187
0
حكام فرنسا والتطاول بمساعدات لاقيمة لها ..؟ ماذا لو...؟

بقلم مسعود قادري
في كل مرة يثير اليمين الفرنسي المتحامل على الجزائر غلا وحقدا منذ قيام الثورة المسلحة وبعد الاستقلال ، تحاملا نابعا من حقد دفين على حق غير مشروع ابتز به المعمرون الفرنسيون أرضنا وخيراتنا وقتلوا رجالنا ونساءنا وأطفالنا ودمروا قرانا ومداشرنا ، ونهبوا خزائننا ومنازلنا وكل ممتلكاتنا التي لاتحسب بقيمة من القيم الحالية ، بل ربما بكل ما تمتلكه بنوك وخزائن فرنسا الحالية.
التحامل الذي يثير زوابعه أبناء كبار المعمرين والمستفيدين سابقا من خيرات الجزائر.. المتهمون بكل الجرائم وعمليات الإبادة العنصرية التي مارسها ضباطهم عبر 132سنة والسرقات الموصوفة والمدونة في خزائن الجزائرعند احتلاالها سنة 1930 والتي حولت كلها لتملأ الخزينة االفرنسية مع كل الممتلكات المادية الثمينة التي كانت تزخر بها الجزائر للأفراد والجماعات وفي كل المدن والقرى التي تركت فيها الجيوش الفرنسية البربرية أبشع صور التدمير والتقتيل والتخريب دون أي سبب ..
الجزائري الحر يفهم هذا التحامل الذي لامبرر له بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال عنهم والتحرر من قبضتهم التي خنقتنا عقودا عديدا بعد الاستقلال للمفاضلة التي بجل بها المستدمر القديم والامتيازات التي منحت له عبر هذه الفترة من الجزائر ومن كل القارة التي كانت تغطي عجز الدولة الفرنسية التي تستعمل كل وسائل الدناءة والخسة للإساءة للشعوب التي حملتها عقودا وصبرت على أذاها وخدمت لغتها وثقافتها على حساب لغات محلية أكثر عراقة وثراء وتنوعا من لغتها التي فرضتها عنوة على الشعوب التي هيمنت عليها ومنها الجزائر.. الجزائر التي ابتزتها أكثر من غيرها وكانت تود الاستمرار في المحافظة على المكاسب التي أعطيت لها دون وجه حق وعلى حساب المجتمع الجزائري الذي مازال بعد 62سنة من الاستقلال يعاني مخلفات الدمار المادي والمعنوي الذي خلفه الجراد الفرنسي على بلدنا بعد أن فقدت أمل البقاء فيها والحلم الجميل الذي كان يراود قادتها على مر الأجيال بإلحاق الجزائر بفرنسا لتكون عمالة من العمالات المدرة للثروة والأقل تكلفة لكون مواطنيها من الدرجة الثانية لايستحقون من العيش غير مازاد على المعمرين وأبنائهم والسهر على خدمة السادة في باريس وتوابعها .
الحلم الكبير الذي حلم بها القساوسة والرهبان المعمرون بالقضاء على الإسلام والقرآن وتحويل الشعب الجزائري إلى شعب تابع لفرنسا في كل شيء ، حتى في عبادته وعاداته وثقافته ..
وعندما استقظ المارد من سباته وقضى على كل أحلام وطموحات فرنسا وطردها شر طردة لعبت في الخفاء مع أذناب لها تركتهم يحرسون مصالحها فنالت قسطا وفيرا من الامتيازات حتى عهد قريب ..
