شعرعلي البتّيري

هي القدسُ معشوقةُ الأنبياء،

وجنّتنا الماثلة

لكوثرها يظمأُ الظامئؤن

وتحت شبابيكها يخشعُ العاشقون

هي القدسُ شمسُ عروبتِنا

في الفضاء المجلّلِ بالسحب الذابلة

هي القدسُ نجمةُ هذا السُّرى في الليالي الحزينة

ِ، تسطعُ أهدابها وتمدُّ الرموشَ إلى ركبِ صحرائنا القاحلة

فيبصرُ حادي الرّواحل وقعِ أقدامه في سوادِ الخطى الحالكاتِ وتسترشدُ القافلة

هي القدسُ واحتنا في الزمان الجديبِ، بها يستظلُّ التُّقاةُ المحبّونَ من هجمةِ الحرِّ

، من لوعةِ الهجرِ والغربةِ القاتلة

فلا أحدٌ يضرم النار من حولها يا غزاةُ

أخرجوا من تفاصيل أحزانها

أفسحوا للنّبيِّ الاخيرِ طريقاً إليها

يعانقُ أقمارها عند باب السماءِ،

ويمسحُ دمعتها السائلة

هي القدسُ كعبةُ أحلامنا حولها

تتحلّقُ أرواحُنا كالحمائمِ،

نحنُ بلا القدسِ أيتامُ حربٍ

سنبكي على أمّةٍ زائلة

من ديوان الجديد/ القدس ليست بعيدة