77

0

غليزان تغرق في القمامة و تسرب المياه القذرة

لم تكن البرامج التنموية التي استفادت منها الولاية لتجدي نفعا لتغيير وجهها عامة، ووجه عاصمة مقر الولاية بصفة خاصة والتي عجز كل المسؤولين الذين تداولوا عليها منذ حقبة مضت عن تكفل بمشكل القمامة، الذي لا طالما شوه الوجه الحقيقي لمختلف المناطق العمرانية بالولاية وأصبحت النفايات مرادف للواقع اليومي المعاش.

نور الدين أيمن

ورغم ما تبذله الدولة من مجهودات لتحسين واقع البيئة إلا أن غليزان تبقى أحدى المناطق التي أصبحت القمامة مرادف للحياة اليومية للمواطن، يضاف إلى هذا تسرب المياه القذرة ببعض الأحياء و ما يشكله من خطورة خاصة في فصل في منطقة تتميز بحرارة جد مرتفعة.

المواطن في حيرة 

ويتسأل العديد من المواطن بغليزان عن المقاييس و المعايير التي تم اعتمادها في حقبة مضت لاختيار بلدية غليزان ضمن المشروع الوطني "البلديات الخضراء"، وهي البلدية التي تميزت بانتشار النفايات منذ سنين مضت بعد أن اختارت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، البلدية في السنوات الماضية من ضمن الأربع بلديات النموذجية في المشروع الوطني "البلديات الخضراء" و الذي سيتمّ بالتعاون من وزارة التضامن الألمانية.

وجاء الاختيار بعد أن قدمت بلدية غليزان عرضا حول استهلاك الطاقة الكهربائية بالبلدية خلال مشاركته في ورشة إطلاق مشروع بالجزائر العاصمة بالتعاون بين وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة التضامن الألماني "البلديات الخضراء"، وهذا بتنفيذ الوكالة الألمانية للتعاون الدولي.

وأردف بأنه الوزارة الوصية قد اختارت أربع بلديات في صورة غليزان، بشار، الجلفة وسوق أهراس، وخلص بأن المشروع هادف يمكن من كسب خبرات في هذا المجال، حدث هذا و عاصمة مقر الولاية تغرق في النفايات حيث عددت بعض الجهات 13 نقطة سوداء.

مشكل أخر ظهر في الآونة الأخيرة و يتمثل في تشرب المياه القذرة ببعض أحياء عاصمة مقر الولاية، وهو ما يشكل عامل لانتشار الامراض المتنقلة عبر المياه وسط السكان خاصة و أن المنطقة بالحرارة الجد مرتفعة خلال فترة الصيف خاصة.

لكل حي مفرغته العشوائية والتعفن البيئي لم تطهره حملات التنظيف

يشتكى، قاطنو أغلبية أحياء عاصمة الولاية غليزان، و التي تعدّ أكثر من300 ألف نسمة من الانتشار المفزع للقمامات و النفايات المنزلية و المخلفات التجارية والتي زادت خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان،  الذي سجل حرارة محسوسة قبل حلول فصل الصيف، أين أصبحت ترمى حتى أمام المؤسسات العمومية بما فيها التربوية، فسكان الأحياء الشرقية الشعبية على غرار شميريك، النجاح، سطال وبالجهة المقابلة قرية سنافير، بوشليل ، الزراعية بالاضافة زغلول و سي ان ميطال و حي 42 مسكن يضعون أنفسهم في خانة أكثر المتضررين من ظاهرة الانتشار الرهيب للقمامات المنزلية، حيث تحولت الأوعية العقارية المهملة و المساحات الفارغة وحتى الحديقة العمومية حديدوان ملاذا للمواطنين لرمي مختلف أنواع الأكياس البلاستيكية، ويزداد الوضع خطورة حين أقدام بعض المواطنين على حرقها خاصة ليلا، أين تغطي سحابة من الدخان الكثيف أرجاء واسعة منها وهو ما يدفع السكان حتى إلى مغادرة مساكنهم، حيث يكون الأطفال والمرضى المصابين بالربو والحساسية أكثر المتضررين، وقال عدد من السكان بأنهم يضطرون في بعض الأحياء إلى توجيه مرضاهم إلى المستشفى أين يمكثون لساعات هناك حتى يتحسن وضعهم الصحيّ.