ولما أدرك الجزائريون واقع حالهم وما يقدمونه لمستدمرهم السابق بدأوا يشدون الحبل قليلا ويسحبون الفراش من تحت الأقدام .. ثارت زوابع اليمين ككل مرة يجد فيها متكأ يعتمدعليه للكشف عن نوايا خبيثة ضد بلادنا وتحاول جلب التيار اليميني الغربي كله ضد الجزائر التي لاتحترم حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية كما احترمتها فرنسا وكل الغرب في غزة وفلسطين والصحراء وافغانستان ، ليبيا ، السودان وغيرها من الدول التي تحترم فرنسا فيها قيمها ، لكن بالمعكوس ..!؟
تساءلت في البداية وقلت، هل نسي الفرنسيون تاريخهم الأسود في الجزائر ..؟ وماذا لو ..؟
هل نسي اليمين الفرنسي وغيره من الحاقدين على من حرمهم خيرات كبيرة وكثيرة ومكاسب طويلة وعريضة ليست من حقهم، أن كل ماكان يسرقه هو ملك لشعوب استدمروها واضطهدوها ونهبوا خيراتها وتركوها عارية ، بل جاثمة عل ركبتيها تتسول في شوارع الأمم لتوفير لقمة العيش لمواطنيها وهل نسي اليمين العنصري الفاشي أن تاريخهم في هذه البلاد وغيرها أسود من الفحم ...؟
هل ينسى الشعب الجزائري الذي عاش بداية الاستقلال الفقرالمدقع الذي تركته فرنسا، حتى كنا نعيش رغم خيرات بلدنا الظاهرة والباطنة على المساعدات التي تأتينا من الشعوب الأخرى ..؟
وهل ننسى الآباء والإخوان والأخوات الذين قتلوا ظلما وعدوانا أو الذين انتهكت حرماتهم وأهينوا وسط علائلاتهم وبين أهليهم وهل تغيب صور بشاعة التعذيب التي تعرض لها كل من وقع في أيد عساكر فرنسا من المجاهدين ؟ فالأحياء منهم لاتتوقف دموعهم عنما يتذكرون ماتعرضوا من إهانة وتعذيب بكل الوسائل التي لم تسنعمل من قبل ؟!.. إن الذي ينسى كل ممارسات فرنسا التي تبكي الحجر .. لايمكن أن يكون من بني البشر ،، بل ربما هو أبشع وأكثر دناءة وانحطاطا من أهون الهونة ؟!...
وهل كان الفرنسين يثيرون هذه الزوابع الحاقدة باستمرار خاصة عندما تكتشف ألاعيبهم المخابراتية ويلقى القبض على جواسيسهم ؟ .. لووظفنا الزمن والظروف والأدلة للمطالبة بحقوقنا أمام المحاكم الدولية فنستفيد من استعادة الكثير من مسروقاتنا المادية والمعنوية ونسكت الغربان الناعقة ..؟..
ثم ماذا لو..؟
... قدمنا الأدلة الدامغة التي نملكها على بشاعة ماقام به عسكر فرنسا في الجزائر على مدى 132سنة ، هل كان لهذه الخنافيش أن تتجرأ على وطننا وتتجاوز حدودها باسم قيم تغنت بها كثيرا وتخلت عن الدفاع عنها في بقاع كثيرة من العالم أهين فيها الإنسان أيما إهانة وموقفهم من غزة خير شاهد على افتراءاتهم وادعاءاتهم الكاذبة بمساندة حقود الانسان وحريته و..؟؟؟.؟.
.. طالبنا بحقوق المواطنين الذين دمرت التجارب النووية حياتهم وتركتهم يعيشون بعاهات وأمراض مستديمة لايمكن وصفها ولم تلحق حتى بأبناء هيروشيما وناكازاكي والأدلة التي تفحم كل معارض مازالت قائمة في رقان وغيرها من المدن القريبة من مواقع التجارب النووية الفرنسية..؟
... طلبنا فرنسا المستدمرة تعويض الخسائر البشرية التي تسببت فيها الألغام الممنوعة عالميا في الحدود الشرقية والغربية بسبب خطي ـ موريس وشال ـ الذين قصد بهما المستدمر عزل الثورة عن محيطها ومنع تواصلها مع الجيران ..؟
.. طالبنا باختصار استرجاع ثرواتنا المسروقة في بداية الاحتلال وكل المنهوبات على مدى فترة بقاء فرنسا بالجزائر ، بدلا من التركيز على الجماجم التي تبقى إهانة لفرنسا حتى وهي في متاحفها .؟؟.
