1450
0
مديرة معهد التكوينات البيئية تكشف أهم إنجازات المعهد بعد مرور أكثر من 22 سنة من نشأته
السيدة حياة عاشور تخص بركة نيوز بحوار شامل
أضحت حماية البيئة اليوم من أولويات الدول الجزائرية في ظل المساعي التي تقوم بها وزارة البيئة و الطاقات المتجددة و المؤسسات التابعة لها، كما يعد التكوين البيئي أحد الركائز الأساسية التي تعمل على تخفيض و حل مشكل النفايات، في هذا السياق جمعنا لقاء مع مديرة المعهد الوطني للتكوينات البيئة السيدة عاشور حياة للحديث حول الإنجازات و كذا البرامج البيئية الجديدة التي أطلقها المعهد، مع التطرق لأهمية التربية البيئية في الوسط المدرسي و مواضيع أخرى هامة سنتعرف عليها من خلال هذا الحوار.
حاورتها : نزيهة سعودي
بداية و قبل الخوض في جديد المعهد، السيدة حياة عاشور مديرة المعهد الوطني للتكوينات البيئية و مديرة التكوينات بوزارة البيئة و الطاقات المتجدة، باعتبار اختصاصكم المجال البيئي إعطائنا تفاصيل أكثر حول مسارك الدراسي و الأكاديمي ؟
عاشور حياة مهندسة في البيئة خريجة جامعة باب الزوار هندسة الطرائق اختصاص البيئة، منذ 2010 كان لي الشرف أنني تلقيت عدة تكوينات و تربصات في مختلف المؤسسات.
كما عملت في المعهد الوطني للتكوينات البيئية منذ 15 سنة انطلقت كمهندسة صغيرة و تلقيت عدة تكوينات فيه باعتباره مدرسة لتكوين كل الشباب و المهندسين و الخريجين في البيئة، ثم انتقلت إلى مناصب عدة في المعهد كرئيسة قسم ثم رئيسة دائرة فمستشارة مدير إلى أن تقلدت منصب المديرة العامة للمعهد الوطني للتكوينات البيئية.
نعمل في المعهد كعائلة سواء في المديرية العامة أو في دور البيئة، هدفنا الرفع من مردودية العمل في المعهد و كذا حماية البيئة.
المعهد الوطني للتكوينات البيئة مؤسسة تنشط تحت وصاية وزارة البيئة، هل يمكن إعطائنا لمحة وجيزة حول إنجازاته و أهدافها المسطرة ؟
المعهد الوطني للتكوينات البيئية مؤسسة تحت وصاية وزارة البيئة و الطاقات المتجددة تم إنشاءه منذ 2002 بمرسوم تنفيذي، و في سنة 2012 تم إنشاء ملاحق و هي دور البيئة عددها 49، حاليا هناك 44 دار بيئة ناشطة على مستوى ولايات الوطن.
من مهام المعهد الوطني للتكوينات البيئية هو التكوين و التحسيس والتربية البيئية، عن طريق تكوين مختلف الفعاليات و المؤسسات و المجمعات المحلية و المؤسسات الاقتصادية من شباب حاملي مشاريع، بالإضافة إلى حملات و أيام تحسيسية و تظاهرات في مختلف المواضيع البيئية لحل إشكاليات و توصيل كل الرسائل البيئية لتحسيس المواطنين.
كما تم تنصيب 12 ألف نادي بيئي على مستوى الوطن بمشاركة مديريات البيئة على المستوى الوطني من أجل تأطير هذه النوادي و تكوين المؤطرين و هم أساتذة في مختلف الأطوار التعليمية.
حيث تم تكوين 29 ألف أستاذ في مختلف المواضيع البيئية حول كيفية تأسيس نادي بيئي و تنشيطه، بالإضافة إلى مختلف الورشات التي يقوم بها مؤطر النادي البيئي كالرسكلة والبستنة و ورشات تفاعلية بين الأطفال من خلال تطبيق الدروس النظرية إلى تطبيقية و كذا الخرجات البيداغوجية و الاستكشافية لمختلف المعالم و المناطق الطبيعية.
المعهد من خلال استراتيجيته يوفر تكوينات خاصة لكل الفاعلين و الهيئات و المؤسسات، حيث لدينا 180 موضوع تكويني منها مقاولاتية خضراء، تسيير النفايات، الطاقات المتجددة، و كذا برامج تكوينية خاصة لفائدة شباب حاملي المشاريع في مجال رسكلة النفايات و الطاقات المتجددة
كما نسعى في مجال التربية البيئية لتنصيب و تأطير عدد كبير من النوادي البيئية و تجسيد هذا البروتوكول من خلال تأسيس نادي بيئي ينشط في التربية البيئية، هدفنا الرئيسي هو زيادة وعي المواطنين و كل أطياف المجتمع.