والغريب أن الرّمي العشوائي لا يستثني أي مكان حيث امتد إلى المؤسسات التربوية مثل ما يحدث بإحدى مدرسة ابتدائية بحي زغلول والتي تحبس أنفاس التلاميذ الرّائحة الكريهة والدخان الذي يمتد إلى حجرات الدّراسة وقد حاولت جمعية محلية في العديد من المرات عن طريق مراسلات رفعت للسلطات المحلية لحملها على احتواء الوضع وتحويل الحاوية الحديدية التي لا تبعد إلاّ أمتار قليلة عن الجدار الخارجي ولكن دون جدوى، أين يتم رمي مئات الأطنان وتزداد الأمور سواء حين تأخر رفع الحاوية وإفراغها حيث تبقى لعدّة أيام.

واقع الانتشار الرّهيب يمتد إلى أحياء تصنف مجازا ضمن الرّاقية، والغريب في الظاهرة أن السلطات الولائية السابقة قامت بإطلاق عملية توزيع حاويات بلاستيكية كبيرة شملت كل أحياء عاصمة الولاية بما فيها حي برمادية أكثر كثافة سكانية والذي تقطنه نحو 30ألف نسمة، وسارت الأمور وانخرط السكان في العملية، ولكن تأخر رفعها من طرف عمال النظافة، عجل بإقدام بعض المواطنين على رمي هذه الحاويات بعيدا عن سكناتهم باعتبار أنها كانت تمتلئ عن آخرها وترمى "الأكياس" خارجها وهو ما افرز انتشارا كبيرا للروائح الكريهة وانتشار مختلف أنواع الحشرات التي وجدت محيطا عفنا مساعدا على تكاثرها بالإضافة إلى كلاب المتشردة خاصة بالأحياء الشعبية وحي برمادية، وقد ولدّت استياء من طرف المواطنين وأقدموا على رميها ومعها عادت الأمور إلى طبيعتها، أين جمعت في مكان واحد ومها ما تعرض للتخريب.

وأمام الوضع الكارثي حاولت السلطات الولائية سابقا في نسخة طبق الأصل لما قام به الولاة السابقون إلى تنظيم حملات نظافة ومنها التي اختارت لها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية شعار " صيف السنا صيف الهنا"، أين مسّت عدد من الأحياء لاسيما منها الواقعة بمداخل المدينة، ولكن دون أن يكون لها وقعا في تغيير الصورة السوداوية لواقع البيئة، خاصة وأن المواطنين لم يستجيبوا للحملات عدا بعض الجمعيات التي لم يكن حضورها عمليا مؤثرا.

وفي غضون ذلك، قال عدد من المواطنين، بأن الوضع الكارثي لا تتحمله مصلحة النظافة وعمالها بل يلقى جانب كبير من المسؤولية على المواطنين الذين يقومون بإخراج القمامات بعد مرور شاحنات الجمع أو رميها في أي مكان وهو ما افرز في العديد من المرات مشاحنات وشجارات بين سكان الأحياء وصل بعضها إلى أروقة العدالة.            

أطلال مساكن هدمت وجبال من الرودوم لأشغال الحفر و السلطات في موقف المتفرج 

وعبّرت مجموعة كبيرة من سكان من الأحياء التي تشكلت بها جبال من الرودوم الناتجة عن رمي الشاحنات لمخلفات انجاز مشاريع إيصال المياه الصالحة للشرب، أو تعبيد الطرقات ومختلف الشبكات الأخرى، بأحياء 5جويلية، عيسات ايدير، زغلول، سطال و شميريك، عن استيائهم من الوضع الكارثي الذي أصبح يميّز أحياءهم وقالوا بأن مظاهر التمدّن تلاشت على جبال الرودوم.

وقالت مجموعة من حي سكان زغلول بأنّ وعاء ما كان يعرف سابقا ب"حي الخضّارة " الفوضوي والذي هدّم ورحلّ سكانه إلى حي 630سكن بحي شميريك، تحوّل إلى مكان مفضل لرمي مختلف مخلفات البناء والتربة من طرف أصحاب الشاحنات وهذا ربحا للوقت، وما عفّن الوضع تشكل مفرغة عشوائية شملت حتى محلات رئيس الجمهورية التي مازالت مغلقة منذ تاريخ استلامها بعد رفض تجار طريق "الرّكابة" استغلالها والنّشاط بها ومن بعدهم مجموعة من الشباب التي استفادت هي الأخرى بعد إلغاء قرارات الاستفادة للمستفيدين الأوائل.

