يلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام النباتات العشبية للمساعدة في علاج بعض الأمراض ، نظرًا لفوائدها الصحية التي تحتويها من عناصرغذائية مفيدة لصحة الجسم، تشمل الفيتامينات والمعادن والألياف وغيرها، ومن أبرز تلك الأعشاب الشيح، الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الكثير من الناس.
نزيهة سعودي
الشيح أحد أهم وأقدم الأعشاب الطبية المستخدمة في علاج الكثير من الأمراض وهي من الأعشاب المشهورة جدا في دول حوض البحر المتوسط والجزيرة العربية، كما أنه من الأعشاب التي تستخدم للقضاء على الديدان المعوية وخاصة الديدان المدورة والديدان الدبوسية، ويعد السبب الرئيسي لاستخدامه كمطهر حيث يقضي على الكثير من الطفيليات، كما يعد المصدر الرئيسي لعقاقير الأرتيميسينين العشبية، وهو من أقوى أدوية الملاريا الموجودة في السوق، كما أظهرت بعض الأبحاث والدراسات قدرة الشيح على قتل الخلايا السرطانية.
يتم استخدام الشيح أيضاُ لعلاج فقدان الشهية والأرق وفقر الدم ونقص الشهية وانتفاخ البطن وآلام المعدة واليرقان وعسر الهضم، و تتميز عشبة الشيح برائحتها المميزة وأوراقها ذات الرؤوس الخضراء والصفراء، وأيضًا بفوائدها الصحية المتعددة، تتجاوز فترة حياة هذه العشبة 4 سنوات كما أن طولها يبلغ 60 سنتميتر،كما يتم زراعتها في أمريكا اللاتينية والمغرب العربي وأستراليا وآسيا أيضًا.
طريقة تحضير عشبة الشيح و موعد زراعته و حصاده
للحصول على فوائد الشيح الصحية يتم استخدام عشبة الشيح عن طريق نقع ملعقة من عشبة الشيح المجففة أو الطازجة في كوب من الماء الساخن لمدة ربع ساعة، ثم تحلية المشروب بعسل النحل أو السكر لأنه يعرف بأنه ذو طعم مر، كما يستعمل كبخور أو مسحوق لعلاج لدغ الحشرات.
بعد الزراعة بحوالي 4أو 5 أشهر يمكن حصاد نباتات الشيح عندما يصل طول نموها الخضري من 40إلى 50سنتمتر على أن تقطع على ارتفاع 8 إلى10 سم من سطح الأرض على الأقل ، وعندما تجف الأزهار تقلم الفروع وتوضع في حزم صغيرة، ثم تعلق بالمقلوب من السيقان في منطقة معتمة جيدة التهوية، وتُترك لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، أو حتى يجف النبات جيدًا
مع ترك فرع بكل جورة للمساعدة على تتشيط نموه من جديد وبعد ذلك تجرى عملية التسميد والري، و يقطع ثانية بعد 4 أشهر من الحصاد الأول.
يمكن زراعة الشيح البلدي في معظم الأراضي الزراعية وخاصة الكلسية وتفضل زراعته في الأراضي الصفراء بنوعيها الخفيفة والثقيلة، كما يتحمل الشيح البلدي الأراضي القلوية الملحية.
ذكرت دراسة صغيرة من المركز الطبي لجامعة فرايبورغ عام 2012 أنّ استهلاك مكملات الشيح قد يخفف انخفاض الشهية بين البالغين ممن يعاني من اضطراب مزمن يرتبط بانخفاض الشهية، مثل: أمراض المناعة الذاتية، والسرطان، والإجهاد المزمن، والاكتئاب، أو أثناء التقدم بالعمر.
