1356
0
كريمة سعودي قصة نجاح ألهمتها طبيعة الأوراس لتتميز في مجال التغذية العلاجية
من عمق الأوراس الأشم، ومن ولاية خنشلة بالذات تنحدر الدكتورة كريمة سعودي،تميزت في مجال التغذية العلاجية بالإضافة إلى تكوينيها الأكاديمي في الطب و نشاطاتها الجمعوية المتنوعة.
دربت أكثر من 600 طبيب وصيدلي في هذا المجال المستجد، وفتحت عيادتها لكل المرضى دون استثناء، وبرعت في ملامسة الداء متوجهة إلى فسيح الطبيعة والرجوع إلى الأصل للظفر بالدواء.
في لقاء جمعنا بهذه الشخصية المميزة حاولنا التعرف أكثر على هذا المجال الذي بات يستقطب الكثير من الجزائريين، كما أردنا معرفة سر التميز للدكتورة كريمة سعودي.
أجرت الحوار زهور بن عياد
دائما النشأة تعتبر سرّ التميز والنجاح، فإن أردنا أن نعود إلى ماضيكم ماهي أهم المحطات التي ساعدت في تكوين شخصيتكم؟
حقيقة البداية هي الأساس،أنتمي إلى عائلة أصيلة حتى أن الحي الذي عشت فيه يحمل اسم جدي الشهيد، تنحدر عائلتي من ولاية خنشلة، في منطقة تدعى "زوي" في جبال الأوراس وهي أقدم قرية في الجزائر.
ربطتني علاقة مميزة مع الطبيعة وكنت راعية للأغنام وفي رحلتي هذه كان التعلق بالطبيعة إلى أبعد الحدود،كانت طفولتي بين الرعي والدراسة،وكان لوالدي الآثر الطيب في مسيرتي، وأضن أن ممارستي لرعي الأغنام علمتني الكثير من الاشياء وجعلت تعلقي كبير بكل ماهو أصل والإبتعاد عن التقليد.
إن كان للطبيعة الأثر الكبير في صقل موهبتك وإرضاء شغفك، فالدراسة هي السبيل لبلوغ الغايات، حديثينا عن هذه المرحلة؟
تميزت في دراستي منذ المرحلة الإبتدائية وكثيرا ما كنت أتخطى أعواما بسب تفوقي على أقراني، إلى أن تحصلت على البكالوريا.
كانت رغبتي كبيرة في دراسة العلوم الشرعية، إلا أن والدي أصّر على دراسة الطب، وبين أخذ ورد استسلمت لرغبة والدي ودرست في جامعة الجزائر.
خلال تكويني في المستشفيات اقتربت من المرضى وفهمت معنى المعانات، وتيقت أن الطب لا يقل أهمية عن العلوم الشرعية، بل قد يكتسي صفة الأولوية لما يقدمه من خدمات للمرضى.
وخلال فترة دراستي الجامعية مارست الصحافة وعملت في عدة جرائد كما تقلدت عدة مناصب منها رئيسة تحرير لقسم تحرير جريدة النبأ في سن 18 وكتبت في جريدة الامة والحقيقة، كما أسست رفقة زميلاتي في الجامعة المركزية نادي ابن سينا الذي نشط في مجال الاعجاز العلمي في القران الكريم، فكانت لغتي العربية جيدة، هذا إلى بالإضافة إلى مواهب أخرى كممارسة الفروسية وفنانة تشكيلية في مجال الرسم على الزجاج.
نعود للتخصص" التغذية العلاجية" كيف دخلتم هذا المجال؟
مارست عملي كطبيبة لسنوات ودخلت مجال التغذية العلاجية منذ سنة 2006، من خلال عدة تكوينات ودورات داخل وخارج الوطن، كما عملت كمستشارة لعدة مخابر.
انطلقت بنفسي في هذا المجال لمعرفة دعائم التغذية الصحية السليمة، ومن خلال ممارسة عملي لم أكن مجرد طبيبة تصف الدواء فقط، بل كنت أحاول أن أعرف ظروف المريض النفسية والعائلية وأركز على نوعية غذائه لأشخص له العلاج بشكل صحيح.
وعادة ما أنصح بإتباع نظام غذائي صحي والحمد لله دائما نتوصل إلى نتائج جيدة ويتعافى أغلب المرضى ممن يلتزمون بتطبيق هذا النظام، لذا أقول أن التطبيب حداقة وليس معلومات وتجارب.
وعلى صعيد آخر فقد كنت عضو مؤسس للجمعية الوطنية للمنتجات الاصيلة التي تضم مختلف الحرفيين يجمعهم هم تعريف الناس بالمواد البيولوجية المفيدة صحيا، كما كنت عضو مؤسس في الجمعية الوطنية الطبية للتغذية المغاربية .
بالحديث عن الأمراض، للأسف يعرف مجتمعنا انتشارا رهيبا للكثير من الأمراض خاصة منها السرطان، هل السبب يتعلق بالغذاء في رأيك؟
أعتقد أن النظام الغذائي الغير صحي له أثر كبير في انشار السرطانات بكل أنوعها خاصة الأكل السريع والمقليات وغيرها من المأكولات المشبعة بالمواد المسرطنة.
ناهيك عن الصدمات النفسية والإختلال البيئي واستعمال الألمينيوم، والملوثات وقلة النوم والإجهاد الفكري، لذا أنصح الجميع بإتباع نظام التغذية الصحيحة والعودة لغذاء أجدادنا الغني بالشعير والبذور والألياف.
أصدرتم منذ أيام باكورة أعمالكم الطبية في كتاب "معجزة التشافي بالغذاء الصحي"، هل يمكنكم أعطائنا بعض التفاصيل؟
بعد تجربة أكثر من 14 سنة ومن خلال تواصلي مع المرضى فكرت في كتاب مبسط لنشر الوعي الصحي يشرح أسس التغذية السليمة،وفق دراسات طبية حديثة كما يشير إلى الصيام كوسيلة ناجعة في علاج الامراض والوقاية منها.
فالكتاب أعتبره رشفة قهوة من فنجان ، يسره الله بطريقة عجيبة، ليكون بادرة لثلاث كتب أخرى ستصدر في المستقبل القريب،ونحاول فيها التركيز على كل مرض على حدي إلى جانب النباتات الطبية التي وللأسف الكثير من الناس يستعملونها بشكل عشوائي،دون معرفة أضرار البعض منها. .
هذا الكتاب أراه فتح شهية فقط اردته بالالوان، لأتحدث إلى الجزائريين من خلاله وألبي احتياجاتهم لأن الجمهور من طلبه، ثلاثة أشهر من الليالي البيضاء وأنا ألخص أهم الدراسات الحديثة لاقدمه للجزائريين وأطمئنهم أن مافيه ليس إجتهادات شخصية و أبحاث ودراسات وخلاصة تجربة اختصرت سنوات من التغذية العلاجية.