وأضاف الناقمون من الوضع أن حملات رفعها لم تجد نفعا، وما أن يتمّ تنقيتها حتى تعاد إلى وضعها السّابق، وأضافوا بأنهم اتصلوا في أكثر من مرّة لحمل المصالح المعنية على ردع المخالفين ولكن دون أن تحرك ساكنا، واقع الحال المزري ليس استثناء بالنسبة لسكان حي 5جويلية أو زغلول، بل يمتد ليشمل أكبر وعاء عقاري بحي سطال، أين أقدم منذ سنتين مقاول استفاد من مشروع تنقية وادي الصفا الفوضوي، حيث تمّ رمي مئات الشحنات من التربة العفنة التي تهدد حياة البيئة والسكان به، والغريب أن تدخل المواطنين لدى مديرية السكن لبلدية عاصمة الولاية لم يغير شيئا، وحين تدخل ذات المصالح لدى المقاولة المكلفة، أخطرتهم بأنه سيتم رفعها ما إن تجف التّربة ولكن، يضيف بعض المواطنين، ذهب دون رجعة، وقد حاولت جمعية الحيّ لفت انتباه المسئولين للمشكل القائم عن طريق مراسلات ولكن دون جدوى، وتمتد ظاهرة رمي الرودوم لتشمل أحياء شميريك، الزراعية وبرمادية، حيث أجمع الكثير ممن فاتحتهم بالمشكل بأن غياب الردع بما يخوله القانون مازال قائما رغم أن الرمي يكون في ساعات النهار وفي توقيت عمل الإدارة.

وطالبوا بضرورة المراقبة لاسيما وأن أحد الأوعية غير بعيد عن جسر برمادية أصبحت ترمي به آلاف الأطنان من الرودوم الهامدة

الحي الفوضوي وادي الصفا رمز لكل هاته الآفات

يعتبر حي وادي الصفا الفوضوي الذي يضم حسب بعض الإحصائيات أكثر من 3000 قاطن رمز لكل هاته الآفات من سكنات فوضوية تنعدم بها شروط الحياة الإنسانية بانعدام المياه الصالحة للشرب إلى انعدام الكهرباء و الإنارة العمومية إلى شبكة صرف المياه القذرة يضاف الى كل الانتشار الكبير للقامة وسط و بجانب الحي و كذا عبور الوادي الذي يحمل الحي اسمه المياه القذرة و المياه المستعملة من بعض الأحياء تزداد خطورة بتساقط الإمطار، حيث يرتفع منسوب و الوادي و تنتشر الروائح الكريهة في ما المنطقة سواء حي سطال او الحي الفوضوي وادي الصفا

حي 42 مسكن يصنع صورة معبرة عن واقع المدينة

حي 42 مسكن هو حي يقع وسط مدينة غليزان يضم مؤسسات إدارية على غرار مركز بريدي و مديرية بريد الجزائر ويقع بالقرب من دار الضيافة لمصالح ولاية غليزان، حيث لا يبعد سوى ببعض الأمتار حي دار الضيافة و بمقابل الشارع الرئيسي الذي يعبر المدينة و كان سابقا الطريق الوطني رقم 23 إلا أن الحي يتميز بالانتشار الفوضوي للقمامة طيلة اليوم و ما يشوه المنظر خاصة و أنها ترمى أمام مدخل المركز البريدي و بمجرد أن ترفع القمامة دقائق فقط ويعود المكان ليمتلئ من جديد حيث عبر زوار المركز البريدي عن انتشار مفزع للقمامة و الروائح الكريهة خاصة و أن غليزان تتميز بارتفاع لدرجة الحرارة.

وتفاقم الوضع البيئي بعاصمة مقر الولاية رغم رصد السلطات المحلية في كل مناسبة مبالغ مالية للتكفل بالوضع منها رصد مبلغ مالي ب 07 مليار سنتم في حقبة الوالي السابق مولاتي عطالله للبلدية موجه لنظافة المحيط بمدينة غليزان إلا أن الوضع لا زال على حاله في عدم القيام بمهامها المتعلقة برفع القمامة و النفايات المنزلية عبر مختلف أحياء.

 ورغم حل مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني و تحويلها إلى نظيف 48 لم يغير في الأمر من شيء لرفع القمامة هو بمثابة تخلي واضح من طرف مصالح البلدية عن مهامها بصفة أساسها إهمال مهمة أساسية و هي النظافة العمومية.

وأمام هذا الوضع طالب العديد من المواطنين بضرورة محاسبة المسؤول عن تدهور الوضع و ضرورة اتخاذ إجراءات لتحميل كل واحد مسؤوليته بينما طالب البعض الأخر بضرورة إقالة رئيس المجلس الشعبي البلدي الحالي و محاسبته يحدث كل هذا أيام من حلول شهر رمضان و الذي يعرف انتشار كبير للنفايات المنزلية.   

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services