380

0

جاوز الظالمون المدى

بقلم: جلال محمد حسين نشوان

 

على مرأى ومسمع العالم يُذبح الشعب الفلسطيني من الوريد الى الوريد وللأسف يصمت العالم كله وكأن العالم متواطئ ومتعاطف مع الكيان الصهيونى الغاصب، الطائرات الصهيونية(الأمريكية الصنع )بمختلف أنواعها لا تغادر السماء و تصب حقدها الدفين على الشعب الفلسطيني ، وتشن عدواناً بربرياً في محاولة يائسة لكسر صمود الشعب الفلسطيني البطل الذي أذهل العالم بصبره وصموده وتحمله التجويع والظلم والعدوان ، فالكيان الصهيوني الغاصب يقود عملية إبادة جماعية حقيقية للشعب الفلسطيني وبتواطؤ من الدول الغربية والديكتاتوريات العربية في الشرق الأوسط بل إنها جريمة إبادة جماعية بالتواطؤ مع مجلس الأمن الدولي، العدوان الصهيوني متواصل حتى ساعة كتابة هذه السطور، بينما باتت الجهود الحثيثة الرامية لوقف إبادة الشعب الفلسطيني، دون نتيجة حتى الآن على ضوء غزارة الدم الفلسطيني النازف، ووحشية الحكومة الصهيونية الإرهابية النازية الفاشية، التي لم توفر المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن. وبالطبع، فإن عمليات الصمود والرد الفلسطيني تأتي في سياق الرد المنطقي على جرائم العدوان الهمجي،مع أن الارهابيين يتعمدون قصف المناطق ذات الإكتظاظ السكاني المدني في قلب الأحياء... وهذا يعيد إلى الأذهان القصف الجوي، الثلاثيني على بغداد ، وبيروت، في هذا المناخ تموج ساحات جماهيرية عربية بالغضب والإحتجاج، منادية بموقف وتدخل ومناصرة وحتى بوقف للعدوان على فلسطين، وفي هذا المناخ أيضاً يستمر تأييد الغرب الإمبريالي للعدوان الصهيوني على فلسطين ويتنامى، مرسخاً توجهات وسياسات وشروراً وفجوراً تبديه قيادات أميركية وعربية ارتأت الصمت !!! الصمت المريب للدول العربية والتي تتشدق بالأمن القومي العربي التزمت الصمت خلال احتلال الكيان الصهيوني لبيروت عام 1982 ولم تحرك ساكناً تجاه العدوان على غزة ومحاولات تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، وساهمت باستنزاف الجيشين السوري والعراقي وتدمير ليبيا فهل كل ذلك يخدم الأمن القومي العربي أم يخدم أمن الكيان الصهيوني. المأساة التي تصنعها حرب الإبادة الجارية في فلسطين، لا تكشف فقط عن وجه قبيح لعدوان وحشي تتلبسه رغبات هستيرية في القتل والتدمير، ولكنها تكشف أيضاً عن جانب لا يقل بشاعة هو وجود هذا الحشد الكبير من أصحاب الضمائر الميتة والنفوس الخربة. هؤلاء سواء كانوا سياسيين أم حقوقيين ونقابيين... تلوك ألسنة المطبعين ودعاة حقوق الإنسان ليل نهار بكلمات لم نعد نعيها ولكنهم كالبلهاء يرددون كلمات فارغة ،ومن ضمن شعاراتهم الفارغة ، أن الصهيونية قد تخطت كل الخطوط الحمراء، كلمات كالعلكة تتناقلها الألسنة بين مطاحن اليمين ومطاحن اليسار إلى أن ينبذها جوف الفم وبنفخة بين الشفتين تلقٰى العلكة على مداس الطرقات، ورغم هذا الواقع المزري ورغم مرارة الخذلان والصمت بقينا نناضل حتى آخر رمق ، لقد أضحت قضيتنا الأولى عند الغرب و العرب مسرحية هزلية، هزلت حتى هزليتها، مسرحية تطرب لها الصهيونية ، بينما، تسترزق منها الجوقات العربية المطبعة المتلونة بالسياسة والمتعطرة بالتطبيع والمدججة بالكذب، جوقات تتغنى بالتطبيع دون استحياء حتى