم مدرسة ابتدائية سنة 1975 ليواصل دراسته بالمراسلة.
من مجزرة صبرا وشتيلا كانت البداية
وفي سنة 1982 كان ضمن الناجحين في شهادة البكالوريا شعبة اداب وفي سنة 1986 نجح في مسابقة الالتحاق بسلك اساتذة التعليم المتوسط و التحق بالمعهد الوطني لتكوين الأساتذة بمدينة سكيكدة ،أما في مجال الكتابة والشعر قال الشاعر في البداية لم يخطر ببالي كتابة الشعر حيث كانت كتاباتي عبارة عن محاولات لكن الحافز الكبير والدافع الذي جعلني اشق طريقي نحو كتابة الشعر وشرارة الانطلاق كانت غزو العدو الصهيوني لجنوب لبنان وبالضبط مجزرة صبرا وشتيلا التي ذهب ضحيتها الاف الشهداء من ابناء الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث كانت كل شاشات العالم تعرض صور الصهاينة وهم يستعرضون بطولاتهم في فن الاجرام والتنكيل بأبناء المخيمات العزل من أطفال وشيوخ ونساء ،حيث صادف أن رأيت فتاة تصرخ وتنادي وهو ما حز في نفسي من هول ما حدث عندها كانت قصيدتي الأولى بعنوان( الصراخ ) .
أرسل قصيدته انذاك إلى صحيفة أضواء التي كانت تصدر بالجزائر العاصمة وبعد ايام تفاجأ كما قال بصدور قصيدته وهي تتصدر صفحات هذه الجريدة ومكتوبة بخط عريض ومصحوبة بصورة تعبر عن مضمونها فكان ذلك حافز ودفع للمزيد من كتابة الشعر فأرسل مايزيد عن 200 قصيدة لعدد من الجرائد والمجلات الوطنية حيث كتب عن الجزائر وجمالها قصيدة بعنوان قبلة العشاق ، ومن أبرز ما كتب عن فلسطين قصيدة بعنوان ( انا يوسف يا ابي )وعالج الكثير من القضايا الاجتماعية والثقافية .
من نادي الأدباء إلى اتحاد الكتاب الجزائريين
ولتطوير معارفه أكثروالاحتكاك بالأدباء والشعراء اتصل بنادي الادباء بمدينة عنابة وهو نادي يهتم بقضايا الأدباءمن نادي ال والشعراء ،فكان ميعاده الأسبوعي أين كانت تقام به العديد من الملتقيات الأسبوعية والشهرية والسنوية ومن خلالها تعرف الشاعر الطاهر خشانة على العديد من الكتاب والأدباء وانخرط باتحاد الكتاب الجزائريين وهذا ما فتح له الباب أكثر في هذا المجال كما قال .
وحول أهم اعماله قال الشاعر الطاهر خشانة : في سنة 1993 تم إصدارديوان شعر مشترك بين مجموعة من الشعراء من بعض ولايات الوطن حيث تم طبعه تحت عنوان ( اصوات الأمل. )
وفي 2007 وفي إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية تم طبع كتاب بعنوان (أشجان النورس ) من طرف وزارة الثقافة بالإضافة إلى كتاب (صدى البحيرة ) الذي اصدرته مديرية الثقافة لولاية الطارف ويضم مجموعة من النصوص من أعمال كل أدباء وشعراء ولاية الطارف .
هذه أول قصيدة نشرت على صفحات الجرائد بعنوان (الصراخ) وكان ذلك سنة 1983 في صحيفة (أضواء ) الجزائرية وهي موجودة في ديواني (أشجان النورس ) الذي طبعته وزارة الثقافةسنة 2007 بعنوان.
(متى تشرق الشمس ؟
ونادت أباها وصاحت بصوت شجي تبث أساها /
متى تشرق الشمس يا والدي وينقشع الغيم عن بلدي ويرتحل الحزن عن كبدي ؟
ففي الدم سم وفي القلب هم وبين الضلوع تنام الخناجر وفوق الصدور تقام المجازر
تقام صباحا تقام مساء وفي كل حين فهل من سيوف تبيد الطغاة وتنقذ هذا السجين ؟
بكيت طويلا وراء الجدار ذرفت الدموع ككل الصغار بكيت
بكيت وطال البكاء ولم أجد الناس حولي سوى زارعي الطعنات سألت عن القوم قالوا
/ غدوا في التراب رميما قصدت المقابر علي أراهم قياما فأشكو اليهم هموم الزمان
فثار غبار وشب حريق ولم أستطع يا صديق فجئت أريد الطريق
متى ستفيض جميع البحار ويرجع نوح عليه السلام فتنجو الطيور ويشدو الحمام
ونكتب أحلى قصيد لطفل شريد ونشدو جميعا مع الصبح لحن الخلود ؟؟
أنا يا أبي قد فقدت الصواب فلم يبق في الحي الا الغراب
أراه صباحا أراه مساء فيزداد جرحي العميق ويكبر يكبر مثل الحريق
يصير ظلاما يغطي السماء ويخفي الضياء فأكره هذا الفضاء
وأرفض كل لقاء وأرمي بسهمي غراب المساء لأتبت للحي رمز الاباء
فتعصف ريح ويهوي البناء وتغدو الورود بكف الردى
تصارع موجا تود بقاء وتنأى بعيدا وراء السحاب
وأبقى هناك ببيت خراب فآتي اليك وقد ضاع مني الصواب فهل يا أبي من جواب