169

0

كأس العرب: قومية المنافسة والإنتصار

 

 

بقلم كمال برحايل  
 
في القمة الرياضية يعتبر المتوج بكأس العرب في الوطن العربي ، هو فوز  للروح العربية من المحيط إلى الخليج العربي ، في الوقت الذي تتسارع التغيرات الطارئة في مستقبل العلاقات الدولية،  بالتحول الجذري من منطق التهديد والقوة،  إلى فكرة الحوار الحضاري بغية الاستقطاب وفق أدوات القوة الناعمة ، المتشكلة من الثقافة والرياضة وبهذه الثنائية تمكنت الأمم من كسر الحواجز ، محققة ما استحال على السياسة تحقيقه ، واستبعدت بكل بساطة بند الشروط المسبقة بمرجعية استعداء الخصم،  وفيه تتقاطع الرياضة بالسياسة لتصبح عامل موثر في التقارب بين الشعوب .
وابان حرب التحرير وبتكامل المسارات المتعددة ، بمنطق عدالة القضية الجزائرية أسست القيادة الثورية ،فريق جبهة التحرير ليواكب العمل العسكري والسياسي والإعلامي للنهج التحريري .
ومنذ القدم تم توظيف الرياضة بين الدول ، كاداة للسياسة الخارجية بما تمليه طبيعة المصالح لتوجيه الرسائل الضمنية أو العلنية ، لتكريس المشهد  وايضاً في محاولة لكسر الجمود القائم على المستوى الرسمي ، والاستثناء في 
هذا المسعى الرمزي حدث مع ايران ، وبسبب شعبية رياضة المصارعة رتبت زيارة لفريق المصارعة الأمريكي ، لطهران ، بعد مرور عشرين سنة على أزمة الرهائن الأمريكيين كمقدمة ، لاستئناف التواصل الرسمي بين البيت الأبيض والجمهورية الاسلامية الإيرانية.

 وأثناء الألعاب الأولمبية المقامة في برلين،  وبحضور المستشار أدولف هتلر فاز العداء الأمريكي جيسي أوينز ،  في السباق وبهذا التألق استعجل ، إسقاط نظرية تفوق العرق الآري في ألمانيا النارية .
ويحفل تاريخ العلاقات الدولية بتزايد تاثير الرياضة ، في السلوك السياسي للدول ونشير إلى تبعات المقابلة الرياضية في لعبة البينغ بونغ، بين الفريق الأمريكي والصيني ، وأضحت الحافز في زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى بكين، والبادرة لعودة العلاقات الديبلوماسية الصينية الأمريكية.
واستحوذت في الوطن العربي موخراً الأحداث والشخصيات الرياضية، على مكانة في الوجدان لتمتين الأواصر وتفعيل التواصل ، على الصعيد الرسمي والشعبي بأسس صلبة بمعنى ما أفسدته السياسة حاليا تصلحه الرياضة لاحقا،  وأصبح الشعب العربي يتابع ويناصر ويصبح طرفا في كل حدث رياضي تتواجد فيه الأندية العربية وفيه تتقاسم الاحاسيس ، الجياشة بمعاني الفخر كإمتداد روحي بين الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج .
وكشف كأس العرب في قطر ، عن التطور النوعي في الأداء الفردي و الجماعي الراقي لجل المنتخبات العربية ، وبمذاق عربي أصيل لتقديم الأفضل في إطار تنافسي يدخل السرور والبهجة في قلوب الأسر العربية ، أسوة بالمنتخبات الأخرى وترتقي بالتدريج لبلوغ مصاف الترتيب الدولي للفيفا .
وفي دوحة العرب يتجدد اللقاء ،بين الأشقاء من المشرق والمغرب على مقاعد مدرجات الملاعب ،بعيدا عن تعقيدات السياسة حتى لا تتعكر الأجواء الودية وتترك السياسة جانبا.  
ومنذ الانطلاقة الرسمية للمباريات سادت الأجواء الهادئة والخالية، من  الملاسنات النابية وبدون مشاحنات وكان الاحترام هو الفريضة الحاضرة ، في طيلة المنافسة وقد اكتست كأس العرب طابع التحدي بالقدرة ، على مسايرة الغرب في تنظيم المنافسات الدولية وبتوفير المرافق الضرورية ، لإقامة الوفود والمدعوين ثم نوعية الملاعب ، والتغطية الإعلامية بكل اللغات على مدار الساعة بمعايير تتطابق وفق معايير الفيفا .
ولعل الفارق الجوهري الكامن بين القمة الرياضية في الملاعب، التي تحظى بالمتابعة وتفاعل المجتمع العربي مع الأداء الكروي للكواكب المتألقة ، ويدرك هذا من فحوى التعاليق المتفائله بالنتيجة بغض النظر عن النتيجة ،عند نهاية المقابلة لأنها انتصار عربي،  أما عن القمة السياسية، فغالباً تمر بدون اكتراث بصيغة الأحدث ويعزف الشارع العربي ويتجاهل الخطاب الرسمي لأنه يسبب الإحباط ولا يرتقي للطموحات .

آخر الكلام: مايكل جوردان
" الرياضة هي تربية للنفوس قبل الفوز بالكؤوس "

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services