هل ممكن إفادتنا بالاتفاقيات الموقعة بين المعهد الوطني للتكوينات البيئية و مؤسسات أو دول و هيئات في إطار حماية البيئة أو لتكوين المكونين في هذا المجال ؟ و ماهي مجالات التكوين التي يوفرها المعهد؟
المعهد الوطني للتكوينات البيئية لديه أكثر من 200 اتفاقية شراكة مع مختلف المؤسسات و الجمعيات البيئة، على غرار اتفاقيات مع هيئات أخرى مثل وزارة العدل أين قام المعهد بتكوين نزلاء بمراكز إعادة تأهيل و كذا مؤطرين و كان برنامج ناجح، كأول تجربة في الجزائر لتكوين نزلاء شباب حاملي مشاريع عند خروجهم من المؤسسة العقابية قاموا بتجسيد مشاريعهم، منهم من التحق بالمعهد و تم مساندتهم في تأسيس شركة مصغرة، تلقوا تكوينات حول كيفية رسكلة النفايات و تسيير المساحات الخضراء، تعتبر هذه التكوينات بسيطة لكن لديها أهمية كبيرة لإعادة دمج هؤلاء الشباب في المجتمع.
اتفاقية شراكة أخرى مع وزارة الاتصال حيث تم تكوين 720 صحفي في مختلف الميادين البيئية و خلق شبكة من الصحفيين لمواكبة كل التظاهرات و تغطية عدة نشاطات تقوم بها وزارة البيئة و الطاقات المتجددة و كل مؤسساتها و مديرياتها تحت الوصاية، بالإضافة إلى اتفاقيات مع عدة مدارس للتكوينات في البيئة و مواضيع أخرى خارج التخصص.
الجمعيات البيئية أيضاً حاضرة دائما معنا، و في إطار اتفاقيات شراكة، قام المعهد ببرنامج وطني لتكوين مختلف الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، بالإضافة إلى مشاريع لتكوين البلديات و مراكز الردم التقني في مختلف التقنيات الحديثة في تسيير النفايات، باعتبار أن استراتيجية وزارة البيئة هو تشجيع الاقتصاد التدويري و رسكلة النفايات
نحن في إطار تطبيق هذه الاستراتيجية نطلق عدة برامج لتشجيع رسكلة النفايات و الحث على مبدأ الفرز الانتقائي للنفايات و بداية حلقة تسيير النفايات من خلال فرز البلاستيك و عدة أنواع أخرى لتسهيل عملية تسيير هذه النفايات من طرف مؤسسات الدولة و خلق مجال شغل لشباب حاملي مشاريع لإنشاء مؤسسات مصغرة في هذا المجال.
تضاعف الاهتمام بالبيئة في الجزائر نظرا لما تشهده من تدهور كبير، وفي خضم هذا القلق المتنامي سارع الضمير العالمي إلى البحث عن حلول لهذا التدهور الخطير، في هذا السياق كيف ترون واقع البيئة في الجزائر ؟
وضعية البيئة في الجزائر عند مقارنتها بالبلدان المجاورة و الأوروبية، نلتمس وعي من المواطنين رغم أن التغييرات المناخية هي ظواهر عالمية يجب التعايش معها من خلال ارتفاع درجة الحرارة و الفيضانات و زيادة الحرائق و غيرها.
من خلال البرامج التي تطلقها وزارة البيئة بالشراكة مع مختلف الوزارات و القطاعات من خلال زيادة الوعي و تعزيز الممارسات و السلوكيات البيئية لمحاربة الرمي العشوائى للنفايات، وزارة البيئة لديها مفتشين في البيئة و تراقب كل المؤسسات المصنفة التي لا تحترم المعايير البيئية في تسيير نفاياتها داخل المؤسسات و هناك عدة إنذارات لغلق هذه المؤسسات التي تسبب التلوث سواء في الهواء أو في المياه.
أيضا التمسنا وعي المواطنين من خلال حملات تحسيسية التي نقوم بها حاليا في كل مناطق الاستجمام خاصة خلال موسم الاصطياف من شواطئ و غابات و المحميات، برامج تحسيسية على مستوى كل الولايات لزيادة الحس البيئي للمواطنين و إعطائهم سلوكيات بسيطة من خلال عدم الرمي العشوائي للنفايات ترك الأماكن نظيفة، لأن التلوث سيعود على صحة الإنسان.
