40

0

جامع الجزائر يحتفي بخريجي الدكتوراه وحفظة القرآن من “دار القرآن”

احتضن مدرج الدكتور عبد الهادي لعقاب بجامع الجزائر، اليوم الأربعاء، فعاليات احتفالية نهاية التكوين الدكتورالي في المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية “دار القرآن”، بحضور السادة العلماء والأساتذة، وطلاب العلم وطالباته .

شروق طالب 

 

افتتح الحفل بكلمة عميد جامع الجزائر فضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، الذي بارك هذه اللحظة  المميزة، مُوجها كلمة تقدير وإشادة إلى كل من ساهم في هذه المؤسسة العلمية المباركة، من إدارة المدرسة، ومجلسها العلمي، وهيئتها التدريسية، والقائمين على شؤونها، معربا عن سروره بهذه المناسبة التي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، لغة القرآن والمعرفة.

وأكد في كلمته أن هذه الاحتفالية تمثل ختام فترة تكوينية مليئة بالجهد والاجتهاد والتضحية، تمخضت بفضل الله – عز وجل – ثم بتعاون جميع الأطراف، عن نتائج مشرفة وثمار علمية ونفسية وروحية نرجو أن تتواصل في قادم الأيام، وأن تسهم في بناء أجيال من العلماء والباحثين القادرين على حمل رسالة القرآن والعلم في مجتمعنا.

وأشار العميد إلى الجهود الكبيرة التي بذلت منذ تأسيس دار القرآن، التي أُعدت مؤسسة لا تقتصر على المنهج الأكاديمي فحسب، بل تربط المرجعية القرآنية بالبحث العلمي، والأخلاق بحياة العلم وسلوكه، وهو ما جعلها مشروعا حضاريا يستقطب اهتمام الباحثين من داخل الوطن وخارجه، ويطرح السؤال عن سبل الانضمام إليها لما تميزت به من رسوخ علمي وأصالة منهجية.

وأوضح أن حفظ القرآن الكريم ليس مجرد شرط شكلي، بل هو ركيزة أساسية تؤسس لعلمٍ ينبع من ضوء الكتاب الكريم، ويترجم ذلك إلى بحثٍ علمي رصين، يواكب تطلعات الأمة ويعالج قضاياها بروح إيمانية ومنهجية علمية سليمة.

كما نوه بالتجربة التأسيسية الأولى التي خاضتها الدفعة الأولى من الطلبة، والتي شكلت مسيرة تأسيسية مليئة بالتحديات والتجارب والتنظيم العلمي الرصين، مؤكدا أن كل هذه التجارب كانت دروسا عملية تثري المستقبل وتعزز من جودة التكوين القادم.

وشدد العميد على أن الدكتوراه في دار القرآن ليست شهادة عابرة، بل مسار حياة علمية ومسؤولية مستقبلية تجاه الأمة، وأن الهدف ليس التنافس فقط، بل الإعداد لعلماء يحملون مشعل العلم والمعرفة والوسطية والتفتح.

 

دار القرآن تعلن فتح مرحلة الماستر والدكتوراه للطلبة الدوليين مع منح الأولوية للطلبة الأفارقة 

وفي هذا الشأن، كشف عميد جامع الجزائر عن الاستعدادات الجارية لاستقبال الدفعة القادمة من الطلبة، مشيرا إلى أن مدرسة “دار القرآن” ستفتح – بإذن الله – استثناءً للطلبة الدوليين، وذلك من خلال برنامج الماستر الذي من المتوقع انطلاقه في شهر فبراير القادم.

ولفت أن مجمل المناصب البيداغوجية في مرحلة الدكتوراه قد تم تحديدها، كما تم منح أولوية خاصة للطلبة القادمين من البلدان الإفريقية، انسجاما مع رؤية المؤسسة في تعزيز التعاون الإنساني والثقافي والعلمي مع الأشقاء في إفريقيا.

وأشار العميد إلى أن المدرسة تسعى إلى إعداد جيل متكامل من طلاب العلم، جيل يفهم دينه، يصلحه، ويعمل به في واقعه، جيل قوي في عقيدته، راسخ في علمه، سامٍ في أخلاقه، وهو الجيل الذي تحتاجه الأمة اليوم؛ جيل يكسر شوكة السلبية، ويردالفوضى في الأفكار والآراء، ويحمي المجتمع من انحراف السلوك.

ودعا الطلبة والطالبات إلى أن يكونوا جنود العلم في الحاضر، وجنود العمل في المستقبل، وأن يكونوا السواعد التي تبني وترفع الأمة بالعلم والعمل الصالح، سائلا الله العلي العظيم أن يبارك في جهودهم ويحفظهم، وأن يجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين.

