1396
0
خليفة فراش..أصغر شهداء الثورة الذي لم يذكره التاريخ
أصغر من جند في الثورة التحريرية الكبرى ، استشهد وهو ابن 14 عام ابن ولاية المدية، شهيد لا يزال مجهول لدى الكثيرين ولم يحضى بالإهتمام كبطل رضع من حب الوطن حتى الثمالى فقررأن يكون ضمن جيش التحرير الوطني كجندي يحمل السلاح الذي غنمه في معركة كان فيها بجانب البطل المغوار وقائد الولاية الرابعة أحمد بوقرة.
زهور بن عياد
مختلف المصادر تتحدث عن الشهيد البطل عمر ياسف المدعو عمر الصغير ذو 12 ربيعا كأصغر شهيد، ولا يختلف إثنان فيما قدمه الطفل البطل للثورة والثوار، في حين أن أصغر من حمل السلاح والتحق بصفوف المجاهدين بشهادة الكثيرين هو فراش خليفة .
أمام نقص المراجع إن لم نقل انعدامها حاولنا تقصي الحقيقة من منبعها فكانت لنا زيارة لولاية المدية، هذه المدينة التي تزال تروي ألاف القصص والحكايا التي تشهدعلى بطولات شعب قاوم المستعمر بكل بسالة وشجاعة، فكان الثمن باهضا والفوز المظفر جزاء وتتويجا لكل ما قدمه الشعب الجزائري من تضحيات.
الشهيد البطل رافق بوقرة واستشهد في معركته الثانية
حسب المعلومات التي قدمتها لنا منظمة المجاهدين لولاية المدية أن الشهيد فراش خليفة من مواليد 20 جويلية 1945 بدشرة أولاد خليفة ببلدية أولاد هلال وهو الإبن الأصغر للوالد ميلود وكحال كلتوم وهما عضوي بجيش التحرير الوطني، من عائلة ثورية دفعت خمسة من أبنائها فداء للوطن وهم رابح وأحمد وعبد القادرومحمد وأصغرهم خليفة.
زاول الشهيد قراءة القرآن بأحد زوايا دشرة أولاد خليفة وهو في سن العاشرة من عمره قبل أن يلتحق رفقة عائلته المتكونة من سبعة أفراد بجيش التحرير الوطني عام 1957، بعد أن دمرت المنطقة التي كانوا يقيمون بها بقصف طيران المستعمر وشرد أهاليها وأصبحت منطقة محرمة.
نشأ الشهيد في كره المستعمر لما شاهده من بطش وظلم وتربى في أحضان جيش التحرير الوطني فازداد حبا وإخلاصا للوطن.
ونظرا لصغرسنه كان التكفل به خاص ، فبادر قادة جيش التحرير الوطني بإرساله إلى مدينة المدية ليلتحق بالمدرسة الزوبيرية بعد أن تم تزوير وثائقه تفاديا لوقوعه في أيدي المستعمر ، لكنه لم يتلاءم مع الحياة الجديدة فغادر المكان ورجع لمراكز جيش التحرير الوطني أين تطمئن نفسه .
في عام 1959 انضم المجاهد الصغير سنا والكبيرعزيمة وشجاعة إلى صفوف الكتيبة الزوبيرية ليشاركها في مهامها النبيلة من معارك واشتباكات وكمائن كأي جندي حيث عمل بتفاني وإخلاص يشهد له رفاقه في السلاح .
لازم الشهيد البطل قائد الولاية الرابعة أحمد بوقرة وشارك في معركة غنم فيها سلاحه وحين أراد بعض المجاهدين أخذ سلاح خليفة، كان رد القائد بوقرة أن البطل غنمه بنفسه لذا لن ينتزعه أحد منه .
في صبيحة أحد أيام شهر جوان لعام َ1959و بجبال أولاد عيسى ببلدية أولاد بوعشرة وعلى إثر اشتباك مع قوات العدو الذي تحول إلى معركة ضارية قاوم فيها البطل الصغيرمقاومة الشجعان وسط إخوانه من جيش التحرير الوطني جنبا إلى جنب ،وبعد أن اشتدت المعركة سلم له شقيقه المدعو سي اللوحي السلاح الذي كان بحوزته “الكربان بمنظار” ليستلم هو الرشاش ونداه قائلا”احمل سلاحك يا خليفة أضن أن اليوم يوم كبير وحسبي أنه يوم استشهادك “، كانت هذه آخر الكلمات التي سمعها الشهيد البطل بشهاده أحد رفقاء السلاح الذين كانوا بجواره ، بعد أن استمرت المعركة وتبادل الطرفان إطلاق النار كثف المستعمر جيوشه ليحاصر المكان وكانت الحصيله ثقيلة 11 شهيد ومنهم خليفة أصغرهم الذي لم يتجاوز بعد 14 ربيعا ، ولا يزال جثمان الشهيد بجوار جثمان البطل بوقرة في بلدية اولاد بوعشره صرحا شاهدا على بطولة شعبا لا يعترف بسن البطولة بل يولد الطفل محاربا مميزا بشجاعة وبسالة الأبطال .
وعرفانا لما قدمه البطل للوطن الغالي وتخليدا لمآثره فقد تم تسمية الدفعة السابعة عشر لتخرج الطلبة ضباط الصف المتعاقدين بمركز التكوين التخصصي بالمدية باسم الشهيد فراش خليفة.
ويذكر أن سلاح الشهيد خليفة فراش متواجد في متحف بيوغسلافيا كان قد قدمه الرئيس الهواري بومدين للماريشال جوزيف بروس تيتو رئيس يوغسلافيا.