43
0
جمال الانكسار في سبيل المعنى
.jpeg)
بقلم: حنكة علي أمجد
ليس كل كسر ضعفًا،
وليس كل انحناء ذلًا،
فبعض الكسور تفتح نوافذ المعنى،
وبعض الانحناءات ترفع اللغة إلى مقام الخشوع.
كُسر الشعر…
فصار أكثر صدقًا من الأوزان،
وخرج من قفص القافية ليُقيم في قلب الناي،
ينوح لا ليُطرب، بل ليقول:
"أنا لا أكتب بيتًا… أنا أخلع ضلعًا."
كُسر الخاطر…
فصار دليل النُبل،
فمن لا يُكسَر خاطره، هل ذاق الحياة على حقيقتها؟
من لم يتذوق مرارة الخذلان،
كيف له أن يكتب عن الوفاء دون تزوير؟
وكُسرت الكلمة…
انحنت أمام المعنى،
واعتذرت له:
"أنا لا أليق بك إلا إذا نزفت."
في زمنٍ يعشق التنميق،
ويهاب الصدق،
ويخاف من الكسر كخوف الطفل من العتمة،
يأتي من يقول:
"أنا منحني، نعم… لكني أحمل المعنى على ظهري، فهل تجرؤ أن تفعل مثلي؟"
جمال الانكسار؟
هو حين تُنحر اللغة لتُولد الحقيقة،
هو حين تمشي الكلمات بعكّاز المعاناة،
لكنها تصل… وتصلح… وتشعل شمعةً في قلب قارئٍ ما زال ينجو من العالم بحرفٍ صادق.