23
0
خنشلة تؤجّل مهرجان الأغنية الشاوية تضامناً مع ضحايا فاجعة جيجل

في خطوة تعبّر عن روح التضامن الوطني والمواساة الإنسانية، أعلنت ولاية خنشلة عن تأجيل انطلاق فعاليات مهرجان الموسيقى والأغنية الشاوية، الذي كان مقرراً أن يُفتتح غداً بمسرح الهواء الطلق وسط المدينة، وذلك على خلفية الحادث المروري المأساوي الذي شهدته ولاية جيجل أمس، والذي خلّف أربعة قتلى وأزيد من أربعين جريحاً.
ضياء الدين سعداوي
وجاء القرار وفق بيان رسمي صادر عن الجهة المنظمة للمهرجان، ليؤكد أن هذا التأجيل يأتي "تضامناً مع عائلات الضحايا والمصابين في هذا الحادث الأليم، ومواساة لكل من تأثر بهذه الفاجعة التي هزّت الرأي العام الوطني".
وكان المهرجان المرتقب يُعدّ واحداً من أبرز التظاهرات الثقافية الصيفية التي تحتفي بالتراث الشاوي، ويستقطب سنوياً عشرات الفنانين من مختلف مناطق الشرق الجزائري، إضافة إلى جمهور واسع من عشّاق الفن والموسيقى التقليدية ،وكانت السهرة الإفتتاحية ستشهد عروضاً فنية لكل من الفنان كبير أعمر، ونجاة عطيّة، إضافة إلى فرق فلكلورية تمثل النمط الشاوي الأصيل.
إلا أن فاجعة الطريق التي شهدتها ولاية جيجل، والتي تُعد من أكثر الحوادث دموية خلال الفترة الأخيرة، فرضت نفسها على المشهد الوطني، وجعلت من أجواء الحداد والتضامن مقدّمة على مظاهر الإحتفال.
وقد لاقى قرار التأجيل إشادة واسعة على منصات التواصل الإجتماعي، حيث اعتبره كثيرون تجسيداً حقيقياً للقيم الإنسانية التي يتحلى بها الشعب الجزائري، وتأكيداً على أن الفعل الثقافي يجب أن يظل مرتبطاً بواقع الناس وأحزانهم، لا مجرد مناسبة ترفيهية.
من جهتها، لم تُحدد الجهة المنظمة موعداً جديداً لإنطلاق المهرجان، مؤكدة أن الإعلان عن تاريخ لاحق سيتم فور إنتهاء فترة الحداد، وبما يتماشى مع إحترام مشاعر العائلات المفجوعة.
وفي السياق ذاته، تتواصل عمليات التكفّل بالجرحى في مستشفيات ولاية جيجل، وسط تضامن شعبي ورسمي واسع، في إنتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية لتحديد أسباب الحادث والجهات المسؤولة عنه.
هكذا تتحول منصات الفن والثقافة من فضاء للفرح إلى صوت للوجدان الجماعي، حين تنطق بإسم الوطن في لحظات الألم، وتضع الأخوّة قبل الأضواء.