63
1
جوزة الطيب...قصة تمتد من اعماق الطبيعة الى أطباقنا اليومية

جوزة الطيب من التوابل العطرية التي تحمل نكهة مميزة وحكاية عريقة استخدمت منذ القدم في الطبخ والعلاج وهي من بين التوابل التي تضيف نكهة وسحر خاص للأكل.
إعداد بسمة زروق
تبرز جوزة الطيب كعنصر فريد رائحتها دافئة وطعمها يمزج بين الحلاوة واللذع وقصتها تمتد من أعماق الطبيعة الى أطباقنا اليومية وفيها اسرار وفوائد وحتى محاذير.
موطنها ومميزاتها
جوزة الطيب هي نواة مجففة لثمرة شجرة Myristica fragrans، وهي شجرة استوائية أصلها من جزر الملوك في إندونيسيا.
يصل ارتفاع شجرة جوزة الطيب الى نحو 20 مترا و تبدأ عادة بإنتاج الثمار بعد مرور نحو ثماني سنوات من الزراعة ويمكنها انتاج الثمار لمدة 60عاما او أكثر.
تشبه جوزة الطيب شكل حبة المشمش، فهي بيضاوية، وعندما تنضج فإنّ القشرة الخارجية تنفصل عن البذرة، ولكن هذه البذرة لا تزال محاطة بطبقة صلبة نُسميها "الميس"، ويكون لون الميس برتقاليًا مائلًا إلى البني، وأما البذور فتكون بين اللون الرمادي والبني وسطحها مُجعّد.
استعمال جوزة الطيب في الطبخ
تُبشَر جوزة الطيب وتُستخدم كتوابل تضيف نكهة دافئة، حلوة ولاذعة، إلى أطباق مثل الصلصات، الأرز، الحلويات والمشروبات.
ورغم أنها تُستخدم بكميات صغيرة، إلا أن لها تأثير قوي على الطعم، ويُنصح بعدم الإفراط في تناولها لتجنّب تأثيراتها السامة على الجهاز العصبي
فوائد جوزة الطيب
لزيت جوزة الطيب دور مهدئ ومسكن لألم الأسنان، بالإضافة إلى أن له تأثير جمالي في موضوع تبييض الأسنان كما تعد جوزة الطيب مضادة للجراثيم والبكتيريا، وتعمل كمطهر يحمي اللثة، ويساعد في منع تسوس الأسنان، وعلاج لرائحة الفم الكريهة.
تعزيز صحة الجهاز الهضمي
جوزة الطيب تعمل على تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، وتساعد في التخلص من نفخة البطن والتلبكات المعوية والاسهال، وتعد مهدئة لآلام وقرحة المعدة.
كما أن جوزة الطيب مفيدة بشكل خاص لتخليص الجسم من عسر الهضم، وتعزيز هضم الطعام في الجهاز الهضمي بشكل سلس.
تعزيز صحة الدماغ
لطالما استخدمت جوزة الطيب منذ العصور القديمة كمنشط للدماغ ولزيادة التركيز، وللوقاية من التعب والاجهاد والاكتئاب.
تحتوي جوزة الطيب على مركب عضوي يعرف باسم الميريستسين (Myristicin) يساعد في الوقاية وعلاج الأمراض التنكسية العصبية، مثل: مرض الزهايمر، والباركنسون.
المساعدة على النوم
تعد جوزة الطيب من الوصفات التقليدية والتي تم تناقلها لأجيال لعلاج الأرق والمساعدة على النوم، ورشة من جوز الطيب المطحون مع كوب من الحليب الدافئ قبل النوم كفيل بأداء المهمة.
تعزيز صحة الكبد
من فوائد جوزة الطيب أنها تساعد على علاج أمراض الكبد، كما وجد أن لجوزة الطيب قدرة محتملة على حماية الكبد من الشوارد الحرة المسببة للعديد من أمراضه.
اضرار جوزة الطيب
التسمم
تحتوي جوزة الطيب على مادة يطلق عليه اسم الميريستيسين (Myristicin)، ويعتقد أن هذه المادة ذات تأثير سام إذا تواجدت بكميات كبيرة ضمن النظام الغذائي، فحين تم إبلاغ عن حالات تسمم لأشخاص تناولوا 5 غرامات من جوزة الطيب هو ما يعادل حوالي 0.5 - 0.9 ملليغرام من الميريستيسين.
التأثيرات النفسية السلبية
تمتلك بذور جوزة الطيب خصائص مخدرة ومهلوسة، وغالبًا يتم إساءة استخدامها مما يتسبب بظهور بعض التأثيرات النفسية السلبية والتي قد تكون مهددة للحياة.
وتظهر التأثيرات النفسية عند استخدام بذرة واحدة إلى ثلاث بذور من جوزة الطيب ما يعادل 5 - 30 غرام من جوزة الطيب المطحونة، ومن التأثيرات النفسية السلبية الناتجة عن الإفراط باستخدام جوزة الطيب الآتية:
الوخز النشوة ،الانفصال عن الواقع، الإحساس بالانفصال عن الأطراف ،نعاس الشديد والهلوسة.
مضاعفات على الحامل والمرضعة
قد يحثك البعض على زيادة تناول جوزة الطيب خلال فترة الحمل أو الرضاعة، لكن من المحتمل أن تكون جوزة الطيب غير آمنة أثناء الحمل عندما تؤخذ عن طريق الفم بجرعات أكبر من الكميات الموجودة في الأطعمة، فقد تتسبب الإجهاض أو إصابة الجنين بالعيوب الخلقية.
الآثار الجانبية الأخرى
ينتج عن تجاوز الكمية المسموح بها من جوزة الطيب بتناول كميات كبيرة ظهور بعض الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا، ومنها الآتي:
الصداع، ألم الصدر ،ألم البطن، احمرار الوجه، ضيق الصدر الرعشة ،رتفاع طفيف بضغط الدم ،انخفاض ضغط الدم المرافق مع صدمة، وازرقاق.
تظل جوزة الطيب من التوابل التي تجمع بين النكهة المميزة والفوائد المحتملة، لكنها في الوقت نفسه تذكّرنا بأن الاعتدال هو مفتاح السلامة في كل ما نستهلكه.
فبين الاستعمال التقليدي في المطبخ، والتحذيرات العلمية من الإفراط، تبقى جوزة الطيب عنصرًا يجب التعامل معه بوعي ومسؤولية.
إن إدراك حدود الاستخدام السليم، وتجنب السلوكيات العشوائية، يضمن لنا الاستفادة من خصائصها دون الوقوع في مخاطرها.