تخطى العرب الخطوط الحمراء للتردد والانكفاء وتخطوا كل مدى، وأفرغ المدى من مداه... ذات يوم ، بكى الشاعر علي محمود طه ، وعبد الوهاب رتل الحزن، وخبت وولت صرخة أخي جاوز الظالمون المدى... وأصبحت الأجيال العربية الحاضرة لا تفقه معناها فكيف بمداها...!!!!! إن لصرخة المظلوم معنى وبعد المعنى مدى، صرخات مدوية طالت أعنان السماء، وحزن ملأ القلوب رجالاً ونساء، شيوخاً وأطفالاً، هطلت الدموع، رحل الشهداء وبقيت ذكرياتهم الجميلة، تلامس مشاعرنا وأحاسيسنا، تقاطرت أعيُنَنا دماً بدل الدمع على رحيل الأكرم منا جميعاً، أبناؤنا في غزة و جبل النار وجنين وأريحا والقدس، أجهشنا بكاء على أنفسنا، على حالنا المأساوي الذي وصلنا إليه، على مستوى الانحطاط الذي نعيشه واقعاً متجسداً في صمت بلداننا العربية والإسلامية !!!!!!! ورغم جحيم العدوان، سنظل ندفع الدماء دفاعاً عن شرف الأمة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ؟!!!!وذوي القربى ، على هذا الحال متفرجين، صامتين، بلا أحرف تعبر عما في دواخلنا بما يحرق أفئدتنا، بلا كلمات، بلا روح، بلا جسد، بلا معنى لوجودنا،حتى الشجب والاستنكار رحل وبلا عودة، نحن نصرخ، سامحهم الله، فلا أحد يبالي، العصا الأمريكية غليظة، والحال يرثى له و كل عروبي كأنه يعيش في غرفة عازلةٍ للصوت لا يسمع إلا ما يشاء وما يريد، فلسطين تذبح من الوريد الى الوريد، و بلداننا العربية والإسلامية متفرجين، صامتين، يا لعارهم، ويا لبشاعتهم، نعيش اللحظات الحرجة من التاريخ ولكننا شامخين،أعزاء، عظماء، أما هم ، غير مدركين بأنه قد يكون الغد لهم، العالم المنافق يصمت و بلا ضمير، ولا يحق لنا بأن ننطق بحرف، لكي لا نعكر مزاجهم وهم مستمتعون ومتحمسون بالمشاهد، حكامنا لا أعلم أين هم؟! هل أدركهم السبات ؟!!!! أم هم في غفلة وعن نصرة شعبنا الفلسطيني معرضون؟! وإلى أي مستوى من الانحطاط وصلنا إليه بأن تقصف البيوت في غزة نابلس وجنين من قبل العدوان الغاشم الصهيوني الإرهابي النازي وهم صامتون، والعالم أجمع يغط في صمته وكأن حدود الإنسانية وصلت إلى هنا ثم انتهت، أصبحوا شعوباً تحكمهم أشباه الرجال ويصفقون لهم، ذوي القربى لا يعلمون والله إن أمهات الشهداء يحملن نعوش أبنائهن والعالم كله رأى أم إبراهيم( المرأة النابلسية ) التي خرجت وهى تحمل نعش أبنها الشهيد، لم تخرج إلا لتوضح للعالم الكافر أن العالم يرتدي لباس العار، لباس النفاق، وأن فلسطين رُسمت بدماء الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والأرض والعرض على صدورنا، لتبقى لعنة ترافقهم إلى آخر الزمن هم لا يتذكرون المعتصم عندما حرك جيوشاً كاملة عندما صرخت امرأة من نساء المسلمين؟! و كم سمعوا من صرخات وآهات، ولم يحركوا ساكناً مدعين بأننا نوفيهم حقهم بالدعاء! وتقاطر الحزن لآلام وفراق الشهداء الأطهار، فردّد قلبي الحزين باحتراق، كيف للقلب أن ينساكم يا من في الفؤاد سكناكم. ما أصعب أن تعيش في ألم ووجع، وجع لا تحتمله الجبال، بكى الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ، على استشهاد أبنائه لكن العرب اشقاؤنا ، صمتوا، حقاً: قالها الشاعر نزار قباني
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً وأطعموها سخيف القول والخطبا