أنواع الشيح و طرق إستهلاكها و استخدامها
لدى عشبة الشيح العديد من الأنواع أبرزها شيح ابن سينا وهي شجيرة نباتيّة يصل طولها إلى 1.2 متر وتعود في أصولها إلى أوروبا، ثم انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتميز برائحتها النفاذة الناتجة عن محتواها من الزيوت العطرية وقد استخدم مستخلصها ذو الطعم المركتوابل للطعام وفي تحضير المقبلات كما يمكن إضافته إلى بعض المشروبات كالشاي أو القهوة، ويتوفر شيح ابن سينا بأشكال عديدة و يستهلك على شكل مسحوق، وقد يتناوله البعض كمشروب، بالإضافة إلى أنه فتاح تجارياً كزيت عطري، كما أنه يستعمل لصناعة الصبغات، ويتوفر على شكل أقراص وكبسولات.
نوع آخر و هو الشيح الأبيض شجيرة قصيرة تمتلك لون فضي مخضر، وتنمو في المناخ الصحراوي إلى شبه الجاف، وتوجد في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ومن الجدير بالذكر أن بعض أجزاء هذا النبات تحتوي على مركبات يعتقد أنها تمتلك خصائص مضادة الطفيليات والبكتيريا، ومخفضة لمستوى السكر في الدم، وتعتمد الجرعة المناسبة لاستهلاكها من هذا النبات على عدّة عوامل مثل العمر، والمستوى الصحي، وتجدر الإشارة أنه ويوصى باستشارة الصيدلي أو الطبيب قبل استهلاكها.
ثالثا الطرخون وهو عشبة تستخدم في الطهي وتحضير بعض المشروبات، كما يُستخدم في التصنيع كمعطر للصابون ويعد الطرخون مصدرجيد للبوتاسيوم، كما يحتوي على مركبات تكافح بعض أنواع البكتيريا.
الشيح الدارج ينمو هذا النبات في آسيا وشمال أمريكا وأوروبا، ويمتاز برائحته العطرة وتنتج جذورها التي ترتفع فوق التربة زيتا عطريا، ويمتلك هذا الزيت خصائص مضادة للأكسدة والفطريات والبكتيريا، ويحتوي الشيح الدارج على بعض المركبات التي يعتقد أنها يمكن أن تسبب انقباضا في الرحم، لكن ذلك غير مؤكد وما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد تأثيره.
آخر نوع وهو الشيح الحولي وهو عشبة عطرية تعود في أصولها إلى الصين حيث استخدمت منذ 168 عاماً قبل الميلاد، ويُطلق عليها، وتنتشر في آسيا وأوروبا، وشمال أمريكا، وتحتوي على مركبات مفيدة للصحة، مثل مادة الأرتيميسينين التي يعتقد أنها تمتلك خصائص مضادة للطفيليات.
فوائد تناول عشبة الشيح
يمتاز الشيح بالعديد من الفوائد الصحية لاحتوائها على عدد كبير من المواد والمركبات الفعالة، من بين أهم هذه الفوائد الصحية ومميزاته العلاجية النافعةفهو مهم لصحة الجهاز الهضمي يستخدم منذ قديم الزمان في حل العديد من المشكلات التي تواجه الجهاز الهضمي منها يحتوي على مركب سينيول (cineol)، وهذه المادة فعالة في التخلص من الطفيليات التي تسبب المرض للإنسان.
يساعد في تعزيز إنتاج العصارة الصفراوية، ومهم لصحة الكبد والمرارة، تحييد الأحماض الزائدة في المعدة مما يقي من مشكلات الحموضة و القرحة، يساعد في التخفيف من الأعراض المصاحبة لمرض كرون ومتلازمة القولون العصبي، يستخدم كعلاج فعال للتخلص من فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة.
من بين فوائد الشيح أيضا أنه يحتوي على مجموعة من الخصائص المساعدة في تحفيز الطمث وتنظيمه، وبالتالي يستخدم كعلاج للحيض غير المنتظم، كما يخفف من التوتر والاكتئاب و كذا تخفيف اضطرابات النوم والأرق والتعب، والآلام العصبية، ونوبات الصرع، والاكتئاب العميق، لنبتة الشيح فوائد عديدة في علاج الالتهابات التي تحدث بسبب العدوى البكتيرية الفيروسية، أو نتيجة المواد التي تنقل الجراثيم.
