395
0
قافلة الصمود....كيف صمدت وماذا حققت ؟...تفاصيل يكشفها المشاركون

في مشهد تضامني مهيب، انطلقت من تونس الخضراء قافلة إنسانية تحت اسم "قافلة الصمود"،في التاسع من شهر الجوان الجاري، متجهة إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال الدعم المادي والمعنوي لسكانه الذين يعانون من تاريخ 7 أكتوبر 2023، من عدوان مستمر وظروف إنسانية قاسية.
شروق طالب
ضمت هذه القافلة دولة ليبيا ثم الجزائر وموريتانيا، وحتى ولم تتمكن السودان من المشاركة، جاء شخص منها ليثبت حضور دولته في دعم القضايا العادلة، الدعوة وصلت إلى المغرب الا انها هي أخرى تعذر عليها المشاركة، ومع هذا عرفت هذه المبادرة بقافلة الصمود المغاربية، بعدد تجاوز 1700 مشارك، من بينهم 141 جزائري.
انطلاقة قافلة الصمود من تونس خضراء
وبالحديث عن فكرة القافلة، أوضح وائل نوار ممثل عن الوفد التونسي، بأن قافلة الصمود، التي بدأت من تونس، كانت مقترح مكتوب تقدم من تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، إلى كل الهيئات المهنية والمنظمات الوطنية التونسية، على غرار الاتحاد العام للشغل، عمادة المحامين وعمادة الأطباء، و النقابة الوطنية للصحفيين، وبمشاركة 13 جمعية، وكان الإتفاق الأولي هو الذهاب من تونس إلى رفح.
وأضاف بما أن العبور على دولة ليبيا هو في كل الحالات، جاءت فكرة اشراك وفد من الاخوة الليبيين، لتطرح بعد ذلك توسيع عدد الدول المشاركة بضم كل دول المغرب العربي، وعلى هذا الاساس تم الاتصال مع الاخوة الجزائريين، عن طريق مروان ويوسف التي جمعتهم تجربة سابقة في مبادرة أسطول الحرية، يتم تكوين تنسيقية جزائرية، كما ضمت القافلة فيما بعد وفد من الاخوة الموريتانيين، بعدد رمزي وهم 6 اشخاص.
وذكر نوار ان الانطلاقة كانت من الجزائر بتاريخ 8 جوان، وصولا الى تونس يوم 9 جوان، مرورا على كل المدن الكبرى بتونس وغرب ليبيا، التي استقبلت القافلة بترحاب واسع.
تحديات قافلة الصمود في شرق ليبيا
وفي هذا الصدد، أوضح نوار أن قرار توقيف القافلة بقرار من حكومة شرق ليبيا بررته بعدم الحصول على الموافقة المصرية لدخول مصر، بجانب مفاوضات جمعت بين ممثلي القافلة مع حكومة شرق ليبيا، من خلال جلستين تفاوض بما فيها حضر عدد من الوزراء والقيادات الأمنية.
وأوضح ممثلي القافلة موقفهم القانوني وان تواجدهم في الأراضي الليبية لا يستدعي موافقة مصرية إنما فقط ختم على جوازات السفر بما أن كل أوراق المشاركين قانونية.
الا ان قوات حكومة شرق ليبيا تعاملت بقوة السلاح من خلال فرق مسلحة، وباعطاء مهلة اما الإنسحاب أو إطلاق النار وسبق هذا الإجراء بعض الايقافات، التي شملت 15 شخص، من بينهم 9 ليبيين 3 تونسيين، جزائريين، وسوداني واحد، وذلك حسب ماذكره نوار.
كما أشار بأن حفاظا عن أمن وسلامة القوافل التي حملت من المشاركين كبار في سن وعائلات، تراجعت القوافل لأن الأولوية هي حماية المدنيين، الذين ينتمون إلى مبادرة إنسانية وسلمية في إطار قانوني، وحتى عندما تم تجاوز القانون معاها لم ترد بالمثل.
ونتيجة لغلق الخط البري، قال نوار تغير المخطط إلى عبور الحدود من الخط البحري، من مصراتة إلى غزة، لتبدأ رحلة البحث عن سفينة الا ان هذه المحاولات وصلت إلى طريق مسدود، وبعد فشل الطرق البحرية والحرية أعلنت القافلة العودة لكن بعد إطلاق سراح كل الموقفين.
طوفان مغاربي
وأكد نوار بأن هدف القافلة في كسر الحصار ووصول إلى رفح لم يتحقق، إلا أن المبادرة وصلت إلى قلوب كل الفلسطنيين واوصلنا صوت رفح إلى كل العالم، فضلا عن تحقيق جملة من النتائج والإجراءات الإيجابية، والتي تتمثل في رفع الحراك الشعبي إلى طوفان عربي مغاربي عابر للحدود متوجها الى غزة.
مضيفا بانه ستتم خطوات أخرى ليتمكن كل من اقتنع أنه بامكانه اجتياز الحدود والتضامن مع أخيه الفلسطيني المظلوم.
ولتحقيق هذا الهدف حسب نوار، سيكون من خلال التحضير إلى قافلة الصمود 2، وذلك لاستكمال المهمة، إلى غاية تحقيق هدف كسر الحصار على إخوتنا في غزة.
متأملا بان قافلة الثانية سيصل عدد المشاركين فيها إلى عشرات الآللاف ولما مئات الآلاف، وذلك لأن القافلة الاولى أكدت فكرة اجتماع الشعوب من مختلف الدولوالذهاب الى غزة رغم نقص الترويج الاعلامي لها.