 

مركز فلسطين: ارتفاع أعداد الأسرى المحكومين بالسجن مدى الحياة الى 556 أسيراً

 

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى بأن أعداد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة في سجون الاحتلال
ارتفعت لتصل إلى (556) أسيرا، وذلك بعد أن أصدرت محاكم الاحتلال اليوم احكام بالسجن المؤبد بحق أسيرين من جنين. وأوضح الباحث " رياض الأشقر"  مدير المركز أن محكمة الاحتلال العسكرية أصدرت يوم الثلاثاء الموافق 16/5/2023 أحكام بالسجن المؤبد مدى الحياة المضاعف أربع مرات إضافة الى 20 عاماً بحق الأسيرين أسعد يوسف الرفاعي، (20 عاماً) وصبحي عماد صبيحات، (21 عاماً) من بلدة رمانة قضاء جنين . واضاف الاشقر ان قوات الاحتلال كانت اعتقلت " صبيحات، والرفاعى" فى الثامن من مايو العام الماضي بعد مطاردة استمرت 3 أيام، إثر تنفيذ عملية طعن فى منطقة إلعاد أدت الى مقتل 4 مستوطنين وإصابة 3 آخرين، حيث تم اعتقالهم في أحراش قريبة من المنطقة التي حدثت فيها العملية ونقلا الى التحقيق واليوم تم اصدار احكام بالسجن المؤبد مدى الحياة بحقهما 4 مرات وكانت سلطات الاحتلال هدمت منازل ذويهم في أغسطس من العام الماضي. وقال الأشقر أن عدد من الأسرى المحكومين بالمؤبد معتقلين منذ ما يزيد عن 25 عاماً وهم الأسرى القدامى، وعشرات الاسرى الآخرين معتقلين منذ ما يزيد عن 20 عاماً، حيث ان غالبية عمداء الأسرى يقضون احكام بالسجن المؤبد مدى الحياة. وبيَّن الأشقر إلى ان حكم المؤبد هو حكم بالسجن مدى الحياة ويحدده الاحتلال ب 99 عام (مؤبد عسكري)، ويفرضه الاحتلال على الأسرى الأمنيين الذين يتهمهم بقتل إسرائيليين سواء كانوا مستوطنين أو جنود، وكذلك على المسئولين عن توجيه العمليات الاستشهادية التي أدت إلى مقتل إسرائيليين.

 

القائد الأسير حسن سلامة يدخل عامه الـ28 في سجون الاحتلال

 

نادي الأسير: يدخل الأسير القائد حسن سلامة عامه الـ28 في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وهو من عمداء وقدامى الأسرى، ومن أبرز قيادات الحركة الأسيرة، وبلغت مجموع سنوات اعتقاله 29 عامًا، حيث أمضى قبل اعتقاله الحالي، عامين في سجون الاحتلال.
ولد القائد سلامة في التاسع من آب عام 1971، وهو من مدينة خان يونس، انخرط القائد سلامة في المسيرة النضالية في مرحلة مبكرة، وقد واجه الاعتقال مرات عديدة خلال الانتفاضة الأولى، وكان غالبية اعتقالاته في تلك المرحلة اعتقالات إداريّة، كما وتعرض لإصابة في حينه. ولفت نادي الأسير إلى أنّ الأسير سلامة، اُعتقل عام 1996، وبعد مسيرة نضالية طويلة، أثناء تواجده في مدينة الخليل، وأصيب في حينه برصاص الاحتلال، ومكث فترة في إحدى المستشفيات المدنية التابعة للاحتلال. وعقب اعتقاله واجه تحقيقًا قاسيًا وطويلًا وعمليات تعذيب، واستمر التّحقيق معه لنحو أربعة شهور، ولاحقًا حكم عليه الاحتلال عام 1997، بالسّجن الفعلي 48 مؤبدًا، وهو ثالث أعلى حكم من بين الأسرى المؤبدات، بعد الأسيرين القائدين (عبد الله البرغوثي، وإبراهيم حامد). تعرض الأسير سلامة للعزل الإنفرادي استمر نحو 14 عامًا على مرحلتين، وانتهى عزله بعد إضراب نفّذه الأسرى عام 2012، وخلال سنوات اعتقاله عقد قرانه على الأسيرة المحررة غفران زامل وكان ذلك عام 2010. خلال سنوات أسره الطويلة لم تتمكن عائلته من زيارته سوى مرتان، كما أن الاحتلال يواصل حرمان زوجته غفران زامل من زيارته منذ عقد قرانهما. كما وأصدر خلال سنوات اعتقاله عدة إصدارات آخرها، خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ (ملحمة 14 عامًا في زنازين العزل الصهيونية).

