شهدت كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، اليوم الخميس، افتتاح استوديو “آرتي” للتدريب الإعلامي، في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز التكوين العملي لطلبة الإعلام وتمكينهم من خوض تجربة مهنية واقعية في بيئة تحاكي أجواء العمل داخل القنوات التلفزيونية.

شروق طالب 

 

وجاء هذا المشروع ثمرةً للاتفاقية المبرمة في 7 ديسمبر 2023 بين مديرة قناة "آرتي" السيدة مايا منّاع، ومدير جامعة الجزائر 3 البروفيسور خالد رواسكي، التي أرست أسس تعاون أكاديمي ومهني مثمر بين المؤسستين.

 

مشاركة دبلوماسية ودعم روسي للتعليم العالي

وقد أشرف على حفل تدشين الاستوديو سفير روسيا الاتحادية بالجزائر، أليكسي سولوماتين، الذي عبر عن سعادته بهذه المبادرة التي تعكس متانة العلاقات الجزائرية الروسية، مؤكدا أن بلاده تولي اهتماما خاصا لتطوير التعاون مع الجزائر في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والإعلام.

وقال السفير في كلمته بالمناسبة، "نحن فخورون بمشاركة الجزائر في مشاريع نوعية تسهم في تطوير الكفاءات الإعلامية الشابة، فالإعلام يمثل اليوم رافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز التفاهم بين الشعوب."

تجربة ميدانية احترافية للطلبة

في إطار سعي كلية علوم الإعلام والاتصال إلى تعزيز البعد المهني في التكوين الأكاديمي، أكدت عميدة الكلية، البروفيسورة مليكة عطوي، أن مشروع الاستوديو الجديد يأتي تجسيداً لهذه الرؤية الهادفة إلى تمكين الطلبة من اكتساب خبرات ميدانية تؤهلهم للاندماج الفعّال في سوق العمل الإعلامي.

وأوضحت عطوي أن افتتاح هذا الاستوديو يشكل ثمرة تعاون مثمر بين الكلية وقناة “آرتي”، بعد سلسلة من الدورات التطبيقية التي استفاد منها الطلبة سابقاً، مما أتاح لهم التعرف عن قرب على بيئة العمل الإعلامي وأسسه العملية.

وأضافت أن الاستوديو، المجهز بأحدث التقنيات السمعية والبصرية، سيشكل منصة تدريب احترافية تمكّن الطلبة من صقل مهاراتهم في مجالات التقديم التلفزيوني، والإخراج، وإعداد البرامج، وفق المعايير المهنية المعتمدة عالميا، بما يعزز جودة التكوين الإعلامي ويربط الجانب الأكاديمي بالممارسة الميدانية الفعلية.

 

تعزيز التعاون الإعلامي والتبادل الثقافي

ومن جهتها، أكدت الإعلامية أنا كنيشينكو، مقدمة البرامج في قناة Rt روسيا اليوم، أن افتتاح استوديو للقناة داخل كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر يعد خطوة إيجابية ومبادرة مميزة تعكس عمق العلاقات بين روسيا والجزائر، لاسيما في مجالات التعاون الإنساني والثقافي والتعليمي.

وقالت كنيشينكو إن هذه الشراكة "تشكل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات بين الصحفيين المحترفين في قناة روسيا اليوم وطلبة الإعلام الجزائريين"، مشيرة إلى أن الاستوديو الجديد يتيح للطلبة الاحتكاك المباشر بالعمل الصحفي المهني منذ السنوات الأولى لتكوينهم الأكاديمي.

وأضافت "الاستوديو مجهز بأحدث التقنيات، من كاميرات متطورة، وإضاءة احترافية، وأجهزة صوت وتصوير مطابقة لما نستخدمه في استوديوهات موسكو، ما يمنح الطلبة تجربة واقعية تحاكي بيئة العمل الإعلامي الحقيقية".

وأوضحت كنيشينكو أن المشروع لا يقتصر على التدريب النظري، بل يفتح آفاقا جديدة للتعاون المستقبلي، منها إمكانية تدريب الطلبة في قناة روسيا اليوم، مشيرة إلى أن "القناة تضم عددا كبيرا من الزملاء الجزائريين سواء في مكتب الجزائر أو في مقرها الرئيسي في موسكو، وهو ما يعزز فرص العمل المستقبلية أمام الطلبة المتفوقين".

وعن أبرز المجالات التي يغطيها التدريب داخل الاستوديو، قالت كنيشينكو: "الطلاب يمكنهم التعرف على مختلف المهن التلفزيونية — من التقديم والإخراج إلى هندسة الصوت والإنتاج — فكل ما هو موجود في الاستوديو التلفزيوني متاح هنا أيضا، مما يتيح لكل طالب تجربة نفسه في الدور الذي يناسبه".

وختمت كنيشينكو حديثها بالإشارة إلى أن قناة Rt "روسيا اليوم"  لديها تجارب تعاون مشابهة مع جامعات في مصر، وعمان، وعدد من الدول العربية.

مؤكدة أن "روسيا، المعروفة بمدرستها القوية في الإعلام والسينما، تسعى إلى توسيع هذه الشراكات لتبادل الخبرات وتعزيز التكوين الإعلامي في العالم العربي"، معتبرة أن "الجزائر تمثل خطوة مهمة وإيجابية في هذا المسار".