136
0
جمعية البركة تحي ذكرى مجزرة 17أكتوبر 1961 والمجاهد محمد غفير يروي ماحدث

جمعية البركة تحي ذكرى مجزرة 17أكتوبر 1961 والمجاهد محمد غفير يروي ماحدث
تحت عنوان مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ، المنضمة من طرف فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا(الولاية السابعة). خلدت جمعية البركة للعمل الخيري و الإنساني، المجازر الوحشية التي ارتكبها المستعمر الفرنسي بفرنسا في حق الجزائريين ،في محاضرة مستمدة من الذاكرة للمجاهد المعروف بمحمد كليشي “محمد غفير”. بحضور رئيس الجمعية السيد أحمد إبراهيمي و بعض الناشطين في مجال التاريخ .
شيماء منصور بوناب
في بداية افتتاح الندوة العلمية التاريخية،عرض شريط تلفزيوني يبرز مآلم ذكرى مجزرة 17أكتوبر 1961التي راح ضحيتها المئات من المناضلين الجزائريين المطالبين بالحرية والاستقلال ، حيث نكل بهم بأبشع الطرق و الوسائل التي لم يسلم منها لا الأطفال أو الشيوخ.
فيما اعتبر رئيس جمعية البركة، السيد أحمد إبراهيمي في حديثه عن عبقرية الثورة الجزائرية، أنها أول معركة في العالم إندلعت في عقر دار المستعمر، فلم يتجرأ أي بلد مستعمر من نقل ثورته إلى وكر بيت الاستعمار من قبل. وأضاف مستشهدا بمقولة شهيرة من التاريخ ” استقلال الجزائر لا يكتمل الا باستقلال فلسطين “، أراد من خلال مقولته، إعادة الاعتبار للحركة التحررية للبلد الشقيق فلسطين، و لتكملة رسالة الشهداء الأبرار الذين، فدوا بأنفسهم و مالهم في سبيل الحرية و الاستقلال.
كما تطرق الأستاذ ” برضوان” لسيرة المجاهد محمد غفير ” الذي تجاوز العقد الثامن من عمره، والذي أفناه حبا في الوطن و الوطنية التي جعلته يأخذ الرحال إلى قلب فرنسا في 1954، للتخطيط للكفاح متصديا وجها لوجه في نضاله ضد العدو المستعمر. فبعد انضمامه لجبهة التحرير كمسؤول عن الحركة التحريرية في فرنسا من خلال تسجيل المشاركين في الثورة و فصل الوشاة.
استمر عمله داخل جبهة التحرير إلى غاية إلقاء القبض عليه من طرف الحكومة الفرنسية في 1958 التي أذاقته كل أنواع التعذيب و الاستنطاق في السجن لمدة ثلاث سنوات.
تحت شعار حتى لا ننسى، روى مجاهد الجزائر فحوى نظاله و أهم محطات حياته أثناء أحداث أكتوبر 1961 من قلب مجزرة أكتوبر بنهر السين-باريس-.
كانت أحداث أكتوبر بمثابة معركة أخيرة في مسار الثورة الجزائرية، التي نقلت الحركة التحررية إلى صدى عالمي من خلال زرعها في صلب الاستعمار بباريس. وأدرج المتحدث أثناء سرده لواقع المظاهرات مقولة الشهيد ” زيغود يوسف ” الذي قال إذا قدر لنا الاستشهاد فعلى ما يخلفنا لابد أن يعمل على تخليد مطالبنا “. مطالب الشهداء حسب ما أفاده محمد غفير بدأت بأسبقية التخطيط للجالية الجزائرية بفرنسا على التبرع ب80بالمئة من خزينة الثورة، في سبيل الكفاح و التحرر.
وأضاف في سرده للأحداث بعض النقاط الأساسية التي تظهر انتساب بعض الفرنسيين للثورة الجزائرية، على رأسهم جون بول سارتر الذي تشهد عليه الثورة بدوره في دعم الحركة الوطنية بالمعلومات الخاصة بالمستعمر الفرنسي.
حسب ما أفاده المتحدث فقد اجتمعت الجالية الجزائرية قبل أيام من المظاهرات الحاسمة على وضع خطة و استراتيجية دقيقية للإحاطة بكل ما يلم بالمعركة الأخيرة التي انقسم على إثرها أراء المشاركين من جانب سلمي أو بالسلاح. واستمر التخطيط لخمسة أيام للتوصل في الأخير إلى انطلاق مظاهرات سلمية شهدت خروج الجالية الجزائرية في كافة شوارع عاصمة فرنسا لإعادة تذكير فرنسا بحق الشعب الجزائري في استعادة حريته.
وذكر غفير أنه أخذت الحكومة الفرنسية تفتك بأجساد الجالية الجزائرية الذين خرجوا لشوارع باريس براية سلمية تطالب بالحرية. فقد ارتكبت في حقهم أبشع الجرائم الذي لم يسلم منها لا الصغير أو الكبير. واسترسل شاهد الأحداث “غفير” حديثه عن بشاعة المجازر التي تفنن العدو الفرنسي في تعذيبه للمناضلين، فمن هم من علق بسلالسل حديدية من رقابهم حتى الموت، و منهم من أحرق بالبنزين و رمي في عمق البحر. ولاقى العديد حتفهم في مجزرة التاريخ حتى أصغرهم، فعلى سبيل الذكر نجد الطالبة فاطمة بداري التي لم تتجاوز الخامسة عشر سنة، فضلت الاستشهاد في سبيل الوطن على العيش محتقرة في أرض الاستعمار.
وفي ختام الندوة التاريخية، وجه المجاهد محمد غفير رسالة حادة للشعب الجزائري مفادها ” كتابة التاريخ ضرورة حتمية لابد من تخليدها و تسجيلها في ذاكرة الأجيال القادمة “. وعرفانا لما قدمه المجاهد في معركة التاريخ و كفاحه في مظاهرات أكتوبر 1961، قدم رئيس جمعية البركة هدية رمزية تمثلت في قارورة من زيت الزيتون من الأراضي المقدسة “فلسطين “بكل ما تحمله من معنى و اعتزاز.