 

هيئة الأسرى تطالب بإنقاذ حياة الأسرى المرضى في مستشفى "سجن الرملة"

 

طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين منظمة الصحة العالمية بالتوجه الفوري الى مستشفى "سجن الرملة" الإسرائيلي، لإنقاذ حياة أسرانا المرضى الذين ينتظرون الموت، في ظل الإهمال الطبي والجرائم الطبية التي تمارس بحقهم. وقالت الهيئة، في بيان، "على المنظمة ، أن تباشر بإعداد طاقم طبي متخصص، وأن تنتزع صلاحياتها في الوصول الى الأسرى المرضى في تلك المستشفى، وأن يجري طاقمها الفحوصات الطبية اللازمة والتشخيصات لكافة الأسرى والمعتقلين الذين يحتجزون في هذا المكان، لخطورة حالاتهم المرضية، وأن تكتب تقارير واضحة تعري الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه بحق أبطالنا العزل".

وأوضحت، أن المعاناة لم تقتصر فقط على الجوانب المرضية والعلاجية والادوية الروتينية والمسكنات، بل تعدت ذلك لتطال
الامور الحياتية والشخصية، ما يجعل من هذا الاحتجاز جريمة حقيقية يجب أن يحاسب قادة الاحتلال عليها، تحديدا وأنها تمارس بحق مرضى مصابين بأمراض مزمنة، أو ممن تعرضوا لإعاقة جراء إطلاق النار عليهم بشكل مباشر. وأبرزت الهيئة جملة من مخاوف ومطالب الأسرى في هذا المكان، الذي يفتقد لكل المقومات العلاجية والحياتية والإنسانية والأخلاقية، وهي على النحو التالي:
1. الأوضاع الصحية والنفسية صعبة ومعقدة، تحديدا حالة الأسيرين المصابين بالسرطان وليد دقة وعاصف الرفاعي، حيث هناك مطالبات بضرورة تواصلهم اليومي مع اهاليهم.
2. السماح بإدخال الملابس التي يحتاجها الأسرى المرضى.
3. إخراج الأسيرتين فاطمة شاهين وعطاف جرادات من قسم السجينات المدنيات.
4. وقف تدخلات وإشراف الاسرى الجنائيين على عمليات الطبخ وتوزيعها على الاسرى وتحديدا المرضى.
5. السماح بإدخال الكانتينا لكافة الأسرى المرضى وليس لجزء منهم، ومراعاة نوعية الاكل التي تتناسب مع امراضهم.
6. تكثيف الطاقم المشرف على الأسرى المرضى، للتخفيف من الضغط على الاسيرين البطلين اياد رضوان وسامر أبو دياك.
وأكدت الهيئة أنه وفي سبيل كل ما سبق، سيبدأ الأسرى المرضى خطوات نضالية، حيث سيقوم الأسيران وليد وعاصف بإرجاع
الوجبات والأدوية حتى يتم التواصل مع أهاليهما عن طريق الهاتف على الأقل، وسيتوسع ذلك مع مرور الايام في حال لم يكن هناك تجاوب لمطالبهما.

 

 

الاحتلال يُجدد الاعتقال الإداريّ بحقّ المعتقل خالد النوابيت رغم وضعه الصحي الصعب

 

أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمر اعتقال إداريّ جديد مدته 6 شهور، بحقّ المعتقل خالد النوابيت (44 عامًا) من بلدة برقة/رام الله.

وقال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ المعتقل النوابيت والذي يعاني من مشاكل حادة بالقلب، اُعتقل في شهر تشرين الثاني 2022،
وحوّل إلى الاعتقال الإداريّ، رغم وضعه الصحيّ الصعب، وحاجته الماسة إلى إجراء عملية قلب مفتوح، حيث كانت مقررة له قبل الاعتقال. وأضاف نادي الأسير، أنّ المعتقل النوابيت ومنذ اعتقاله، يواجه جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، حيث تتعمد إدارة السّجون، المماطلة في متابعة وضعه الصحيّ. وعلى مدار الفترة الماضية، تفاقم وضعه الصحيّ، وبدأ يعاني من أعراض جديدة تزداد حدتها مع مرور الوقت.

ورغم المطالبات العديدة منذ اعتقاله، لتوفير العلاج له، والأهم إنهاء اعتقاله التّعسفيّ، إلا أنّ سلطات الاحتلال
تُصر على جريمتها المتمثلة باستمرار اعتقاله بذريعة وجود (ملف سرّي). وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير، وحياة المعتقل الإداريّ النوابيت القابع في سجن (عوفر)، وطالب مجددًا بضرورة إنهاء اعتقاله التّعسفيّ، ليتمكن من متابعة علاجه قبل فوات الأوان. يُذكر أنّ النوابيت هو أسير سابق، أمضى نحو (7) سنوات في سجون الاحتلال على فترات، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء. وأكّد نادي الأسير، أن سلطات الاحتلال تواصل التّصعيد من جريمة الاعتقال الإداريّ، والتي طالت المرضى، والأطفال، والنّساء، وكبار السّن، وتجاوز عدد المعتقلين الإداريين، الألف معتقل بينهم أسيرتان، و7 أطفال، وهذه النّسبة هي الأعلى منذ عام 2003.

