361
2
جمعية أصدقاء الرياضيين للأندية ...مبادرة تعيد الاعتبار لقدامى لاعبي الجزائر

تعد كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، فهي فن جماعي استطاع، على مر السنين، أن يجمع مختلف الذهنيات، والاتجاهات، والأجناس، والثقافات، لتكون بذلك اللعبة الشعبية الأولى في العالم، والأكثر حضورا في يوميات الأحياء الجزائرية.
شروق طالب
في هذا العالم، يبقى اللاعب هو العنصر الأبرز، الذي يسعى إلى التألق الفردي في قلب المسعى الجماعي، بحيث يحظى بشعبية واسعة وجمهور خاص طيلة فترة ممارسته، لكن ماذا يحدث له بعد نهاية عقده الرياضي؟
للأسف كثير من اللاعبين يصبحون في طي النسيان بمجرد اعتزالهم، ما لم تحتضنهم إحدى المبادرات كجمعية أصدقاء الرياضيين للأندية الجزائرية، التي أسسها رجل يعرف بين اللاعبين باسم "عمي محمد".
قدوش محمد... رجل جمع شتات اللاعبين القدامى
قدوش محمد، البالغ من العمر 70 سنة، بدأ شغفه بكرة القدم في سن الطفولة، وكان مختلفا عن أقرانه بحبه لقيادة الفريق، حيث تولى تسيير فريق محلي وهو لم يتجاوز 17 سنة، لينتقل بعدها إلى عدة أندية محلية.
لكن وفاءه لكرة القدم تجاوز حدود التشجيع، فقرر في سنة 2006 تأسيس "جمعية أصدقاء الرياضيين للأندية الجزائرية" بحي صومام بباب الزوار.
وعن فكرته، قال قدوش "اللاعب بمجرد تقدمه في السن وتوقفه عن اللعب، ينسى من طرف جمهوره، رغم ما قدمه في الملاعب، لهذا جاء تأسيس الجمعية، بهدف إعادة الاعتبار للاعبين القدامى وإحياء ذكراهم".
من بين الأسماء التي شاركت في نشاطات الجمعية، ذكر قدوش نجم المنتخب الوطني لخضر بلومي، جمال مناد، بابوش، وعدد من لاعبي مولودية وهران، مشيرا بان الجمعية لم تكتفي بظم لاعبي المنتخب الوطني فقط، حاولت جمع معظم لاعبي الوسط الكروي.
ويعرف "عمي محمد" بالانضباط والصرامة، هو ما مكن الجمعية من تنظيم مباريات تجمع منتخبات من مختلف ولايات الوطن، بمشاركة تفوق 900 لاعب، إضافة إلى إحياء المناسبات الدينية والوطنية، التي تختتم بتكريم أحد اللاعبين القدامى.
الربط بين أجيال كرة القدم، هو كذلك من مسعى الجمعية، حيث اوضح قدوش بان "أصدقاء الرياضيين للأندية" حرصت على ربط الجيل الجديد بالجيل القديم، عبر تأسيس فرق للأطفال سنة 2017، بجانب تنظيم رحلات لاكتشاف ولايات الوطن في إطار التبادل الرياضي والثقافي.
حضور فلسطين في جمعية أصدقاء الرياضيين للأندية
وفي هذا الشأن، قال قدوش بأن جمهور كرة القدم الجزائري معروف برفع علم فلسطين في مختلف المباريات، تعبيرا منه عن تضامنه مع القضية الأم.
وهو ما ترجمته الجمعية فعليا سنة 2019، عندما استضافت قدماء لاعبي فلسطين في سلسلة مقابلات رياضية أجريت في عدد من ولايات الوطن، على غرار سطيف، باتنة، جلفة، ووهران، حيث تم إجراء 10 مباريات مع قدماء اللاعبين الجزائريين.
وفي خطوة تضامنية مع ذات القضية، كشف قدوش عن استقبال لـ 17 طفل فلسطيني بجانب 5 مؤطرين، حيث قامت الجمعية بتنظيم رحلة دامت 11 يوم، شملت جولات لاكتشاف المواقع الأثرية في الجزائر، بالإضافة إلى مقابلات رياضية، وهو ما يعكس البعد الإنساني لنشاطات الجمعية.
بطولة العرب لقدماء اللاعبين
وفي إطار المبادرات العربية، أوضح قدوش بان بطولة العرب لقدماء اللاعبين، تعتبر مبادرة عربية الاولى من نوعها، حيث جمعت العديد من الدول، وكانت اول طبعة لها في سنة 2019 بالأردن، بمشاركة الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، العراق، الأردن وكردستان.
أما النسخة الثانية فقد كان من المقرر تنظيمها في المغرب، لكنها نقلت إلى تونس، وستحتضن الجزائر الطبعة الثالثة خلال شهر ماي من السنة المقبلة.