580
0
هل تحول رمضان من شهر عبادة إلى شهر كسل ونوم ؟!
بقلم الأستاذ سيدعلي دعاس
شهر الرحمة الشهر الفضيل الشهر الكريم... ودعوت أخرى نظلِقُهَا عَلَى هَذَا الشهر المبارك، وجميعها تلامس الجانب الروحي الناس في رمضان.
إلا أن ظاهِرَةً أخرى في الجَانِبِ العَمَلِي مِنْ حَيَاتِنَا تَتَجَلَى فِي أَيَّامٍ رمضان... إنها ظاهرة الكسل والتثاقل عن العمل في الإدارات العامة وفي كل مكان ... إلا عند التجار.
فحركة العمل في عدد من إداراتنا تكادُ تَتَوَقَّفُ خِلال هَذَا الشهر! ما يؤثر بشكل واضح على إنتاجيتها ، وَيُؤَدِّي لِتَرَاكُم كَمْ هَائِلٍ مِنْ الأعمال ومصالح الناس إلى انقضاء الشهر المبارك.
فلماذا تحول شهر رمضان من شهر العبادة إلى شهر معطل لحركة العمل والإنتاج ؟
لنرى بعض الأحداث التي وقعت في التاريخ المشرق للإسلام
خلال هذا الشهر الكريم. ففي هذا الشهر أنزل القرآن الكريم، وفيه عقد الرسول ﷺ بين المهاجرين والأنصار عقد الأخوة، وفيه أَسْلَمَ وَقفدْ ثقيف من السنة التاسعة للهجرة، وفيه انتصر المسلِمُونَ فِي عُزْوة بدر الكبرى في اليوم السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية الهجرة، وفيه فتحت مكة في العشرين من شهر رَمَضَانَ من السنة الثامنة الهجرة، وفيه وقعت معركة عين جالوت في الرابع والعشرين من رمضان سنة 658 هجري وفيها انتصر المسلمون على المغول، وفيه تم فتح عمورية في السادس من رمضان سنة 223 هجري .
وكيف يجرُهُ بَعْد كل هذا أَي مُسْلِمٍ أَن يَجْعَلَ رَمضان عُدْرًا إِكساه أو التراخيه في العمل أو إعصبيته في الشارع مع الناس؟
فَسُبحان الله ! ترى الناس في الشوارع وَكَأَنَّهُمْ مَيْتُونَ مِنَ النَّعَابِ
والإزهاق ... كَأَنَّهُمْ عَانُوا بِصِيَامِهِم !