 

الاحتلال يعزل 3 أسرى من بيت لحم في ظروف مشددة

 

تقرير: نجيب فراج-بيت لحم-القدس


أقدمت سلطات الاحتلال الصهيونى، على عزل ثلاثة أسرى في زنازين سجن النقب الصحراوي في ظروف مشددة بعد الاعتداء عليهم من قبل قوات الشاباص.

وبحسب مصادر لـ"القدس" دوت كوم، فإن الأسرى، هم أدهم جمال فراج من مخيم الدهيشة وجيفارا أحمد صلاح، وسيد صبيح من سكان بلدة الخضر إلى الجنوب من مدينة بيت لحم.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن قرار عزل الشبان الثلاثة جاءت في أعقاب نقلهم من سجني نفحة والنقب الصحراويان إلى محكمة عوفر العسكرية وذلك للنظر في قضية الأسيرين فراج وصلاح المعتقلان منذ أشهر طويلة وهما بانتظار قرار الحكم و لا زالا موقوفين وكذلك للنظر في استئناف الأسير صبيح المعتقل إداريًا منذ ثمانية أشهر وقد أحضر من سجن النقب الصحراوي. وتم الاعتداء على الأسرى، وهم في غرفة الانتظار التابعة لمحكمة عوفر، وقد أبلغ فراج عائلته وهم في قاعة المحكمة، وقد جرى الاعتداء عليه وعلى زميليه، وبعد الانتهاء من جلسة المحاكمة جرى عزلهم في زنازين سجن النقب لمدة 21 يوما بدأت من العاشر من الشهر الجاري.

 

الاحتلال يمدد اعتقال الجريح الزغير

 

مددت المحكمة العسكرية للاحتلال في (عوفر)، اعتقال المعتقل الجريح محمد الزغير (31 عامًا) من الخليل، حتى 13/6/2023، وذلك رغم وضعه الصحيّ، وحاجته الماسة للمتابعة الصحيّة. وذكر نادي الأسير، أن المعتقل الزغير يعاني من حروق شديدة وبالغة، أصيب بها وهو طفل خلال انتفاضة الأقصى عام 2002، حينها كان يبلغ من العمر عشرة أعوام، وتسببت له بتشوهات، وإعاقات في يديه نتيجة للإصابات البالغة التي تعرض لها في حينه، خضع لعشرات العمليات الجراحية والتجميلية على مدار السنوات الماضية، وما يزال يعاني من تقرحات شديدة في جسده، وهو بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة، وعلاج بشكل مستمر. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الزغير، في التاسع من أيار الجاري من منزله، علمًا أنّه متزوج وأب لأربعة أبناء.

 

رغم الزرد والأبواب المغلقة!

 

