878

0

هذه هي فرنسا : سمن كلبك يعضك  !؟..

 

بقلم مسعود قادري 

الحملة الشرسة التي يشنها اليمين المتطرف الفرنسي ومن ورائه من وسائل الإعلام الفرنسية التي ترى الأمور بعيون ابنة لوبان ، أحد كبار مجرمي الحرب  على الجزائر وقاتل متهور من قتلة المئات وأحد الدعاة المتطرفين للقضاء على الجنس الجزائري  ..

هذه الحملة ليست وليدة اليوم  ولا الأمس والغد  ، إنها غصة في حلق  الفرنسيين الذين كانوا يمتصون دماء الجزائريين وينهبون خيرات وطنهم لبناء فرنسا الحديثة ، فرنسا التي تتباهى بقيم ثورة لاتؤمن بها ولا تطبقها إلا على أبناء  بلدها  ومن والاهم عرقيا ودينا ..

 لا أدري لماذا نتعجب من موقف "الماكرو.." وهو يتلون كالحرباء  لاموقف له في أي قضية إنسانية  ولا يرى الأمور إلا بمنظاره وما يمليه عليه حماة الدولة الاستدمارية  الإرهابية التي قتلت ودمرت في القارة السمراء عامة وفي الجزائر بالخصوص مايكفي لبناء دولة أعظم من فرنسا  وما ولاها من الدول السائرة في فلكها الاستدماري الوحشي ..

كيف يمكن لفرنسا اليمينية  التي عاثت فسادا في الجزائر ولم تخلف وراءها غير الدمار والأثار النفسية الرهيبة جراء تجاربها النووية الخبيثة التي  لوثت البلاد وقتلت وشوهت ومازالت تشوه العباد وستبقى على مر أجيال.. فرنسا التي لم تكن لقادتها منذ سنة1962 الشجاعة الأخلاقية والأدبية  في الاعتراف بما اقترفه أجدادهم وآباؤهم في حق شعب مسالم اغتصبت أرضه وسرقت ممتلكاته ونهبت خيرات بلاده على مدى قرن وربع  ولم يطلب غير الاعتراف بجرائم الحرب والإبادة الجماعية  التي مورست  ضده طيلة فترة الاحتلال ....

من حق اليمين المتطرف أن لايترك الجزائر تعيش في أمن وأمان، ففي كل مرة يراها قطعت خطوات نحو التقدم  والتطور وحرمت فرنسا وشركاتها  من الامتياز ، إلا وثارت ثائرة اليمين وأتباعه في فرنسا وفي خفايا الجزائر التي احتفظت بشلة من الأذناب التابعة لباريس مندسة في كل الصفوف ولا تظهر وجودها وولاءها إلا في مناسبات  كرأس السنة الميلادية  بإبراز انتسابها  واحتفاظها بما تعتقد أنه الحضارة الحديثة التي  تعيد الانسان لبدائيته البهيمية....

لاعجب عندي شخصيا،  أن تتطاول فرنسا الرسمية واليمينية على الجزائر وتتواطأ ضدها  ولو استطاعت لفتتها  ليسهل عليها استعادة مكانتها  الأولية في نهب خيراتها الكثيرة والاستفادة من خدمات المخلصين لها ؟..  قلت لاعجب في ذلك مادمنا نعطيها الأسبقية في معاملاتنا ونفخر بسيطرة لغتها في بلادنا وعلى حساب لغتنا الرسمية التي تقهقرت بخطوات منذ عقدين من الزمن فاتحة المجال لسيادة لغة فافا من جديد على جميع المستويات وخاصة في محيطنا العام الذي أصبح غريبا ومفرنسا أكثر من ذي قبل ..؟ !..

.. ومع أن مستوى حجم استثماراتها في بلادنا لايكاد يذكر مقارنة  مع استثمارات دول أخرى ، إلا أنهم يفترون على العالم  بادعائهم بأنهم يقدمون لنا مساعدات ، مع أن مايقدمونه يوجه لخدمة مصالحهم في البلد وليس لفائدة الشعب الجزائري الذي هو في غنى عن صدقة فرنسا ومن وراءها ..

العجب الكبير في الأمر أننا قمنا بثورة رائدة في العالم وكسبنا استقلالنا بالدماء والدموع ، لكننا مازلنا نتعاطف مع عدو الأمس ولم نجرأ حتى على مطالبته أمام المحاكم الدولية ليعيد لنا مسروقات خزينتنا عند الاحتلال وتراثنا المادي والمعنوي و ولا حتى مطالبته بالتعويض لمن يعيشون أمواتا بسبب مخلفات الإشعاعات النووية في صحرائنا...

