تعد الروايات خلاصة تجربة الكاتب الإنسانية، والتي تحمل بين أسطرها بصمة مكانه وزمانه بكل تفاصيلهما من عادات وظروف وثقافات، في حين أن القراءة غذاء العقل ففي كل مرة يستكشف القارئ من خلال تنويع الكتب والروايات، أشياء ومصطلحات لم يكن يعلمها.

بثينة ناصري

كلمة "نعرة" جزائرية الأصل من منطقة الأوراس اختصرت الكاتبة نصيرة بن ساسي عنوان روايتها في كلمة واحدة توحي الفكرة العامة لروايتها لكنها تثير دهشة القارئ وتفتح له مجال التساؤل عن فحواها فتستدعيه لقراءتها.

كتابة الرواية تجربة بن ساسي للمرة الأولى

وبهذا الصدد أكدت لنا نصيرة بن ساسي إبنة مدينة الاوراس ومقيمة بولاية وهران، أن بدايتها في الكتابة كانت في الأصل بالشعر العمودي الفصيح وهذا ما خوَّلها لكتابة ثلاثة دواوين باعتبارها شاعرة، مشيرةً إلى أن هذه المرة تعد الأولى من نوعها من خلال خوضها تجربة الرواية والمسمات "نعرة" والتي لها معنى ينتمي إلى مدينة الأوراس.

قصة حقيقية تحمل خبايا مثيرة عن امرأة مكافحة

ولمعرفة ما تحتويه الرواية وراء عنوانها اللافت للانتباه، قالت بن ساسي "إن لهذه الرواية قصة واقعية  خلف سطورها، حيث كنت في مرة من المرات مع أختي الرسامة في الصباح الباكر بينما نجول في أزقة الاوراس الجميلة، جذبتنا منظر إمرأة جميلة جدا، أين جذبت أختي كرسامة وانا جذبتني كشاعرة".

ولفتت الكاتبة بن ساسي أن جمالها كان لا يوصف وتركض في برد الشتاء متجهةً إلى محطة المسافرين، والتي بقيت راسخة في الذاكرة، وقالت "عندما سألت عن اسمها قالوا بأن اسمها "حورية" فقصدنا منزلها أين روَّت لنا أمها كيف صارت حورية مجنونة، وجزء من تلك الطبيعة البائسة في الشتاء تنتظر في البرد القارص أمام محطة الحافلات أن يأتي ابنها علي لكنه لا يأتي.

معنى كلمة "نعرة" يختصر القصة القاسية لحورية 

وعبرت الكاتبة عن تأثرها من قصة حورية الحزينة جدا، والتي اعطت صورة لتلك القرية من الاوراس، فكانت رواية نعرة تختصر حكايتها القاسية، فعند الوصول إلى المنزل قامت أختي برسمها وانا قمت بكتابة القصيدة.

فيما أكدت ذات المتحدثة أن كلمة "نعرة" أخذتها من أسطورة لابنة إمرأة كانت مشهورة في ذلك الوقت بالقوة، وكانت لها ابنة جميلة جدا يتسابق عليها الفرسان، يدعونها نعرة التي بمعنى أنها المرأة الاوراسية الجميلة جدا والقوية المحاربة.