بقلم: حسن حميد


أجل، ثمة كتب بشرية، لم تكتبها الأحبار والأقلام، بل نقشتها العقول لتبقى حيّة موّارة بالجميل الآبد، والحقّاني السّرمدي، لأنّ ما قالته هو حياة وأوفى، وما أشارت إليه هو انتباهات الفطنة وأزيد، وما حلمت به يكاد يكون غاية غايات الدنيا وأبعد! من هذه الكتب الشّاهقة في قيمتها كتابا الإغريق، الإلياذة، والأوذيسة، وهما كتابان لضفتي الحياة التي يعيش البشر لأجلهما، أعني الكرامة حين تُمسّ بأذى، أو تُهدد بخطر، فقد جسّدت الإلياذة سعي الإغريق لاستعادة الكرامة التي مسّها العطبُ حين خطفت (هيلين) فكانت المرأة، وللمرّة الأولى في التاريخ، مرآة للكرامة،وسعياً لاستعادتها؛ وكانت الأوذيسة الضفة الأخرى للحياة كلّها، أعني المكان (إيثاكا) مملكة أوليسس! والمدهش في الكتابين معاً هو أنّ الزمن كان متماثلاً في كلتا الضفتين، عشر سنوات أمضاها الإغريق في استعادةالكرامة، وهيالزمن الفيزيائي الذي عاشوه طوال حرب شرسة كانت صورتها الأبدى في الفقد، والخراب، وتعطيل الحياة، وعشر سنوات أمضاها ملك (إيثاكا) أوليسس وهو يحاول العودة إلى المكان! لقد كانت الكرامة حلماً كبيراً وشاسعاً في (الإلياذة) وكان المكان حلماً كبيراً وشاسعاً في (الأوذيسة) أيضاً، وكلاهما، الكرامة والمكان، شكّلا اجتماع حياة الإغريق تمثيلاً للوعي بالحياة، وعشقاً للمكان. أقول هذا، وأشير إليه، في هذه الآونة، وأنا أقرأ المدونة الأدبية التي يكتبها أسرانا في سجون عدونا الإسرائيلي ومعتقلاته، فلا أجد فيها سوى هاتين الضفتين: الكرامة والمكان، وتلازمهما المكين، وهما تحتضنان وعي الذات الفلسطينية، فالزمن الفيزيائي الذي يعيشه الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، هو زمن أطول من الصبر، وأثقل من الحديد المصهور، وهو زمن مرفوع على كفّ لم تعرف الرّجفة، رغم ما واجهته، وعرفته، وعانت منه! إنه زمن يزهو بالمعنىلأنه مصروف من أجل استعادة الكرامة، أما المكان الذي لا تعريف له، ولا صورة، لدى أسرانا سوى الوطن، فهو ما يحتضنونه، وما يدورن حوله، لأنه صفوة المعنى، وما يعيشون من أجله، لأنه هو الغاية الجليلة، وذروة الأحلام، ففي المكان يربخ التاريخ والعمران، وفيه تتجول الآداب والفنون، ومن أقصاه إلى أقصاه يتعالى نشيد صادح في: موطني، موطني! مدونة الآداب والفنون التي يعملعليها أسرانا في معتقلات عدونا الإسرائيلي، مدونة باذخة في الرفعة والسمو والقيمة والرؤية، فهم لا يكتبون عن جروحهم، والأذيات التي يتعرضون لها داخل زنازينعدوهم ، قدر ما يكتبون عن الكرامة الفلسطينية التي استهدفها الإسرائيلي منذ أول مستوطنة، ومنذ أول مجزرة، ومنذ أول ظهور لتوحشه الباطش، إنهم وحين يشيرون إلى صبرهم وصمودهم، وتعايشهم مع كرّ سنوات العمر داخل الزنازين، إنما يشيرون إلى الكرامة التي أوقفوا حياتهم لأجلها كيما يستعيدوها كاملةً! سجناء فلسطينيون، أحاطت بهم الأحكام المؤبدة المتعددة في أطوارها، ومع ذلك يكتبون عن الكرامة لأنها هي الحياة، ويمدّون الأشواقدروباً نحو المكان لأنه هو الوطن بتمامه واكتماله، إنها الفذاذة التي تتجاوز غايات الجسد المألوم الذييراد له أن ينطفئ كي تنطفئ جذوة الكرامة، وهي الفذاذة التي تستبقي في جرارها الحنينَ والأشواقَللمكان الذي صانته أرواح الأجداد ليكون معنى السيادة وغايتها! لقد أراد عدونا الإسرائيلي أن يجعل معتقلاته، وقد تكاثرتكالفطر المسموم، هاديساً آخر يشبه هاديس الإغريق، أيّ من يدخل إليه لا يخرج أبداً، لكن،ها هي، عزائم أسرانا، تخرجكتباً وفنوناً على شكل روايات، وأشعار، وسير ذاتية، ولوحات، في كلّ منها حياةٌ ماتعة في جولانها، وقولاتها، وغاياتها، وأحلامها الباحثة عن الكرامة ، وقد أُريد لها أن تُثلم، وعن المكان الذي أُريد له أن
يُسرق ويُنهب! اليوم، وفي كلّ ما يكتبه الأسرى داخل زنازينعدونا، وهم يعانون ويعانون، خلاصةُ حلمنا كي نرى الضفتين: الكرامة وقد غدت حقولاً، وقرى، ودور عبادة، وأعراضاً، ومعنى، و الضفة الثانية: هي المكان الذي غدا كتاباً لمضايفات الأجيال المحروسة بأفعالهم البهّارة! إنهما معاً، الكرامة والمكان، عشقنا المورق الظّليل الذي يطلّ علينا من خلف قضبان السّجان الإسرائيلي شمساً لا أبهى ولا أجمل.. رغم زرده وأبوابه المغلقة!

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services