1117

0

"عقلية السياسي"... إصدار للكاتب الشاب عادل خينوش تستكشف عوالم عقليات السياسيين

فهم الأسس النفسية والثقافية والاخلاقية التي تشكل عقلية السياسي وتوجه أفعاله

في رحلة أدبية تمزج بين الحكمة والتحليل الاجتماعي ،قدم الكاتب الجزائري الشاب عادل خينوش المولود سنة  1996 في بلدية خليل، ولاية برج بوعريريج، ، ثلاث إصدارات تجسدت في أعمال أدبية، تتناول قضايا حياتية بأسلوب شيق ، تحمل رسالة  هادفة  لللشباب حول أهمية التمسك بالدين و التحصيل العلمي ورعاية الوالدين.

مريم بوطرة

عادل خينوش متخرج من جامعة محمد البشير الإبراهيمي ماستر علم الاجتماع ،كاتب رواية طقوس وطلاسم، ورواية لعبة المال،التي لم تنشر بعد .

عن بداياته، كانت الكتابة بالنسبة له عبارة عن موهبة فريدة، انطلقت من حب الإطلاع على الحكمة والعلم، اللذين يُعتبران ضالة المؤمن أينما وجد،هذا الحب العميق للقراءة والكتابة شكل دافعًا له نحو استكشاف ميادين الأدب والرواية.

أنجبت هذه الروح الأدبية أول عمل أدبي له في عام 2022، والذي كان بعنوان "طقوس وطلاسم".، حيث نالت الرواية إعجاب الجماهير، مما منحه دفعة قوية لمتابعة مسيرته الأدبية،  لإصدار كتابه الثاني بعنوان "لعبة المال"، الذي يتناول قضايا معقدة خاصة فيما يتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية الصعبة .

اعتبر هذا الكاتب الشاب أن الكتابة هي وسيلة لنقل تجاربه ورؤاه، حيث سلط الضوء بشكل خاص على قضية الفساد على الصعيدين الوطني والعالمي ويشير في ذات الصدد  إلى أن هذا التحدي ليس فقط أدبيًا بل واجتماعيًا، حيث يسعى من خلال كتابه إلى تسليط الضوء نحو القضايا الهامة والمهمة في المجتمع.

عقلية السياسي: كشف لأسرار السياسة وتأثيرها على المجتمع في الكتاب الثالث

في تقديمه للكتاب الثالث، استمر عادل خينوش في تحليل معايير الازدواجية التي يفرضها الغرب على العالم العربي، حيث استعرض كيفية برمجة الإنسان وفق هذه المعايير،و تأثيرها  على الفرد والمجتمع في المنطقة.

فقد قام باستكشاف عقلية السياسي، حيث ناقش في أعماقه مفاهيم السياسة ومبادئها، وكشف عن حيل السياسي في سعيه للسلطة والبقاء فيها لأطول فترة ممكنة، و أظهر خينوش براعته في رصد كيف يتعامل السياسي في الساحة السياسية، مسلطًا الضوء على استراتيجياته وتكتيكاته في مسعاه لتحقيق الهدف النهائي والبقاء في صدارة السلطة.

 تابع حديثه عن الإصدار الثالث الذي كان موجهًا للطبقة السياسية والمواطنين الذين يمارسون السياسة،ويقول خينوش أن الشعب الجزائري يتميز بفطرة سياسية، حيث يتأثر الصغير قبل الكبير بالمجال السياسي، هذا التوجه نحو السياسة في الثقافة الجزائرية أدى إلى تفاعل كبير واستقبال حار حيال كتابه "عقلية السياسي"، وقد  لاقى الكتاب تفاعلا و رواجاً خلال عرضه في الصالون الدولي للكتاب في طبعته الأخيرة.

التحديات الثقافية: مواجهة الكتب الورقية والإلكترونية وتأثيرها على المجتمع الجزائري"

 يرى خينوش أن الواقع المعاش يشهد عزوفًا تامًا من قبل المواطنين، وتحديدًا من قِبل القراء والأدباء، يتجلى هذا العزوف في قصور النظر والتحصيل العلمي، حيث يلاحظ نقصًا في استيعاب المعرفة وتحقيق التحصيل العلمي و في هذا السياق، يرى ذات المتحدث أن الأدب، الذي يعتبر بمثابة تحصيل علمي، يجب أن يكون وسيلة لإثراء الزاد المعرفي والعلمي.

