296
0
هذا ما قاله ممثل مجلس الأمة في المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلمان العربي عن الوضع في فلسطين ولبنان
اختتمت، أمس الاثنين، بالعاصمة السويسرية جنيف أشغال المؤتمر الـسابع والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، برئاسة رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، بصفته رئيسا للاتحاد البرلماني العربي، من أجل بحث الحلول الكفيلة بإيقاف العدوان الغاشم للاحتلال الصهيوني على غزة ولبنان.
ماريا لعجال
وساهم ممثل رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، ساعد عروس، في هذا المؤتمر بمداخلة مكتوبة جاء فيها:
"... لقد بلغ الإجرام الصهيوني مداه، وطغى ظلمه وعدوانه على القوانين والأعراف والقيم الإنسانية.. وهو يتوسع بأريحية أمام أنظار العالم فيعتدي على الحدود وينتهك حرماتها ويسفك دماء المواطنين ويستفز المجتمع الدولي بوقاحة لم يعرف التاريخ لها مثيلا... فلم يكد العالم يستوعب بشاعة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، بفظاعة تفاصيلها، حتى بدأ هذا الكيان حربا جديدة، وباشر توسيع عدوانه الغادر ليشمل لبنان الشقيق، متوهما أنه يجسد بذلك مخططه الشيطاني الخطير، مستفيدا من عجز عالمي عن التصدي، وتواطؤ دولي مخزي سواء بالصمت أو الدعم أو الحياد..
مؤسف جدا تراجع هيبة المنظمات الدولية التي تخاذلت بقصد أو بغيره عن نصرة الشعوب المستضعفة، ومؤلم جدا الدعم المقدم للإجرام الصهيوني والرعاية المشينة التي توفرها له بعض الدول التي تتغنى بمؤشرات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي أنعشت قوته الاستعمارية وضخت فيه دماء لمص الدماء... إن الجرأة التي يواجه بها الاحتلال الصهيوني الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ورده المستفز بالغ الإمعان في الاستهانة بقرارات الشرعية الدولية ومنها قرارات محكمة العدل الدولية، عبر تعزيز جرائمه بحملة اغتيالات جبانة، وأيضا، العدوان على لبنان الشقيق، وترويع شعبه وتهجيره وتدمير منشآته، وكذا، عبر التفنن في الإجرام المنظم من خلال التفجيرات السيبرانية، هذه الممارسات تنم عن استراتيجية خبيثة تستند على غياب الردع والعقاب، وتتغذى على هوان المجتمع الدولي وسلبية مؤسساته الغارقة في جدال عقيم يتجنب الحقيقة، وأيضا على العنصرية وسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها جزء كبير منه بشكل مفضوح..
وفي هذا السياق، نعتز بصوت الجزائر الصادح في مجلس الأمن الدولي، ونعتز بدعم الأشقاء العرب لمعاركها الدبلوماسية التي تخوضها بتوجيه وإشراف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على كل الجبهات من أجل وضع حد لتنامي الجرائم الصهيونية في الشرق الأوسط، ودفع المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية الشعوب وحفظ الحدود وتسليط العقوبات المناسبة على هذا الكيان المارق...
علينا نحن البرلمانيين مرافقة هذه الجهود عبر آليات الدبلوماسية البرلمانية، وإسماع صوت قضيتنا المركزية بسرديتها الحقيقية، من أجل فضح الأكاذيب وتوجيه تضامن الأجيال الجديدة في كافة أنحاء العالم نحو وجهته الصحيحة، لاسيما وأن الحراك الطلابي في العديد من الجامعات يبشر بصحوة شباب العالم من التغييب الممنهج الذي مارسه الإعلام الصهيوني على الأجيال السابقة طيلة 76 عاما.
وفي هذا الإطار، أتمنى النجاح لمبادرة المجموعة العربية في الاتحاد البرلماني الدولي، بطلب إدراج بند طارئ حول الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.. علينا خوض معاركنا الدبلوماسية بحكمة وشجاعة، خصوصا وأن المناخ البرلماني الإقليمي والدولي ملوث بالمصالح والولاء المعلن أو الخفي للفكر الاستعماري.. كما يجدر بنا تكثيف التنسيق والتعاون من أجل التصدي لخيانة متوقعة لعهد حل الدولتين التي تلوح في الأفق، ومواجهة الحملة التي تروج لتهميشه كحل نهائي وعادل للصراع وترمي إلى فرض الحلول الإقصائية الدموية من أجل التمكين للمشروع الاستيطاني الصهيوني في المنطقة.
كل الدعم والتضامن مع أشقائنا في فلسطين ولبنان... سنبقي على شعلة النضال حية حتى وضع حد للعدوان وإعمال الحقوق ودحر جبروت الاحتلال".