وعن الحصار المطبق على عزة، قال نوار "إنه لا ينحصر على دول الجوار إنما يتجاوز ذلك ليشمل حصار عالمي، في الأمم المتحدة، في مجلس الأمن، وفي أوروبا، أمريكا، حتى من المحكمة الدولية، التي تتلقى الرفض من قبل البلدان التي تدعي رفض الإبادة".
مؤكدا بأن القافلة اليوم تعمل على تحسين اتصالاتها الدبلوماسية والميدانية، وذلك لتفادي مثل هذه الاحداث، لأن خطاب القافلة كان واضح وهو كل طريق ستمر به لا يعنينا شأنها الداخلي، إنما هدفنا هو العمل حتى فك الحصار عن المستضعفين في قطاع غزة.
من جهتها، أكدت جواهر شنة عضو في الوفد التونسي، ان لم يتحقق هدف القافلة في كسر الحصار عن عزة، إلا أنه نجح في كسر حاجز الصمت والانتظار، والتي بدورها وحدت بين شعوب المغرب العربي، من أجل اعلاء صوت فلسطين.
وأضافت بأن القافلة واجهت عدة صعوبات أثناء طريقها إلى غزة، لأن ممثليها من مختلف الدول كانوا ككتلة الواحدة في مواجهة الصد والمنع، مشيرة بأن العودة لا تعني انتهاء النضال، بل ستعمل القافلة على استكمال الطريق وهذه المرة الوصول إلى هدفها الا وهو غزة المحاصرة.
مشاركة لافتت من الوفد الجزائري
وفي هذا الشأن، قال يحي صاري ممثل عن الوفد الجزائري في قافلة الصمود، "بأن فلسطين بحاجتنا جميعا، وانا شخص من آلاف الأشخاص الذين يحملون الهم الفلسطيني، شاءت الأقدار أن تلتأم الصفوف وتتوحد الأهداف، وها هي اليوم تكللت بقافلة الصمود".
وأكد بان جهود القافلة لن تتوقف لأن قضيتها قضية عادلة، للتضامن مع المستضعفين، المقتلين، والمجوعين،
مضيفا ان خروج هذه الوفود جاء بسبب الظروف التي املتها علينا هذه المأساة التي تتفاقم يوم بعد يوم، وفي الوقت ذاته تراجع المتحدثين عليها والداعميين لها، إلا أصحاب الضمائر الحية وكل مناصرين للقضية، الذي كانوا ينتظروا في الميدان ليشاركوا في هذه القافلة، والتي أرادت أن تقول لأهل غزة نحن معكم حتى يبلغ الفرج.
كما أشار بان قافلة الصمود مطلبها إنساني، تريد تحقيقه عن طريق الذهاب إلى فلسطين، لاحتضان اطفال غزة والتماس جراح ابناءها، لم تكن مطالب كبرى بسبب الواقع المفروض، لينحصر هدفها في الخروج إلى الميدان وتخفيف اللألام.
واعتبر صاري بان القافلة تعد خطوة ستسجل في التاريخ، أن هناك مجموعة من الأشخاص خرجوا من بيوتهم كي يتضامنوا مع اخوانهم في غزة، وتكمن قوتها في معانيها الدينية والإنسانية وكذا في واجب التاريخ المشترك والقومي.
مضيفا بانه كل من يحمل هم القضية الفلسطينية هو جزء من هذه القافلة، التي تجاوزت اللون والشكل والانتماء وهو عكس ما حاول هذا الكيان الصهيوني إبرازه وتفريقنا من أجل ان يتراجع الصوت المنادي لنصرة فلسطين.
الوفد الليبي العنصر الفعال في قافلة الصمود
تميز العنصر ليبي المشارك في قافلة الصمود بالتنسيق والتعامل مع الملفات, وبفضل مهاراته استطاعت القافلة ان تصمد كل تلك الأيام.
وفي هذا السياق، أوضح يوسف ابو الغيث ممثل عن وفد الليبي بان المشاركة في قافلة الصمود جاءت عن طريق التنسيقية المسؤولة في ليبيا بفضل عدة اسماء بارزة، ساهمت في التواصل والتنسيق المشترك، بكافة الأمور اللوجستية والتنظيمية.
وبخصوص عدد المشاركين، ذكر ابو الغيث بأن باب المشاركة فتح للجميع بمأنه يعتبر واجب إنساني، حيث شهد انضمام جماعي وفردي بواسطة المركبات الخاصة للمشاركين، والذي وصل عددهم حوالي 150 شخص، مشيرا بان هذا قلة العدد يرجع الى الفضاء أن فترة التبليغ كانت في أقل من ثلاثة أيام.
كما أكد ابو الغيث ان اعضاء القافلة باقون حتى يستوفوا العهد، وهو بمثابة دعم الصمود الشعب الفلسطيني المرابط، الذي يعتبر اليوم أقوى من اي وقت مضى، وبإرادة التي ستقوده للنصر لا محالة.
مضيفا إننا نستنكر سكوت بعض الأنظمة العربية في وجه الكيان الصهيوني الغاشم، وهذه المبادرة هي عبارة عن رسالة لاخواتنا في غزة لكي يكون على دراية إنهم ليس وحدهم في هذه المعركة، نحن معهم حتى يتحقق الهدف الأولى وهو حرية فلسطين.