691
0
كوشة العرب شاهد على هوية سكان الونشريس
بفضل نكهتها المميزة و طريقة طهيها التقليدية
لم يعد الخبز العصري يستهوي العائلات القاطنة بأرياف ولاية عين الدفلى و لا حتى بمناطقها الحظرية.
أحمد رووف
حيث عكفت عديد الأسر على تشييد فرن تقليدي أو ما يطلق عليه بكوشة العرب المنجزة أساسا من الطين و هي متجذرة من تقاليد سكان الجزائر الاوائل.
حيث يتم صنع هذا الخبز التقليدي من الدقيق و خميرة العرب بدون محسنات و لا مواد كيميائية على شكل خبز دائري يطلق عليه الكوشة يتم إدخاله إلى الفرن الطيني و تلف منافذ الدخان يقطع القماش المبللة حيث ان رائحة الكوشة الممزوجة بورق الديس تعطي رائحة زكية تفتح الشهية المغلقة.
حيث لا يمكن لأي زائر ان يدخل بيتا من بيوت الأحياء الريفية دون أن يشاهد بمدخل فناء كل منزل كوشة عربية.
حيث تحولت الكوشة إلى جزء من كيان السكان لم يتزحزح رغم تقدم مجال صناعة الخبز و التقنيات الحديثة التي ادخلت من أجل تحسينه لدرجة ان هؤلاء لا يستطيعون تناول الخبز العصري لأنه في نظرهم فاقد للنكهة مقارنة بالكوشة التي تعد ملكة المائدة لدى سكان الونشريس خاصة في شهر رمضان الفضيل اين يصبح الاقبال عليها منقطع النظير و تصبح محل مزايدات في ظل قيمتها الغذائية العالية.
إذ انك ترى تسابق عديد السيارات و حتى الفارهة منها من أجل الوصول أولا إلى منازل اصحاب الكوشة التقليدية خاصة بحي كومينال بخميس مليانة الى جانب عريب مخاطرية و غيرها لعل و عسى الظفر ببعض الخبز التقليدي و بسعر لا يقل عن 40 دج للخبزة الواحدة و تحولت القصة الى علاقة ود بين المستهلك و كوشة العرب كما تحولت إلى سلعة تجارية يجني من ورائها هؤلاء الباعة أموال معتبرة حتى اصبحت هذه الحرفة محل ممارسة من قبل جميع الفئات العمرية من اطفال و شيوخ و نساء يزاولن نشاط بيع الخبز التقليدي الذي ينفذ حتى قبل أن يبرد خاصة ذو النوعية الجيدة التي قال بشانها احد المواطنين " ريحة الكوشة يا خويا تدغدغ النيف و تشرح القلب " .