173

0

كتاب "رحلة كنز في مزاب" لخديجة بوقرة

أسرار المجتمع الميزابي تكشف لأول مرة

في قلب واحة بني ميزاب بولاية غرداية، حيث تختبئ الأسرار بين جدران القصور القديمة وتنبض المكتبات بالتراث والمعرفة، قررت الكاتبة والباحثة بوقرة خديجة تحويل سنوات طويلة من البحث والدراسة الأكاديمية إلى رحلة سردية فريدة. 

نسرين بوزيان 


انطلقت بوقرة في مشروعها الثقافي والفكري الذي يقدم للقارئ تجربة معرفية مميزة تمزج بين الحقائق التاريخية والسرد الروائي المشوق، بهدف تقديم  تجربة معرفية ثرية تعكس تفاصيل المجتمع الميزابي بطريقة ممتعة. 

فهي أستاذة وطالبة دكتوراه في تخصص التاريخ، ولم تكتف بصفحات الدراسة الأكاديمية، بل حرصت على أن تتحول كل معلومة استقتها من المكتبات والمتون التاريخية، والتي تعد منارة للمعرفة والثقافة إلى جزء من روايتها الشاملة بعنوان " رحلة كنز في مزاب" ، الصادرة عن دار نزهة الألباب للنشر والتوزيع بولاية غرداية.

 

     

 

وفي حديثها لجريدة "بركة نيوز" أكدت بوقرة أن هذا الكتاب لم يكن سهلا، بل هو ثمرة سنوات طويلة من البحث الميداني والدراسة الأكاديمية، مشيرة إلى أنها كانت دائما مترددة على منطقة بني ميزاب، الغنية بالتراث الثقافي والمعماري، حيث تضم ميزاب سبعة قصور، أي سبع مناطق، لكل منها مكتبتها ودور النشر الخاصة بها، ما جعلها ملتقى للباحثين والقراء على حد سواء. 
وأبرزت أن هذه المكتبات لم تكن مجرد أماكن للحصول على الكتب، بل مراكز حية للتفاعل الثقافي واستكشاف كنوز المعرفة التاريخية والاجتماعية التي شكلت المجتمع الميزابي عبر العصور.
وأشارت إلى أنه أثناء فترة دراستها، لاحظت غياب عمل يجمع بين الحقائق التاريخية والسرد الروائي الذي يعكس حياة المجتمع الميزابي اليومية، عاداته، تقاليده وأسراره، ومن هنا ولدت فكرة تأليف كتاب على شكل رواية، يسمح للقارئ بفهم أعمق للهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة.

رواية تجمع بين التريخ والتشويق
وفي وصفها لرحلة تأليف كتابها، قالت بوقرة إن الطريق كان طويلا، وأن لكل جهد بذل لذته الخاصة ، فقد تطلبت جمع معلومات دقيقة، وإجراء مقابلات مع السكان المحليين، واستكشاف كل زاوية من زوايا التراث الشعبي والتاريخي. 
ومع كل هذه التحديات، استطاعت بوقرة أن تصنع رواية تجمع بين الدقة التاريخية والسرد الروائي المشوق.
مشيرة  إلى أن المكتبات تمثل الوجهة المثلى للحصول على المصادر النادرة، التي ساعدتها على بناء الرواية بأسلوب علمي وشيق في الوقت ذاته، لاسيما في عصر يلجأ فيه الكثير من الشباب إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعرفة بسرعة.
ونوهت بوقرة إلى أن العودة إلى الكتب والمطالعة تجربة فريدة تمنح القارئ عمقا ثقافيا ومهارة في التحليل والتفكير. 
تسعى بوقرة من خلال هذا المشروع إلى إلهام الشباب المبدعين والمؤلفين للعودة إلى القراءة والاطلاع، والاعتزاز بالتراث ، والعمل على نقل المعرفة بشكل جذاب، فهي ترى أن الكتاب ليس مجرد صفحات مطبوعة، بل رحلة اكتشاف المجتمع، وأداة لتعزيز الهوية الثقافية والفكرية لكل قارئ.


وختمت حديثها برسالة للشباب المبدعين والمؤلفين، قائلة "إن المكتبة تظل الوجهة الأولى والأفضل للمعرفة، وأن المطالعة وزيارة المكتبات تمنح القارئ عمقا ثقافيا وفكريا، وتقربه من تراثه وهويته، وتفتح له آفاقا لاكتشاف مجتمعه."

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services