في ختام كلمته، قدم العميد التهاني الحارة للطلبة والطالبات الذين أنهوا حفظ القرآن الكريم خلال فترة التكوين – أقل من سنتين منذ الافتتاح – وذكر بعضهم بأسماء، متمنيا لهم دوام التوفيق والسداد، وأن يجعل الله هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يكتب لهم ولرفاقهم الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة.

حفظ القرآن والتفوق الأكاديمي ركيزتان في مشروع مدرسة القرآن

ومن جهته أكد عبد القادر بن عزوز مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية، أن النجاح الذي حققه الطلبة خلال العامين الماضيين جاء بفضل الله أولا، ثم بدعم وإشراف عمادة جامعة الجزائر ومؤسسات جامع الجزائر والشركاء المعنيين بالتكوين العلمي والثقافي.

وأشار إلى أن الطلبة سجلوا حضورا مشرفا في الندوات والمؤتمرات الوطنية والدولية، وحقق بعضهم درجات التنويه والتكريم، بينما حصل آخرون على شرف تاج الوقار في حفظ كتاب الله. 

وأضاف أن العديد من الطلبة تميزوا في مؤسسات أخرى، محققين إنجازات علمية وفكرية لافتة، مشددا على أن انتهاء الدراسة النظرية لا يعني الانقطاع عن المدرسة، مشيرا أن هناك برامج متابعة وملتقيات علمية، بالإضافة إلى المشاركة في منصة المقرأة القرآنية لضمان استمرار حفظ القرآن وتطوير المهارات العلمية والثقافية للطلبة.

ودعا بن عزوز الطلبة إلى الاستمرار في الاجتهاد، والمحافظة على القيم الإسلامية الأصيلة، وتعزيز روح التعاون والانفتاح على العلم والمعرفة، ليكونوا سفراء متميزين لمدرسة القرآن ووطنهم.

كما توجه بالشكر لكل من ساهم في نجاح هذا التكوين العلمي، من الوزارة ، وعمادة جامعة الجزائر، وإطارات المدرسة، والمؤسسات الأمنية والحماية المدنية.

مقاربة تكاملية في التكوين تجمع بين الأصالة والمعاصرة

ومن جانبه، أشاد ممثل مسؤولي شعب التكوين في الدكتوراه، البروفيسور مصطفى عشوي، باسم جميع أساتذة المدرسة، بجهود طلبة “دار القرآن”، الذين اتصفوا بالاجتهاد والانضباط في تحصيل العلم، فضلا عن تميزهم في تجسيد مشاريع التكوين في الدكتوراه بتخصصاتها المتنوعة، ومناهجها وبرامجها العلمية التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة والإبداع والابتكار.

وأوضح عشوي أن هذا التكوين يقوم على منهجٍ تكاملي بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية، مشيرًا إلى أن طلبة تخصص علم النفس، على سبيل المثال، يدرسون مواد في العلوم الشرعية، من بينها مقاصد الشريعة بصفة عامة، ومقاصد الشريعة والعلوم الاجتماعية بصفة خاصة.

كما يدرسون مواد متعلقة بالحضارة الإسلامية والتراث الإسلامي عامة، إضافة إلى دراسة أحدث نظريات وتطبيقات علم النفس في ثلاثة تخصصات.

ونوه عشوي إلى أن جميع التخصصات تدرس مواد مشتركة، وذلك لإكساب الطلبة عدة مهارات، من بينها مهارات التفكير الناقد والإبداع، ومهارة اللغة الإنجليزية.

وأشار إلى أن هذا التكوين يعتمد مقاربة منهجية متكاملة تقوم عليها برامج متعددة، تشمل المقرر الدراسي، والندوات، والورش العلمية، فضلًا عن النقاش الأكاديمي الموضوعي الذي يهدف إلى اكتشاف قدرات الطلبة ومزاياهم التنافسية في إطار علم الإدارة.

كما استعرض عشوي أن المعرفة في “دار القرآن” تنطلق من القرآن الكريم والحديث الشريف، ومن فلسفة المعرفة الحديثة، مرورا بالتركيز على المقاربة التكاملية بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية، وصولا إلى تتويج مسار التخرج بحفظ القرآن الكريم.

وأضاف أن هذه المزايا وغيرها جاءت نتيجة لتضافر وتآزر جهود عدة جهات، في مقدمتها دعم رئاسة الجمهورية وعمادة جامع الجزائر، إلى جانب جهود الأساتذة والمشرفين على تكوين وتأطير الطلبة.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services