725

1

قناة "الجزيرة" تقدم العرض الأول  لفيلم جديد عن العلامة "الشيخ البشير الإبراهيمي"

بمناسبة ثورة الفاتح من نوفمبر الخالدة، “و بعد فيلم عبد الحميد بن باديس”.. الفقيه الثائر الذي حارب بأنوار العلم ظلمات المستعمر الغادر

 

 

مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا

 بتواصل أخوي هذا الأسبوع مع عائلة شيخنا العلامة البشير الابراهيمي - رحمه الله - ، بُشرنا بخبر ثقافي مبهج، عن أحد ركائز الدعوة و الإصلاح وأحد رجالات هذه الأمة الأفذاذ، مفاده أن قناة الجزيرة الفضائية  قد أنهت  إنجاز الفيلم الوثائقي عن سيرة و حياة شيخنا العلامة  البشير الإبراهيمي، رحمه الله.

الذي صورت بعض مقاطعه في أولاد براهم بولاية سطيف و جهات أخرى  مع شخصيات وطنية و دولية، وسيعرض  الفيلم - بحول الله - على الجمهور العربي و الإسلامي  بجزئيه، الجزء الأول و الثاني، عبر قناة الجزيرة الوثائقية (الفضائية)، وفق البرنامج  المنوع التالي :

الجزء الأول :

يعرض يوم : 1 نوفمبر 2024، الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش/ 19:00 بتوقيت الجزائر

والإعادة تكون  يوم : 2 نوفمبر 2024، الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش/ 15:00 بتوقيت الجزائر

الجزء الثاني:
 
يعرض يوم :  8 نوفمبر 2024، الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش/ 19:00 بتوقيت الجزائر

والإعادة تكون  يوم : 29 نوفمبر 2024، الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش/ 15:00 بتوقيت الجزائر

معلوم أن شخصية مثل شيخنا العلامة  البشير الابراهيمي، الرئيس الثاني لجمعية العلماء ، تستحق أكثر من هذا الفيلم الوثائقي، فهو بحق و حقيقة شخصية دولية عظيمة متميزة متعددة المواهب، رائد من رواد جهاد القرطاس و القلم كشقيقه الأكبر العلامة بن باديس وكبار الأمة الإسلامية في زمانه، بل من  كبار رواد العلم والإصلاح ليس في الجزائر و العالم العربي فحسب ، بل في العالم الإسلامي و الإنساني قاطبة، علما وفقها وفصاحة وبلاغة و تضحيات،  يشهد لها معاصريه في زمانه من تلامذته وأصحابه و أتباعه، أمامواقفه  في جهاد شعب الجزائر وفلسطين و غيرهما فالمتتبعين لآثاره  أدرى، فقد كان له الأثر البالغ على الفكر والاصلاح التربوي في اعداد أجيال واعدة وفق القيم والمبادئ الإسلامية  السمحة التي لا تتنافى أبدا مع مقومات التربية الحديثة مركزا فيها على المعلم والمتعلم والمحتوى التعليمي في حقبة زمنية فارقة عاشها الشعب الجزائري في ظلمات الجهل عقودا، أمام المستعمر الفرنسي الغاصب و حتى اذنابه بعد الاستقلال ، أما عن فصاحته وبلاغة لسانه فأثاره المنشورة تدل على علو كعبه،  وعلى رغم كل التحديات و المعوقات في الداخل و الخارج التي أرادت كسر شوكته، بقي الشيخ شامخا في عليائه، رغم الداء و الأعداء، و مات شريفا نظيفا تحت إقامة جبرية ظالمة..