فعال في الطب البديل و يعالج مرض السرطان
نبات الشيح له فعالية كبيرة في الطب البديل كعلاج للملاريا والأمراض التي تنتقل للجسم عن طريق البعوض ،يتم استخدام عقار الأرتيميسينين الذي يستخلص من الشيح، ويعد هذا العقار العشبي الأقوى لمحاربة الملاريا والقضاء عليها، وتعرف عشبة الشيح بقدرتها على تقليل عدد الطفيليات في دم المريض المصاب بالملاريا، ويتم استخدام الأرتيميسينين كعلاج أولي للملاريا الغير معقدة، حيث تعمل مادة الأرتيميسينين على قتل الملاريا عن طريق تفاعلها مع الحديد في الطفيليات وبالتالي تنتج الجذور الحرة التي تقوم بتدمير جدران الخلية لطفيل الملاريا.
يساعد الشيح في علاج العديد من الأمراض الجلدية التي تصيبنا كمرض الصدفية، وحب الشباب ، والتقرحات الجلدية، ويعالج أيضا شكل كبير مرض الثعلبة، وذلك من خلال حرق أوراقه ومزج الرماد مع زيت الزيتون، ومن ثم تدهن به المناطق المصابة، كما تبين أن بعض أنواع الشيح قد تكون فعالة في علاج الخلايا السرطانية، ومع ذلك فإن نتائج إحدى الدراسات التي أجريت عام 2013 تشير إلى أن الشيح قد يساعد على قتل الخلايا التي تمتد إلى الخلايا البشرية الطبيعية، وكذلك الخلايا السرطانية، كما يعد مهم لصحة الجهاز الهضمي و يستخدم في حل العديد من المشكلات التي تواجه الجهاز الهضمي.
يُستخدم في علاج عسر الهضم وتخليص الجسم من الشعور بالانتفاخ، يساعد في تعزيز إنتاج العصارة الصفراوية، ومهم لصحة الكبد والمرارة تحييد الأحماض الزائدة في المعدة و يمكنه التخفيف من الأعراض المصاحبة لمرض كرون ومتلازمة القولون العصبي، كما
يستخدم كعلاج فعال للتخلص من فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة.
تظهر الدراسات بأن استخدام الشيح مفيد جداً لعلاج فرط نمو البكتيريا المعوية التي يمكن أن يتم علاجها باستخدام المضادات الحيوية. وباستخدام الأعشاب الطبيعية مثل الشيح. ويعتبر الشيح فعال بنفس درجة فعالية المضادات الحيوية الثلاثية في الدراسات والأبحاث.
يحتوي منقوع وزيت الشيح على مادة سائلة زيتية تحتوي على مادة القطران، والتي تساهم بدورها في حل مشكلة تساقط وجفاف الشعر خاصة عند النساء، لكن يجب استعماله بانتظام على بصيلات الشعر ليعطي نتائج بشكل فعال وقوي، و توجد العديد من فوائد الشيح الصحية للبشرة بشكل خاص، حيث إنه يساعد في علاج العديد من الأمراض الجلدية التي تصيبنا كمرض الصدفية وحب الشباب، والتقرحات الجلدية.
أضرار عند استخدام الشيح لمرات متتالية
بعد إدراك فوائد الشيح الصحية، سنتعرف على مجموعة من المخاطر عند استخدامنا لعشبة الشيح، فعلى الإنسان أن لا يؤخذ لفترة زمنية طويلة أكثر من 4 أسابيع لأنه يسبب الغثيان والأرق، يجب عدم تناول الشيح من قبل مرضى قرحة المعدة لأنه يحتوي على بعض الخصائص العصبية التي تؤدي إلى تزايد أعراض هذه الحالة، كما قد يسبب الإضرار بصحة النساء الحوامل، فقد يؤدي تناول الشيح في بعض الأحيان إلى الإجهاض و يجعل مذاق الحليب مر ، لذلك يجب على المرضعات الابتعاد عن تناوله نهائيا خلال فترة الرضاعة.
قد يواجه بعض الأشخاص رد فعل تحسسي اتجاه عشبة الشيح يجب الانتباه من قبل الأشخاص اللذين يعانون من أمراض في الكلى، فقد يزيد الوضع سوءًا.