253
0
جمعية “حراء”…أصالة مستوحاة من موطن الوحي ورسالة متكاملة لصناعة الإنسان

“حراء”،من أولى الجمعيات التي تأسست في الجزائر إثرالإنفتاح السياسي، بعد صدور دستور 1989، تنشط في ولاية الجزائر العاصمة، تحمل رسالة سامية تعبرعن الإسم الذي يحمل دلالات عميقة تجسدها من خلال برامج ونشاطات تربوية هادفة وخيرية إنسانية، تمس ربوع القطر الوطني قاطبة.
عبد النور بصحراوي
كشف رئيس جمعية حراء السيد عبد الكريم بلجودي أن الجمعية رسالية حملت على عاتقها منذ التأسيس مهمة المحافظة على قيم المجتمع الجزائري وتعزيز هويته الدينية والوطنية بنهج وسطي يحمل فكرا معتدلا،ويسعى غلى ترسيخ العمل المجتمعي في جوانبه المختلفة التربوية والعلمية والثقافية والاجتماعية.
وأبرز السيد بلجودي قائلا: “جمعية حراء مثلها كمثل السفينة التي تقبل وتحتوي الجميع على امل الرسو على الهدف الأسمى المنشود وهو خدمة الجزائر وهويتها وشعبها”.
البوصلة… كوكبة من العلماء يرسمون مسار الجمعية
وفي ذات السياق أضاف رئيس الجمعية أن حراء تتبنى خططها ومشاريعها وفق نظرة ورؤية واضحة يرسم معالمها كوكبة من الدعاة والعلماء في شتى التخصصات، حيث يحظون بكل التقدير والإهتمام لما يطرحون من أفكارومشاريع، وما يصححون من توجهات يفرضها العمل الميداني اليومي، وبهذا تشكل هذه المجموعة من المختصين بوصلة لرسالة جمعية حراء حتى تبقى على الخط المرسوم وتحقق الهدف المروم من وجودها.
التربية والتعليم …أهم المحاور وحجر الأساس
فعمل الجمعية عبر فروعها 12 يقوم على أربعة محاور كبرى، تدور بين التربية والتعليم والثقافة والتكافل الاجتماعي لتشكل حسب بلجودي رسالة متكاملة تصنع الانسان بشقيه المعنوي والمادي.
فيما يخص عملية التربية والتعليم فهي أهم المحاورالتي تعنى بها الجمعية ذلك أن تربية وتكوين الفرد كفيل بإعداد جيل واع بما ينتظر منه تجاه محيطه الصغير والكبير.
وتبنت الجمعية منذ تأسيسها سياسة بناء المدارس فهي تعد 8 مدارس في إقليم ولاية الجزائر تلقن من خلالها المناهج والبرامج التي هي خليط متجانس بين برنامج وزارة التربية الوطنية وعصارة تجارب المشرفين على الجمعية، وعلى رأسهم السيد حسان غموري نائب رئيس الجمعية ورئيس قسم التربية والتكوين.
للجمعية دليل تربوي يحمل برنامجا ثريا من شانه ضمان تقديم مستويات عالية في أقسام الدراسة والتي تلقى إقبالا كبيرا من التلاميذ وأوليائهم للسمعة الطيبة التي حققتها طوال مسارها.
وللإشارة فالبرنامج التربوي للجمعية يمس جميع الفئات من التحضيري إلى المتمدرسين، وكذا أقسام محو الأمية، من خلال دروس للتلقين والدعم والتوجيه وكذا المربين العاملين في الجمعية الذين يتلقون تكوينات دورية في الجوانب الروحية، الفكرية، العلمية ما يضمن أداء مـتميزا.
الجانب الثقافي والإنساني يحضى بالإهتمام
أما الجانب الثقافي فيلقى كذلك اهتماما كبيرا ضمن مخططات الجمعية من خلال لجنة الإعلام والثقافة التي تسعى لعقد الدورات والملتقيات الفكرية والعلمية، يسهرعلى تنشطيها ثلة من العلماء والدعاة والمختصين.