 تساهلنا في المطالبة بحقوقنا التي يضمنها القانون الدولي واستغلتنا فرنسا نفسها لمطالبة الألمان بالتعويض عما تسببوا فيه خلال احتلالهم لباريس إبان الحرب العالمية الثانية ..حلال علينا حرام عليكم ..هذا هو المبدأ الذي يقره الفرنسيون ولايريدون الاعتراف به لتعويض حقوق الآخرين الذين انتهكوها .. ولا حتى رد جماجم البشر  وتراث الشعب المنهوب المزين للمتاحف وكأنه ملك للحضارة الفرنسية  التي لايحق لها أن تتبنى موروثات غيرها .. فالمكسي بلباس الناس عريان ..كما يقول مثلنا الشعبي ..؟ !   

هم لايعترفون بانهم اهانوا آباءنا وأجدادنا في عقر ديارهم  وحاولوا طمس هويتهم واجتثاثهم من جذورهم ولم يعترفوا بفضل حضارتنا وأسبقيتها على مايدعون  من تحضر وتطور و  أرادوا تنصرينا وفرض عقيدتهم التي لاذكر لها في تاريخنا  وطبائعنا لأنها لاتستقيم مع الفطرة البشرية ولا مع موروثنا التاريخي بكل مافيه من مميزات لاتمتلكها الحضارة الغربية عموما ..

كلما شنوا حملاتهم ضدنا  واستعملوا خبثهم ومكرهم ضد أبنائنا وووسوسوا كالشيطان لجيراننا بكل الوساوس الخبيثة إطمأننا ـ مع الحذرـ  بأننا في الطريق السليم  وأنهم كالجسد الذي يقل عنه الأكسجين  فيبدأ في التخبط يمينا ويسارا  طلبا للإنقاذ وإخراجه من الورطة التي وضع نفسه فيها..

لقد أخذوا منا الكثير ولم يعطونا إلا مايريدون به إذلالنا ، لكن بعضنا لم يستوعب الدرس  وظل يداهن أملا في عودة قادة باريس إلى جادة الصواب والاقتناع  التام بأن الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة  وليست محمية فرنسية يفرضون عليها مايريدون ويضغطون عليها بطرق لم تعد خافية على أحد ..

فالمناسبة الحالية مفيدة للجزائريين عامة وللذين مازالوا يحنون  لأم غير أمهم الأصلية ، ليكونوا في مستوى رسالة الشهداء ويضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار .. وعلينا أن نبعد كل من له رجل هنا وأخرى وراء البحر عن مناطق النفوذ في البلاد حتى لايستغل  ماصلح البلاد... وأن نكف عن صرف الملايين لتطوير لغة يريد أهلنا تدميرنا كأمة ووطن وحضارة  ومازالوا يظنوننا تحت تصرفهم في كل شيء كما هو شأن المحميات المجاورة التي تأتمر بأوامرهم  وتبدي استعدادها لكل مايرضيهم ولو على حساب جيران في الدين والعرق واللغة ..

أوقفوا تمييزنا وتفضيلنا لفرنسا على غيرها في التعامل  حتى تستعيد وعيها وتعامنا معاملة الند ويستقر رأي حكامها بيمينهم وشمالهم أن الوطن الذي دفع ملايين الشهداء على مدى قرن وثلث من الزمن  لن يقبل  ـ بإذن الله ـ  من أي كان المساس بوحدة شعبه وترابه وينقص من قيمة ثورته وثقافته .. والله الغني .. 

 أخيرا ، أرى أن ماينشر ويبث عن جرائم فرنسا في قنواتنا  وهو شيء قليل جدا من كثير جدا لاحصرله ،يجب أن نرسخه في أذهان أجيالنا الصاعدة التي تعتقد خطأ أن فرنسا هي من جاء بالحضارة لبلادنا كما يدعي قادتها وعملاؤها .. الصورة الحقيقية يجب أن تقدم لجيل المستقبل وتوعيته بالحقائق التاريخية  التي تدين فرنسا وتبين بشاعة ماقامت به في بلادنا  وما الحقته من ضرر بالبلاد والعباد قبل أن تطرد مذلولة مخزية من رجال ونساء الوطن المخلصين الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن .. فحققوا النصر الذي هو أمانة في أعناقنا جميعا  وعلينا أن لانقصر في الحفاظ عليه. 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services