في كل برامجنا نشدد على أن المواطن هو الحلقة الأولى في حماية البيئة و تسيير النفايات، و كل الإشكاليات و المشاكل البيئية لأنها مسؤولية الجميع و تعود بالضرر على جسم الإنسان.
الجزائر من خلال الوسائل الإعلامية بادرت بعدة أنشطة اتصالية بيئية، هل في رأيكم هذه البرامج البيئية الجديدة تحتاج إلى تنسيق و جهود أكثر أم هي كافية لخدمة الوسط البيئي ؟
حقيقة نستعمل مجال الإعلام و الاتصال لإرسال كل الرسائل لهذا وزارة البيئة نظمت عدة حملات إعلامية من خلال المشاركة في حصص تلفزيونية و إذاعية في مختلف الولايات و إعداد ومضات تحسيسية لعرضها على مختلف وسائل الإعلام و الاتصال، أيضا شاركنا بتكوين صحفيين لإعداد مقالات بيئية تحسيسية حول مختلف المواضيع البيئية.
لا نقول أن هذا العمل كفاية و لكن نشجع دائما الصحفيين و وسائل الإعلام، منهم وجوه إعلام معروفة يحضرون في تظاهرات و يساعدون في عملية التحسيس، بحكم علاقتهم الوطيدة مع المواطنين يؤثرون عليهم عن طريق طرح سلوكيات بسيطة يتحلى بها المواطن.
نحن في كل إستراتيجية نستعين بكل أطياف المجتمع من صحفيين و إعلاميين لأن مسؤولية البيئة هي مسؤولية أطياف و شرائح المجتمع.
تم ادراج التربية البيئية في الوسط المدرسي في إطار المسابقات الموجهة للأطفال ماذا تقولون في هذا الشأن ؟
بخصوص المهام الرئيسية للتربية البيئية، و في إطار اتفاق البروتوكول الذي تم إبرامه سنة 2002 و في 2015 و سنة 2019 لأجل دمج التربية البيئية في الوسط المدرسي، من خلال تأطير نوادي بيئية على مستوى المؤسسات التربوية هي فضاءات تفاعلية يشارك فيها الطفل ليبدع في مجال البيئة و يشارك في مختلف الورشات كورشة الرسام الصغير، ورشات الألعاب البيئة و خرجات استكشافية تقرب الطفل من حماية البيئة.
ومن خلال تقييم و متابعة هذه النوادي البيئية تم تنظيم عدة مسابقات بيئية لتحفيز الأطفال للولوج إلى النوادي البيئية و تشجيعهم بعدة مسابقات وطنية حتى في زمن الكورونا كانت هناك مسابقة تحت عنوان "مبدعين في منازلنا" شارك فيها الأطفال من خلال إعداد فيديوهات و قصائد و قصص بيئية و إرسالها عبر الإيمايل، عرفت المسابقة مشاركة كبيرة من طرف الأطفال.
مسابقة أخرى أيضا تحت شعار "معا للاستهلاك المستدام" من خلال محاربة ظاهرة استعمال البلاستيك، حيث أعد الأطفال مجسمات و ألعاب من نفايات بلاستيكية، شهدت مشاركة من مختلف ربوع الوطن و حفل الاختتام نظم في وزارة البيئة و الطاقات المتجددة.
المسابقة المنظمة سنة 2024 كانت وطنية، بالشراكة مع مختلف القطاعات بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و وزارة التكوين و التعليم المهنيين، و بمشاركة تلاميذ و طلاب و متربصين، الخاصية في المسابقة أن كل ولاية لديها مواضيع تهتم بالبيئة حيث أبدع المشاركين في فيديوهات تحسيسية رائعة من خلال سلوكيات بسيطة يمارسها الطفل في المدرسة أو المنزل، كما شهدت المسابقة مشاركة أكثر من 400 مشارك و تم تكريم 34 ناجح.
حضر خلال هذه المسابقة فئة ذوي الهمم شاركوا في فيديو تحسيسي رائع و معبر لتجميل حديقة مدرسة، حفل الاختتام احتضنه جامع الجزائر بحضور 800 شخص.
مسابقة أخرى لفائدة الأطفال احتفالا باليوم العالمي للبيئة في 5 جوان، تم تنظيم مسابقة على مستوى كل الولايات فمن أجل مواكبة الرقمنة و التكنولوجيا، تم تأطير برامج لتعليم الأطفال لغة البرمجة بالتنسيق مع شركة ناشئة "green tech" ، كانت المسابقة حول الأثرالبيئي يعد الأطفال ومضات تحسيسية بلغة البرمجة.
