الدكتور محمد مراح

نترقب بعد أيام إشراق " معرض الكاتب الدولي"  في طبعته 28 محملا بجديد الإصدارت وغيره مما تراكم لدى دور النشر ؛ لأسباب كثيرة ، في مقدمتها ارتفاع أسعار الكتاب ، ومحدود قدرات القراء المالية لتلبية رغباتهم لتحصيل ما يبتغون منه ، لكنهم يختلفون إلى قاعاته ، ويطوفون على أروقته، ويقلبون أوراقه و وريقاته ؛  شغوفين  بحب للكتاب ؛ كشغف المحب المتيم بحب حبيبه؛ يَتَوَلَّهُ بالنظر إليه، لا يكاد يصرف نظره عنه، راضيا منه بذلك؛ وإن  لم يظفر به ، أو يقترن .

استمر المعرض على عنوان واسم {سيلا/     SELA  } في السنوات الأخيرة ، ويبدو أنه استقر عليه ، ولم يبدُ من الجهات المنظمة ما يشير إلى تفكير في تغييره .

و تقديرا من  واحد من متيمي هذا الحبيب المولهين به  عشقا وغراما، أرى أن نعيد الأمر إلى نصابه ؛ أصيلا  لا مُحَسِّنا اصطناعيا مضافا إليه ، قد لا يكون بالضرورة كذلك ولا جميلا ولا أليق به ؛ لنعود به إلى روعة ومهابة وجمال وأنس :{ معرض الجزائر الدولي للكتاب}. ودواعي ذلك كثيرة : فالعنوان الإشهاري { سيلا}  الذي أختير له ، ينزع عنه عمق المعاني والأوصاف التي ذكرنا ، ويدخله في غربة شعورية عن مجتمعه الثقافي و الذوقي والحضاري والتاريخي والحضاري؛ فمعانى ودلالات الوسم المذكور لا يعوض تلك القيم.

كما أن الغَرَف من معين التراث الثقافي والحضاري والاجتماعي لخلع أوصاف و وسوم على منافع و وسائل حديثة يزيدها ابتهاجا وأُلْفَة نفسية وشعورية . وقد لاحظنا هذا في بعض الدول العربية ذات الولع الشديد بتراثها الشعبي والثقافي ؛ تستخدم منه وسوما تطلقها على منافع كسيارات الأجرة. من الدواعي  أيضا الاتساق مع العرف الدولي الغالب في  هذا النشاط الثقافي الرفيع الفخيم .

ومنها أيضا تَصَدُّر اسم الجزائر لا يحجبه وسم مهما سما . ومنها التعبير عن التقدير والوفاء لـ " الكتاب" عنوان الثقافة والفكر والإبداع والابتكار والحضارة ؛ فنحن كسائر الأمم والحضارات الكبرى في التاريخ كيان عريق كَوَّنَه وأخرجه الكتاب ؛ إننا نستظل لخمسة عشرة قرنا في ظلال أصح كتاب سماوي اختار له ربه سبحانه وتعالى اسم " الكتاب" لتستمر القراءة التي خوطب بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

ورغم عُتَو التكنولوجيا وجبروتها إلا أنها ظلت لصيقة بصفة " الكتاب " في    منتجاتها الحاملة للمعرفة مثل        iBook  MAC BOOK Kindle 

فلا تحجبوا معرض الكتاب وإن يكن بشمس" سيلا " .