و بعد هذه المسيرة  الواعدة، ومنذ سنوات كنا ننتظر، مثل هذه اللفتات الطيبة  و التكريمات، من زمان، خاصة بعد عرض فيلم  الإمام “عبد الحميد بن باديس”.. الفقيه الثائر الذي حارب بأنوار العلم ظلمات المستعمر الغادر ، الى أخر رمق من حياته، هو أيضا، ومات مغدورا أو مسموما كما يقول معاصروه.. و الفيلم نجح نوعا ما في عرض حياة ابن باديس النضالية الدعوية، أين تناول المحطات المهمة في حياة العلامة عبد الحميد بن باديس وهو واحد من أهم رجال الإصلاح في الوطن العربي ورائد النهضة الإسلامية في الجزائر ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. كما روى  كاتب السيناريو بمهنية مقاومته الباسلة ضد الاستعمار والمؤامرات التي حيكت ضده من طرف المستعمر، بسرد محطات تنقلات ابن باديس إلى تونس من أجل طلب العلم وكفاحه ودفاعه عن الهوية الوطنية الجزائرية الاسلامية..

 لكن فيلم " ابن باديس" حسب العديد من النقاد، يبقى تجربة تحتاج  الى أضواء أخرى من زوايا أخرى، لم يبحر مخرجه بعيدا في شخصية العالم الثائر ، و لم يعطيها أبعادها الروحية و التربوية و الجهادية الإقليمية و الدولية الكاملة.

 فيا ريت لو تفكر وزارة الثقافة أو الاعلام  في بعث مشاريع أخرى تكمل هذا  الجهد، مع شخصيات وطنية أخرى، و لا تنتظر الغريب أو الأجنبي أن يقطف ثمار جهود رجال الأمة و نساءها  بأسلوبه و ماله و تقنياته، فالجزائر، أرض التضحيات و الشهداء، أرض خير و عطاء !!.

و شيخنا العلامة محمود بوزوزو، رحمه الله، الذي تتلمذ على الرجلين ،على  الإمام ابن باديس و على الشيخ الابراهيمي، أثار هذا الموضوع غير ما مرة مع بعض المشرفين على إعلامنا في مغربنا العربي، وكان كثير الاستغراب، و يتسائل معنا ببراءة كيف لأناس في الغرب لا وزن لهم ولا تاريخ ، تصور لهم بطولات و أفلام وسيناريوات، و نحن العرب  الابطال والشجعان نزهد في رموزنا، و تحاصرهم دولنا أحياء و أمواتا، مؤكدا لنا يوما في مكتبه، بجنيف بقوله، أن :"

الثورة الجزائرية العظيمة هي تاريخ من بطولات وتضحيات عجيبة و نادرة، قل ما جادت بها أقدار الزمن، إذ في كل قرية من أرض الجزائر أبطال عظام و ليس حتى في كبرى المدن، كقسنطينة ووهران وعنابة وتلمسان و غرداية، لابد أن يُحكى تاريخنا ويوثق لأجيال قادمة ومن أهم أدوات التوثيق ، بعد الكتاب "السينما"، الصورة التي تمنحك معايشة لأحداث لم تمر بها ولكنك تشاهدها بالتفصيل وتكسبك المعرفة بتاريخ معاناة شعب عظيم أصر على استرجاع وطنه وانتصر، بعد أكثر من قرن من الجهاد و الاستشهاد !!"، يصدق فيهم ، قول الله تعالى، في سورة الأحزاب : 

" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ 

وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ".

وعلى ذكر أفلام شخصياتنا الوطنية،لا أبوح سرا إن قلت أن  هناك مؤسسات إعلامية

 عربية تحضر أفلاما عن شخصيات جزائرية منذ سنوات منها فيلم عن حياة كل من "المفكر مالك بن نبي"، و توقف التسجيل لست ادري لماذا ،  و فيلم آخر عن العلامة الشيخ بوزوزو المرشد العام للكشافة الاسلامية، هذا الأخير الذي رفض أيام حياته، تواضعا، المرور مع أحمد منصور في برنامج "شاهد على العصر"، في قناة الجزيرة، واقترح بدله الرئيس أحمد بن بلة، رحمهم الله جميعا.

 

عموما مبروك لنا في الجزائر وفي جمعية العلماء هذا المولود الإعلامي الجديد ، المتمثل في فيلم شيخنا " محمد البشير الابراهيمي"، رحمه الله ونفعنا بعلمه وإخلاصه و تضحياته .. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل !!

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services