ومع ذلك، عبر عن قلقه إزاء التحول الذي طرأ على أولئك الذين انحصروا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة غير صحيحة، مثل "تيك توك" و "إنستغرام"، هؤلاء أصبحوا يوجهون رسائل غير معبرة، ويتجهون نحو واقع مسدود، مما ينعكس على المجتمع بشكل عام ينجم عن هذا الظاهرة فقدان التواصل الفعّال والتفاعل الثقافي، مما أثر سلبًا على الأخلاق وأدى إلى زيادة في الانحلال الخلقي وابتعاد عن القيم والدين.

وعن الكتب الإلكترونية،  أشار محدثنا إلى الزخم الكبير الذي شهدته هذه الصيغة الإلكترونية من قبل القراء، مؤكدا على أن هذا التفاعل يحمل طابعًا غير نموذجي، حيث يلاحظ تراجع قيمة الكتب إلكترونياً، ويؤكد على أن الكتب المهداة بشكل ورقي تحمل قيمة أعلى وتعتبر الأغلى ثمنًا.

في تحليله، يُرى أن الكتب الإلكترونية قد ألحقت ضررًا بالطابع الأدبي في المطبعة الجزائرية والأدب السائد في الجزائر فأكد أن القيمة الكاملة والشاملة للكتاب تتجسد في الحصول عليه بصيغة ورقية وتوقيع الكاتب، حيث يرى في ذلك عمقًا أدبيًا يميز الكتاب الورقي ورغم وجود حالات شاذة تستثنى من هذا التحليل، يشدد على أن الكتب الورقية تظل الخيار الأفضل للحفاظ على القيمة الأدبية والثقافية.

  في سياق الكتب الإلكترونية، قدم الكاتب مثالًا قائمًا على أهمية الكتب الورقية في متابعته لكتّاب من مختلف البلدان العربية، مثل كتّاب سعوديين أو أردنيين أو كويتيين أو مصريين. يشير إلى أن الحصول على أعمالهم يتطلب طرقًا إلكترونية، وهو أمر يتضمن تحديات في ظل الاعتبارات الأدبية والثقافية التي يضعها الكتاب الورقي في تقديم القيمة الأدبية.

الرسالة الاجتماعية: دعوة للشباب للالتزام بالدين والقيم في رحلة الاطلاع والتحصيل العلمي"

وفي ختام حديثه، يوجه رسالة الكاتب الشاب رسالة  للشباب بضرورة التمسك بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه، بإعتبارالإسلام مصدرًا للعزة والكرامة، ويستعين بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتسليط الضوء على هذا الجانب الهام "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ولو ارتضينا العزة بغير ذلك، لا أذلنا الله".

 داعيا الشباب إلى أن يكونوا قوة عز في هذا الدين، مؤكدًا أن عزة الإنسان لا تأتي إلا بالالتزام بتعاليم الإسلام مؤكدا على أهمية تطبيق الأخلاق والآداب العامة، التي تكفل الحرية وتلتزم بالقيم والواجبات، كما  يُنصح شباب اليوم بأن يندمجوا في رحلة الاطلاع وتعزيز التحصيل العلمي، إذ لا بد من تحسين مستوى التحصيل العلمي، وهو مبدأ يتجلى في قول "أمة تقرأ أمة لا تموت".

وفي سياق آخر، يُوجَّه الكاتب نصيحة أخرى للشباب، وهي ضرورة الاهتمام بالوالدين ورعايتهما، ووضعهما في كفوف الراحة، حيث  يبرز أهمية الاعتناء بالوالدين كمظهر من مظاهر البر والإحسان، ويدعو إلى تقدير الجهود التي بذلوها وتقديم الراحة لهما في مراحل التقدم في العمر.

وفيما يخص الإنتاج الأدبي الحالي ،أبرز عادل خينوش في الاخير بأن  الكثير من الاصدارات، من حيث المحتوى، تعاني من ركاكة بالغة، مُعبِّرًا عن أسفه الشديد إزاء هذا الوضع وانتقد بشدة تحول بعض دور النشر إلى التركيز الشديد على عمليات الطباعة والنشر، متجاهلة بذلك الاهتمام بجودة المحتوى، لذلك يوضح بالقول "يجب تشكيل لجنة قراءة ولجنة ضبط في المطبعة الجزائرية، بهدف تحسين جودة الكتب والتأكد من مضمونها، لأن الكتب لا تمثل فقط الكاتب، بل تمثل المكتبة الجزائرية بشكل عام.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services