في أجواء مفعمة بروح المسؤولية والالتزام الاجتماعي، نظمت جمعية نبراس لترقية أنشطة الطفولة والشباب - ولاية الجزائر، اليوم السبت، حملة تحسيسية كبرى تحت شعار "قل لا للمخدرات –" بساحة القدس ببلدية حيدرة،بالجزائر العاصمة .

سفيان بلعباس

وانطلقت الفعاليات برعاية مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، وبإشراف الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حيدرة.

وتأتي هذه الحملة ضمن إطار المسعى الوطني الرامي إلى الحد من استهلاك وترويج المخدرات وسط الشباب، حيث شهدت مشاركة واسعة ضمت أكثر من 20 مؤطرًا وست (06) هيئات متخصصة، بالإضافة إلى توافد عدد كبير من الشباب والمواطنين.

 

وفي تصريح خاص، أكد رئيس جمعية نبراس لترقية أنشطة الطفولة والشباب، صخري بلقاسم، أن هذه المبادرة جاءت لتعزيز الوعي لدى الشباب والمجتمع ككل، داعيًا إلى حشد كل الجهود لمواجهة هذه الآفة الاجتماعية التي تهدد مستقبل الأجيال، وأوضح أن الجمعية اعتمدت في حملتها على وسائل متعددة، من بينها الإعلانات التوعوية والصور الصادمة التي توضح آثار المخدرات على جسم الإنسان، إلى جانب إشراك القطاعات الأمنية والحماية المدنية، مع عدم إغفال الدور الهام للجانب الديني، ممثلًا بالشيخ عبد الرشيد، إمام مسجد بلدية حيدرة.

من جهته، أوضح ممثل الحماية المدنية،  بلخير حمود، أن تعاطي المخدرات لم يعد مقتصرًا على فئة الشباب فقط، بل شمل أطفالًا صغارًا ابتداءً من سن 15 سنة إلى غاية 40 سنة، من كلا الجنسين، وأشار إلى أن الظروف المعيشية والمادية تعد من أبرز الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة، موجها نداءً  إلى الأولياء بضرورة متابعة أبنائهم والحرص عليهم لتفادي وقوعهم في شراك المخدرات.

بدوره، شدد الشيخ عبد الرشيد، إمام مسجد القدس ببلدية حيدرة، على أهمية التوعية الدينية كأداة فعالة في مكافحة الإدمان، مذكرًا بأن الإسلام قد حرم كل ما فيه ضرر بالنفس، مستشهدًا بقوله تعالى:
{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.
وأكد أن رسائل الدين تبقى مغروسة في قلب كل فرد مسلم، داعيًا الشباب إلى الاقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن كل ما يدمر العقل والجسد.

من جانب آخر، صرح رئيس بلدية حيدرة، فراح، أن ظاهرة تعاطي المخدرات عرفت استفحالًا خطيرًا في الآونة الأخيرة داخل الجزائر، مستهدفة فئات عمرية متعددة، من الصغار والكبار ومن كلا الجنسين، وأبرز أن تنسيق الجهود بين البلدية وجمعية نبراس ومصالح الأمن والحماية وأئمة المساجد مكّن من تنظيم هذه الحملة التحسيسية الشاملة التي تهدف إلى رفع الوعي بمخاطر هذه الآفة في جميع أوساط المجتمع، لا سيما بين الشباب.

وفي ختام الفعالية، تخللت الحملة مداخلات توعوية وورشات تفاعلية، تم من خلالها تقديم معلومات علمية دقيقة حول أنواع المخدرات وتأثيراتها الصحية والنفسية والاجتماعية، إلى جانب تقديم نصائح وقائية لفائدة الشباب وأوليائهم.

كما تم توزيع مطويات ونشرات إرشادية تهدف إلى دعم الخطاب الوقائي بأسلوب مبسط وسهل الفهم، مما ترك أثرًا إيجابيًا كبيرًا لدى الحاضرين ورسخ أهمية التوعية الوقائية كحاجز أولي ضد مخاطر الإدمان.