2
0
قوافل طبية تعيد رسم خريطة الخدمات الصحية بالمنيعة
الحماية المدنية تقود تنسيقًا متعدد القطاعات لتقريب العلاج من مناطق الظل


تؤشر المبادرات الصحية الميدانية التي تشهدها ولاية المنيعة على تحوّل نوعي في آليات التكفل الصحي، حيث لم تعد الخدمات الطبية حبيسة المؤسسات الاستشفائية، بل باتت تنتقل مباشرة إلى المواطن، خاصة في المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية.
وفي هذا السياق، أُطلقت قافلة طبية متعددة الاختصاصات، بإشراف مديرية الحماية المدنية، في إطار البرنامج الوطني للقوافل الطبية الذي تشرف عليه المديرية العامة للحماية المدنية.
وأعطى والي ولاية المنيعة، بن مالك مختار، صبيحة أمس، إشارة انطلاق القافلة من مقر الولاية، مرفوقًا بمدير الحماية المدنية المقدم قداوي نصرالدين، وبحضور عدد من المسؤولين المحليين. وتستهدف العملية سكان منطقتي حاسي غانم ببلدية المنيعة، وحاسي الفحل الواقعة على بعد 155 كيلومترًا شمال الولاية، في مسعى عملي لتقليص الفوارق المجالية في الاستفادة من الرعاية الصحية.

وتكتسي هذه القافلة أهمية خاصة بالنظر إلى طبيعة المناطق المعنية، التي تواجه تحديات مرتبطة بالبعد الجغرافي وصعوبة الولوج إلى الهياكل الصحية. وقد جرى تسخير تجهيزات طبية وفرق صحية مؤهلة من الحماية المدنية، بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان، ومديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، إضافة إلى الخلية الجوارية للتضامن، بما يسمح بإجراء فحوصات طبية متنوعة وضمان تكفل صحي مباشر وشامل.
ويبرز من خلال هذه المبادرة تصاعد الدور الاجتماعي للحماية المدنية، التي لم يعد تدخلها مقتصرًا على حالات الطوارئ والكوارث، بل امتد ليشمل المرافقة الصحية والإنسانية، في إطار مقاربة وقائية تضامنية تتماشى مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز الصحة الجوارية.

وقد عرفت مراسم الانطلاق حضور كل من مدير النشاط الاجتماعي والتضامن محمد مروش، والأمين العام للولاية منون بشير، ورئيس الديوان وليد عبد الرحماني، ونائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، في دلالة واضحة على أهمية التنسيق المؤسساتي كرافعة أساسية لإنجاح السياسات العمومية ذات البعد الاجتماعي، وترسيخ الثقة بين المواطن ومختلف أجهزة الدولة.
لحسن لهوصاوي

