بغية تحفيز او تشجيع ابنائهم على النجاح في نيل الشهادات الدراسية الرسمية بمختلف انواعها غالبا ما يلجأ الأولياء إلى اغراء او وعد أبنائهم بمكافأت مالية قيمة تثمينا لنجاحهم على اجتياز الامتحانات على غرار شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا.

نسيمة الوافي

 وعملا بمقولة "من وعد وفى" يتسابق الأولياء الآن على شراء الأشياء التي وعدوا أبنائهم بها على غرار الهواتف الذكية حيث تشهد محلات بيع هذا النوع من الأجهزة انتعاشا طفيفا عقب صدور نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط حيث يقول سامي صاحب محل لبيع الهواتف الذكية ان محله عرف حركة خفيفة على غير العادة أين كشف عن بيعه لأربعة هواتف ذكية من نوع "ايفون " في غضون يومين فقط، حيث كان كل الزبائن الأربعة أولياء أمور قاموا بدفع المبلغ فقط في حين إختار أبنائهم الهواتف كل حسب ذوقه ورغبته.

كما تلقت نهال صاحبة الأربعة عشرا ربيعا قلادة من الذهب هدية اشترطتها على والديها حال نيلها شهادة البيام كنوع من الشكر والتقدير على كل تلك المجهودات التي بذلتها طيلة السنة الدراسية.

حتى وان كانت نية الأولياء في اهداء أبنائهم هدايا باهضة الثمن سليمة الا نه يعزز لديهم النزعة المادية اكثر من المعنوية فوفق الدراسة التي نشرت بمجلة ابحاث المستهلك فإن الاطفال الذين يتحصلون على اكثر مما ينبغي سيتحولون مستقبلا إلى اشخاص ماديين يرتبط النجاح بالنسبة لهم بإمتلاك اشياء عالية الجودة والعديد من الممتلكات او السلع المادية مع شعورهم بالتميز عن باقي أقرانهم نتيجة حصولهم على منتجات معينة دون غيرهم.

تصرف غير واعي من الأولياء حتى وان كان عن غير قصد هو ما ذهب اليه الدكتور عبد الرحمن استاذ محاضر في علم النفس بجامعة بوزريعة حيث يقول ان الفكر المادي الذي زرعه الأولياء في أبنائهم سيحول الحياة عند ابنائهم إلى مجموعة من المشاريع المادية يقيمون الأشخاص بها بناءا على المصلحة المادية فقط.

كما خلصت الدراسة إلى أن الاطفال يتعلمون من هذه البيئة الاجتماعية على وجه الخصوص ربط التعاملات الإنسانية بقيم مادية بحثة ما يستدعي إعادة النظر في عملية او طريقة تنشئة الأبناء بعيدا عن الماديات المبالغ بها.