التربية البيئية تبدأ من النشئ الصاعد منذ الصغر لترسيخ الثقافة بيئية و هذا هو شعارنا.
كناشطين في مجال البيئة في رأيكم كيف يساهم المجتمع المدني و بالخصوص الجمعيات ذات طابع بيئي في حماية البيئة و التصدي لمشاكلها ؟
جمعيات المجتمع المدني شريك أساسي للمعهد و قطاع البيئة من خلال المرصد الوطني للمجتمع المدني و الكشافة الإسلامية و المجلس الأعلى للشباب، المجتمع المدني يساعد على نشر و تطبيق الإستراتيجية الوزارية و الإلمام بالمشاكل البيئية المحلية.
الجمعيات لديها قرب من المواطنين في كل ولايات الوطن يلمون بكل المشاكل الولائية والمحلية التي تعاني منها المنطقة في البيئة، نحن من خلال مشاركتهم نوصل رسالتهم إلى كل المسؤولين لإيجاد حلول مشتركة و إشراك المجتمع المدني أيضا في إعطاء الرأي و طرح حلول ناجحة.
المعهد الوطني في إطار الخدمة العمومية يكون كل سنة جمعيات المجتمع المدني في مختلف المواضيع البيئية، السنة الماضية كان موضوع التكوين حول "الاتصال البيئي" هذه السنة لدينا برنامج لتكوينهم أيضاً، مع تطبيق اتفاقيات شراكة لتشجيع هذه الجمعيات للولوج لمخطط عملي سنوي، كما نفتح لهم الأبواب على مستوى دورالبيئة للقيام بنشاطات وأيام تحسيسية مع بعض و أيام دراسية حول مواضيع ملمة بالبيئة المحلية و نحن نشارك معهم من خلال خبرائنا، لهذا الجمعيات .البيئية لديهم خبرة في الميدان يقومون بطرح انشغالاتهم و يقدمون حلول محلية.
في إطار الشركات الناشئة الناشطة في الابتكار الأخضر، ما رأيكم في هذه المبادرات الشبانية التي تعمل في إطار الإقتصاد الأخضر و تراعي خصوصية البيئة ؟
المعهد الوطني للتكوينات البيئية يشجع كل الشباب الذي يهتم بالمواضيع البيئية من خلال تكوينهم و تأطيرهم و مرافقتهم من أجل تأسيس شركات ناشئة.
منذ نشأة المعهد تم تكوين أكثر من 4081 شاب حامل فكرة أو مؤسسة ناشئة في عدة مواضيع بيئية منها الاقتصاد التدويري في إدارة النفايات ، الرسكلة، مجال الطاقات الشمسية و تركيب الألواح الشمسية.
دور البيئة أيضا تحتضن هؤلاء الشباب من خلال ندوات تحسيسية و أيام تكوينية و ورشات، يتم تأطيرهم في الجانب التقني و الإداري من خلال كيفية تأسيس مؤسسة ناشئة، الدولة الجزائرية منحت كل الترخيصات و الدعم المادي من أجل مرافقة هذه المؤسسات.
المعهد يوجههم أيضا لمختلف مؤسسات الدولة للحصول على تمويل، و السماح لهم بالمشاركة في عدة تظاهرات التي تقوم بها وزارة البيئة من خلال عرض مشاريعهم و تجاربهم و العديد من المؤسسات احتضنت و قامت بتمويل هذه المشاريع الشبابية.
لذلك نقول أن الاستثمار في الشباب حامل الأفكار في مجال البيئة هو زيادة في الاقتصاد الوطني و أيضاً حماية البيئة من جهة أخرى.
كلمة أخيرة توجهونها للمواطن الجزائري لتجنب السلوكيات الشائعة التي تضر بالبيئة و المساهمة في حمايتها و الحفاظ عليها ؟
مهمتنا التحسيس و التربية البيئية ، فمن خلال كل النشاطات التي نقوم بها نحث المواطنين على التحلي بالسلوكيات البيئية و مشاركتنا في هذه المهمة الرئيسية مع مختلف أطياف المجتمع و المواطن حلقة أساسية في حماية البيئة لترك بيئة نظيفة للجيل الصاعد.
نحن نتعايش مع البيئة و كل هذه الظواهر الطبيعية، لذا ندق ناقوس الخطر من أجل العيش في بيئة نظيفة و ترك كل هذه المناطق الطبيعية على طبيعتها و عدم تشويهها.