عن تركنا المجاملة جانبا فالتاريخ والمصالح لامجاملة فيها ولا صداقة لنا مع من لايحترم نفسه وينظر إليها باستعلاء وكأننا مازلنا تحت قبضته .. فرأي الفرنسيين اليمينيين بالخصوص في الجزائر والجزائريين يبقى دائما عنصريا وحاقدا .. ولا يمكن أن ننتظر من أبناء كبار مجرمي الحرب الجزائرية الخير .. بل يكفينا شرهم وشر أسلافهم ..؟
جانب آخر تبقى فرنسي تلوي الذراع فيه وهو الجانب الصحي نظرا لتركيز أطباءنا ومرضانا الذين يستفيدون من العلاج في الخارج على المصحات الفرنسية فلماذا لانحول الوجهة إلى الدول الصديقة التي لاتقل مستوى غن فرنسا ونستريح من باب يريقنا كثيرا مع أنه ليس في صالح كل المرضى الجزائريين من أبناء البسطاء .؟.
ولماذا نمنحهم فرصة التطاول علينا بمساعدات تقدم لخدمة مصالحهم في بلادنا ويعتبرنها إنقاذا فيوظفونه دائما في حملاتهم المغرضة بدون مناسبات نكاية وتشهيرا ..؟..
لماذا لانستعيد إطاراتنا الطبية من فرنسا ونضع لها برنامجا طموحا وهادفا لتحسين مستوى الأداء القطاعي ونمنح لهؤلاء المغتربين المكونين في الجزائر، بإنشاء عيادات ومستشفيات متخصصة في كل المدن الكبرى تخفيفا للعبىء والضغط على القطاع العمومي من جهة وامتصاصا للكثير من الإطارات الطبية التي تنتظر فرصتها في تطبيق معارفها النظرية وتطورنفسها طبيا ، بدل تركها تنتظرفرصة الهجرة لخدمة مواطنين غير الذين كونت من أجلهم ..؟
لماذا نقبل المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لبعض القطاعات ، وهل نحن متسولون حتى نقبل هذا الفتات الذي يستعملونه وسيلة للضغط ولي الذراع في كل المناسبات ليتدخلوا بها في شؤوننا الداخالية ...؟
.أليست الجزائر والحمد لله غنية بخيراتها ولها يد طولى في مساعدة الدول الفقيرة ،حتى تقبل صدقات تقام عليها الموائد والطاولات المستديرة والمربعة والكروية ..! للإعلان عنها كمساعدات قدمت للجزائر .!. فهل حاسبت الجزائر فرنسا على مايكلفها سنويا تطوير لغتها لتبقى في الصدارة إكراما لمن يحبها ويهواها في بلادنا وعلى حساب لغتيها الرسميتين...؟
أخيرا : الكرة في مرمانا ، فكلما لينا مواقفنا معها واستكنا أمام سلوكاتهم ، فلن يتركوننا في حالنا ولو بألسنة سليطة وصحافة خبيثة . فالسياسة التي يمارسونها معنا ،هي السياسة التي يفترض أن ننتهجها نحن " أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم " لنعيدهم إلى جادة الصواب ، بل لنظهر حجمهم الحقيقي أمام العالم ونحط من استعلائهم وجبروتهم عل الشعوب الضعيفة ..
حديثنا عن فرنسا و توابعها لن ينتهي.. وحتى لاننسى.. أقترح على القراء الكرام مجموعة من الصور الفوتوغرافية الملتقطة من سياح فرنسيين في بداية القرن العشرين من مدينة قسنطينة العريقة ليكتشف القاريء الجزائري الشاب مدى بشاعة الاستدمار الفرنسي الذي قال عنه أحد المفكرين " لو كان الاستعمار الفرنسي رجلا لقتلته " لأنه بكل بساطة أخبث استدمار عرفه التاريخ منذ أن خلق الله البشر .. فالصور شهادة حية من بني جلدتهم " وشهد شاهد من أهلها " .. ورد الله كيدهم في نحورهم وذكرنا بمجازر فرنسا حتى لانني ونظل الأجيال الصاعدة التي ترى مستدمرها السابق مثلا وقدوة للحرية والعدالة و.... الخبث البشري ..؟ ..