763

0

جمعية المرأة والتنمية الريفية ولاية الوادي... امراة ترفع التحدي وتصنع التميز

في منزلها  المتواضع او في حديقته،  تقضي المراة الريفية جزءا كبيرا من يومها في العمل كمرأة عاملة خلف الكواليس، بين تربية  الاغنام والدواجن وانتاج الحليب ومشتقاته هذا من جهة ومن جهة اخرى، تتولى تدبير شؤون البيت وإدارته وتلبية حاجات الأسرة ومطالبها اليومية. 

شروق طالب

لكن هذا فقط الجزء اللامع من يومياتها، لأن التحديات التي قد تواجه المرأة عموما، فإن المرأة الريفية تواجه اضعافه، وذلك نتيجة عدة ظروف فرضت عليها، جعلتها لا تستطيع على سبيل المثال الاتحاق بمقاعد الدراسة أو تحظى فقط بالتعليم الابتدائي، مما ترتب عليه عدم قدرتها على  المساعدة في اعالة عائلتها.

وفي ذات الشأن التقينا، السيدة سعاد ديدي رئيسة الجمعية الوطنية للمرأة والتنمية الريفية مكتب ولاية الوادي، التي خصتنا  بحوار  للحديث عن اهم إسهامات الجمعية للمرأة بصفة خاصة وللمنطقة بصفة عامة.

من ربة أسرة إلى ناشطة جمعوية

 سعاد ديدي صاحبة 55 سنة من منطقة قمار التي تبعد ب  14كلم عن مقر ولاية الوادي شمالا، ربة بيت و ام 11 ابن كانت حياتها بين النشاط الفلاحي ورعاية أطفالها، ولكن شاءت الأقدار  أن يتعرض زوجها لإعاقة جسدية جعلته طريح الفراش، هذا ما زاد ثقل المسؤولية عليها بحيث اضطرت لتولي زمام الأمور، ومن هنا كانت بداية رحلة ديدي في العمل وفي مواجهة مشقة الحياة  لكن هذه المرة خارج منزلها.

 ومن خلال ملاحظتها لظروف المنطقة و متطلباتها قررت ديدي الدخول لمجال المجتمع المدني بحيث قامت سنة 2012  بتأسيس جمعية المرأة والتنمية الريفية، برفقة بعض نساء حيها، ولعل من ابرز ما تهدف اليه الجمعية هو النهوض بالمرأة الريفية عن طريق دعم وتمويل نشاطها الزراعي والإنتاجي، بهدف دمجها داخل العجلة الاقتصادية وتحفيزها للعمل الحر. 

نشاطات متنوعة تناسب طبيعة المنطقة 

 وفي ذات السياق، اوضحت ديدي بأن المرأة في ولاية الوادي هي من تقوم بمعظم النشاطات الفلاحية والصناعية على غرار  تربية ورعي الاغنام والدواجن، إنتاج البيض وتوفير حليب البقر والماعز، بالإضافة إلى إنتاج مشتقات الحليب، ولأن الولاية معروفة كونها منطقة منتجة لمختلف الخضار كالبطاطا، لهذا فان المراة السوفية تقوم بتوفير الربطة كذلك وهو مصطلح يطلق على محصول الخضر المنتجة، مشيرة بأن هذه المواد الغذائية يقوم بعرضها اب الأسرة  في اغلب الاحيان في الاسواق الأسبوعية للولاية.

 وهنا يأتي دور جمعية المرأة والتنمية الريفية والذي يتمثل في التعريف بمنتوجات ربات الأسر وكذا التسويق لها وذلك لتمكينها اقتصاديا من خلال النشاطات التي تقوم بها من جهة، ومن جهة اخرى توضيح وتثمين مساهمتها التي من شأنها رفع الانتاج الوطني وترقيته، ولما لا تصديره أيضا خارج الوطن.

 لم يقف دور الجمعية هنا وحسب، بل ذهب إلى أبعد من هذا حيث أشارت ديدي بأن من بين اهم إنجازات الجمعية كونها كانت الطرف المساهم في توفير اهم احتياجات المنطقة من غاز، وكهرباء وماء وكذا لها دور في  إنشاء مدرسة ابتدائية، بالإضافة إلى المساهمة في تعبيد بعض الطرق والمسالك الفلاحية، هذا بجانب الوقوف على ترميم وحدة علاجية و انشاء مكتب للبريد و المواصلات وكذا توفير الانارة العمومية.

كما قامت الجمعية بمساعدة أهل المنطقة للحصول على  تمويل عن طريق قروض  بصغتي لونساج ولونجام (ANSEJ, ANGEM)  وذلك لانشاء مشرعهم الخاص وبالتالي القضاء على البطالة، كل هذا كان بفضل امرأة  أرادت أن  تنخرط في العمل  الاجتماعي والاقتصادي وان تساهم  في تغيير الظروف وتحسينها.

محو الأمية ركن أساسي من نشاط الجمعية 

وعن أهمية تعليم المرأة  وتجسيدا لمقولة  إن من يعلم رجلاً إنما يعلم فرد، أما من يعلم امرأة فإنه يعلم أسرة، هذا ما اكدت عليه محدثتنا من خلال الواقع المعاش في المناطق الريفية، حيث قالت بان من بين أكبر  العقبات التي تواجه المرأة في حياتها اليومية هي عدم قدرتها على الكتابة والقراءة والذي يترتب عليه عدة صعوبات ، لهذا عملت الجمعية على توفير أقسام لمحو الأمية كمرحلة اولى، من ثم الانتقال للمرحلة الثانية وهي اقسام مخصصة لحفظ القرآن الكريم.

كما عملت الجمعية على إستقطاب  الفتيات الريفيات ذوات المستوى الجامعي اللاتي وإن تحدين كل الصعوبات والعراقيل ودرسن بالجامعة، فإن آفاق التشغيل بقيت ضيقة للغاية أمامهن، حيث  تم  ادماجهم في الجانب الإداري لهيكلة نشاطات الجمعية، وحتى مساعدتن في خلق مشاريع خاص بهم.

وبالنسبة لتحديات التي واجهت ديدي كانت في بداية الأمر خروجها كإمرأة في منطقة محافظة معروفة بأن عمل المرأة يكون من منزلها فقط، هذا وبجانب مواجهتها للرفض من قبل أفراد المنطقة باعتباره أمر دخيل  ولكن سرعان ماتحول هذا الرفض  بفضل عمل وانجازات  الجمعية الى وجهة يلجأ اليها سكان قمار لإيجاد الحلول لمختلف احتياجاتهم.

 وعن آفاق الجمعية قالت ديدي "باننا نسعى من خلال كل ما مانقوم به  مساعدة المرأة الريفية على تمويل انتاجها المتمثل اما في الصناعة التقليدية  او في النشاط الفلاحي في الاسواق المحلية ومستقبلا في الاسواق العالمية، هذا من جهة، ومن جهة اخرى إبراز  مكانة المرأة الريفية و الارتقاء  بها، وختمت كلامها في الاخير بان المرأة كما ساهمت في إنجاح الثورة التحريرية فيما سبق هي اليوم أيضا قادرة على  أن تكون ناجحة ومساهمة في تنمية جميع الميادين.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services