452

0

محاضرة علمية حول التنوع الثقافي في الاحتفاء بعاشوراء

تظاهرة احتضنها قصر خداوج العمياء بالقصبة

أكد مدير المتحف العمومي الوطني للفنون الشعبية سيتواح بدر الدين في احتفالية عاشوراء بقصر خداوج العمياء، ان تظاهرة اليوم هي تمثيل لمظاهر الإحتفال بعاشوراء في الجزائر ، والتي تجمع بين الامشاق الثقافية في الجنوب التي تعطي لوحة نوعية عن عادات و تقاليد الصحراء الجزائرية وذلك قصد تثمين منجزاتنا الحضارية والحفاظ عليها للأجيال اللاحقة.

شيماء منصور بوناب

وفي مداخلة للإعلامي الطاهر أحاد عرج لخلفية التنوع الثقافي الجزائري في طريقة الاحتفال بعاشوراء التي تعد مناسبة دينية يتنافس في احيائها أبناء الأمة الإسلامية عامة والجزائرية خاصة، بصور فنية ثقافية مختلفة تمثل في دلالاتها تقاليد شعب أصيل مرجعيته السنة والقرآن.

موضحا أن دراسته للغة التارقية من حيث الحكم والأمثال الشعبية ساعده على فهم المظاهر الثقافية لولايات الجنوب، خاصة ما تعلق منها بمميزات الإحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية، التي يتنافس فيها أبناء المنطقة على التفاخر بتراثهم و تقاليدهم الشعبية.

وعلى سبيل الإسقاط والتمثيل عن أهم مظاهر الإحتفال بعاشوراء، اشار أحاد لنموذج رقصة السبيبة كنوع من انواع الطبوع الفنية التي يبدا التحضير لها منذ بداية الشهر الهجري محرم ، كتضاهرة ثقافية فنية تستمر لعشرة ايام تتنوع فيها الاشكال الثقافية الإحتفالية سواء من حيث اللباس التقليدي أو الأكلات الشعبية وكذا الرقص والغناء.

 وتابع مؤكدا أن السبيبة تضم في مظاهرها نوع من المنافسات التي يشارك فيها أبناء المنطقة كل وطابعه الفني الذي يغلب عليه الشعر والمحاكاة اللغوية التي يتعلم فيها الأطفال الحكم والاشعار القديمة بينما الشباب والكبار فيتنافسون في القاء الشعر الجديد في إطار بلورة معالم التراث والتقاليد عند الناشئة الجديدة  لتعزيز تمسكهم بهويتهم واصالتهم وكذا المحافظة على تداولها بين الأجيال.

 منوها بتصنيف اليونسكو للسبيبة كتراث جزائري لا مادي سنة 2014 باعتباره طابع موسيقي فني يروج للسلام والهوية والذي بات يفرض اليوم التعريف به والترويج له باستخدام الإعلام ووسائطه الجديدة الرقمية التي تثمن مرجعيته وتصونها.

في ذات السياق، عرفت التضاهرة معرض خاصة بالأكل التقليدي الجزائري التي أشرفت عليه الحرفية حورية معيوف، مؤكدة أن عاشوراء و كل الأعياد الدينية هي فرصة للتعريف بالطاولة الجزائرية من شمالها لجنوبها ومن غربها لجنوبها .

واضافت " ان ما هو معروض اليوم هو جانب صغير من الصرح الثقافي الجزائري للاكل الشعبي الذي تتميز به كل منطقة على حدى على غرار ما نجده من البركوكس الذي تختلف تسميته وطريقة صنعة من إمراة لاخرى حسب عادات الاجداد وتقاليدهم ، بجانب الدويدة المعروفة حاليا بفرميسال والتي تعد من اعتق الاطباق التي كانت ولا تزال حاضرة في كل مائدة جزائرية .

وبالعودة لجو المحاضرة فيما يخص اصل تسمية رقصة السبيبة قال أحاد بانه مصطلح متشعب من حيث تفسيراته التي ترجع جذورها لحقبة قديمة جدا من الزمن تعكس ثقافة مجتمع محافظ يتخذ من الطبوع الفنية سراجا لتنوير ثقافته وعادات وتقاليده التي ترمز للهوية الوطنية.

من جهتها أوضحت عائشة بن نوي أستاذة في التاريخ أن احياء هذه المناسبات الدينية هو من بين الاساليب المهمة في الحفاظ على التراث والتاريخ الذي يستدعي اقامة مثل هذه اللقاءات التي تحاكي التاريخ بعاداته وتقاليده وتقربها من شباب اليوم الذي هو بحاجة ماسة للإطلاع على حضارة امته للتمسك بهويته اكثر .

وهو ما دعمته الأستاذة أحادي نور الزمان حين أفادت بأن المهرجانات و التظاهرات الثقافية هي نوع من الفرص التي تزيد القرب بين جيل الأجداد والاحفاد كما تسمح بعرض أساسيات الثقافة الجزائرية سواء من ناحية الحلويات التقليدية و الاكل عامة وحتى الملابس والروايات والاساطير التي يتم تداولها في الاحياء الشعبية والتي تفرض بصورة ملزمة الإستمرارية دون توقف في ايصال التراث الجزائري نحو آفاق جديدة عالمية، تكون كدعامة حقيقة في حفظه و حمايته من أي هجمات خارجية .

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services