كما يحظى الجانب التكافلي والخيري بمكانة هامة كما أكد السيد عبد الكريم بلجودي فالجمعية عبر فروعها البلدية تحصي عدة مساعدات للفئات الهشة للمجتمع من المعوزين والأرامل والأيتام من خلال مساعدات غذائية أطلق عليها مسمى “الهدية”، فهي كما يقول رئيس الجمعية سبيل للمحبة والتواد، وتتعزز هذه المساعدات في المناسبات الدينية وخاصة الشهر الفضيل الذي يعرف برنامجا خاصا وثريا.
تسعى الجمعية في هذا السياق حسب محدثنا عبر برامجها الخيرية لإخراج العائلات المعوزة من دائرة الإحتياج إلى دائرة الإنتاج وهذا ما تحقق ويتحقق دوريا ضمن عمل رسالي يسعى الى تحقيق قيمة التعفف.
للجمعية كذلك نشاط عبر ربوع الوطن فصيتها يسبقها أينما حلت وارتحلت عبر قوافلها الإغاثية والتضامنية التي تحمل معها الدعم المعنوي والمادي في إطارمنظم، وبالتنسيق مع مختلف الجمعيات على المستوى المحلي.
القسم النسوي… نشاط مميز وإبداع متواصل
أشاد رئيس الجمعية بالقسم النسوي للجمعية الذي يعتبره القلب النابض للجمعية بما يحمل من طاقات متوقدة تعمل على عدة جبهات، فالمرأة في الجمعية تعلم وتربي وتكون وتصفف المساعدات وتقدمها في أبهى صورة.
ويعود نشاط المرأة في الجمعية حسب بلجودي،إلى وقت مبكر من التأسيس وحتى في سنوات الجمر حيث كانت بالمرصاد وثباتها اعطى للجمعية انبعاثها.
حيث يقدم الفرع النسوي جهودا كبيرة في أقسام محوالامية وتعليم القرآن الكريم للنساء المسنات إلى جانب التكوين في الحرف التقليدية والطبخ والحلويات وغيرها.
وللفرع النسوي كذلك امتداد مع مكونات المجتمع الأخرى فهو ينظم خرجات للمستشفيات من تنظيم الأمهات ويشارك في وسائل الإعلام كلما اتيحت الفرصة للتعريف برسالته ونشاطاته.
مشاريع مستقبلية واعدة
أكد السيد عبد الكريم بلجودي أن حراء تعمل للمستقبل بشكل مخطط ووفق رؤية واضحة وأهداف مضبوطة تتوج بمهمات ميدانية تجسد من خلالها المشاريع، والتي من أهمها مشروع خادم القران الكريم وهذا ما يستمد رمزيته من إسم الجمعية، فلا يعقل كما أشار رئيس الجمعية أن غار حراء لا ينطق بالوحي، وفي هذا الصدد أطلقت الجمعية مسابقة حراء للقرآن الكريم، تقام سنويا وتجمع الحفاظ والقراء المتميزين وتشجعهم على مواصلة الدرب.
من صلب مشروع خادم القران الكريم قوافل ترميم الزوايا التي انطلقت سنة 2013 للحفاظ على هذه القلاع الحصينة التي حفظت الدين والأرض واللغة زمن الاستعمار.
وفي هذا السياق كذلك للجمعية مشروعين كبيرين ومميزين وهما إنشاء المركزالشبابي للقرآن والتوجيه والتسلية وهو مشروع قيد الإنجاز بمساحة تزيد عن 8000 متر مربع بمنطقة أزفون ولاية تيزي وزو، وهو مشروع متكامل يجمع بين التكوين المعرفي مع إضفاء لمسة عصرية من خلال وسائل التسلية والترفيه.
أما يخص المشروع الثاني فهو إنشاء أكاديميتين للقرآن الكريم، وقد تحصلت الجمعية على القطع الأرضية الخاصة بهما من طرف محسنين وستخصص لدراسة علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
كما تسعى الجمعية كما أعرب محدثنا إلى تحقيق الإمتداد الوطني والوصول برسالة حراء إلى كافة ربوع الوطن، وهذا في إطار مدروس وضمن خطة واضحة وسط مطالبات كثيرة من الجانب المحلي لفتح فروع ولائية وبلدية جديدة لما حققته الجمعية من مكاسب على أرض الواقع.