تعيش ولاية كاليفورنيا حاليًا واحدة من أصعب الفترات في تاريخها بسبب الحرائق الهائلة التي تلتهم الأخضر واليابس.
الحاج بن معمر
بدأت الحرائق في عدة مناطق، منها لوس أنجلوس وكاليفورنيا، مما أدى إلى دمار واسع وتشريد مئات الأسر.
وتعد هذه الحرائق من أخطر الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولاية في السنوات الأخيرة، كما تزامنت الرياح العاتية مع الجفاف الشديد الذي تعاني منه الولاية، مما ساهم في انتشار النيران بسرعة كبيرة.
هذه الظروف الجوية الصعبة جعلت من مهمة فرق الإطفاء أكثر تعقيدًا، والتي وجدت نفسها في سباق مع الزمن للسيطرة على النيران ومنعها من التوسع إلى مناطق جديدة.
وفي يوم واحد فقط، تمكنت النيران من تدمير أكثر من 10,000 فدان من الغابات والمناطق السكنية، مما يعكس قوة وسرعة انتشار هذه الحرائق، التي أدت إلى إخلاء العديد من المناطق السكنية والمرافق الحيوية.
الأهالي يعيشون حالة من الذعر والهلع، حيث اضطر الكثيرون منهم إلى مغادرة منازلهم بسرعة حاملين معهم ما تمكنوا من إنقاذه من الممتلكات.
السكان يواجهون صعوبات جمة نتيجة لفقدان المنازل وانقطاع الكهرباء والخدمات الأساسية، كما أشارت الكثير من التقارير الصحفية أن هذه الكارثة أسفرت على تشرد مئات الأسر بسبب الحرائق، كما تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم نتيجة استنشاق الدخان أو التعرض للحروق.
وتكافح فرق الإطفاء بلا هوادة للسيطرة على الحرائق، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها. الرياح القوية والدخان الكثيف يعوقان جهودهم، ولكنهم يواصلون العمل ليلاً ونهارًا لإنقاذ الأرواح والممتلكات.
تعتمد فرق الإطفاء على الطائرات المروحية والطائرات القاذفة للمياه في محاولة لإخماد النيران والسيطرة عليها.
وقامت فرق الإطفاء بنشر آلاف الجنود والمتطوعين والمعدات في مختلف المناطق المتضررة، وتلقوا الدعم من ولايات مجاورة للمساهمة في جهود الإطفاء.
ولا تقتصر آثار الحرائق على الدمار المادي والبشري فقط، بل تمتد لتشمل البيئة أيضًا. تدمير الغابات يؤدي إلى فقدان الحياة البرية وتلوث الهواء، مما يؤثر على الصحة العامة للمواطنين.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الحرائق إلى زيادة انبعاثات الكربون، مما يسهم في تفاقم مشكلة تغير المناخ.
فيما تشير التقارير إلى أن الحرائق قد تسببت في تدمير آلاف الهكتارات من الغابات والمحميات الطبيعية، مما يعرض العديد من الأنواع النباتية والحيوانية للخطر.
واستجابت الحكومة بسرعة للأزمة، حيث أمرت بإخلاء المناطق المتضررة وفتح مراكز إيواء للمتضررين، كما تم تخصيص موارد إضافية لدعم جهود فرق الإطفاء وتقديم المساعدة الطبية والاجتماعية للمحتاجين.
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن دعمه الكامل للجهود المبذولة ووجه بتقديم الدعم الفوري للولاية.
وفي ذات السياق أعرب الرئيس الأمريكي في خطاب له عن دعمه لسكان كاليفورنيا وأكد أن الحكومة الاتحادية ستقدم كل الدعم اللازم للولاية في هذه الأزمة.