428

0

جاليتنا المسلمة تطالب حكوماتها بعدم التواطؤ في محرقة الإبادة الجماعية لشعب فلسطين

"صيحة في واد، ونفخة في رماد، إن ذهبت اليوم مع الريح، فستأتي غداً بالأوتاد ..!! "

 

 

محمد مصطفى حابس : جنيف / سويسرا

 

مرة أخرى يقف القاصي و الداني على هذه الحقيقة المرة التي يصعب على أي آدمي اجترارها خاصة جاليتنا المسلمة في الغرب التي عايشت و تعيش في مناخ ديمقراطي نوعا ما، كيف نفر والتف حكام الغرب بغثهم و سمينهم مدججين بأفتك الأسلحة في مساندة مطلقة عمياء دعما لكيان بني صهيون، و لم يعبؤون لا بمظاهراتنا و تجمعاتنا و لا بصيحاتنا لا بعويلنا .. وقد تبادر لذهني عدة مرات مقولة الرئيس الجزائري الأسبق  المرحوم هواري بومدين" الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" ، فإن قالها هو و من بعده من القادة في مرحلة ما، و في ظروف ما، مجرد كلمات في مناسبات في سبعينات القرن الماضي  .. إلا أني اقتنعت اليوم أن دول الغرب تطبق هذا الشعار  حرفيا ممارسة و سلوكا وتطبيقا، فاليوم الدولة العبرية هي القوة الذرية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، تدوس على كل الشرائع، تقوم بمجازر في صفوف العزل في غزة السجن الكبير المفتوح بقصف عشوائي من السماء و من البر و البحر، لا تفرق بين شجر ولا حجر !! إنها حقا محرقة يشيب لها الولدان، و الغرب يبرر كل هذا الجنون بمبررات أوهن من بيت العنكبوت مفادها "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"... أما ما يقال عن الحشم و الخدم من حكام العرب حول الصداقة المزعومة بين بعض دول الخليج والغرب، إذ يصدق فينا بحق المثل الألماني المشهور :" صداقة الثعلب مع الأرنب تنتهي عندما يجوع"، و سيأتي دورهم ، واحدا واحدا، يومها سيجترون بمرارة و ندم، نعي يافطة كتب عليها " أكلت يوم أكل الثور الأبيض".

 

و اليوم حكام الغرب، لم يكتفوا بدعمهم لإسرائيل في ميدان فحسب، و لم يكتفوا بالدعم الإعلامي و الإغاثي لإسرائيل، بل ذهبوا لأبعد من ذلك في دولهم، لما لاحظوا عدد المظاهرات بالآلاف في العالم التي تدعو لنجدة غزة و شعب فلسطين ، فقدروا و دبروا أن يخرج الحكام وأحزاب السلطة لنجدة " الجالية اليهودية"، في فرنسا "ضد السامية" ، حيث دعا رئيسا مجلسي الشيوخ والنواب الفرنسيين الثلاثاء إلى "مسيرة كبرى" الأحد 12 نوفمبر في باريس رفضاً لمعاداة السامية، على وقع تصاعد الأعمال ضد اليهود في البلاد منذ اندلاع الحرب بين اسرائيل وحركة حماس.

 

مسيرة من أجل الجمهورية وضد معاداة السامية؟؟

وكتبت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون-بيفيه  (اليهودية) المنتمية إلى الحزب الرئاسي ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه المنتمي إلى المعارضة اليمينية في مقال مشترك: "مسيرة من أجل الجمهورية وضد معاداة السامية. مسيرة من أجل فرنسا حقوق الإنسان ومن أجل الأمة متحدة. مسيرة للمواطنين للتنديد بمن يحملون الكراهية. مسيرة من أجل الإفراج عن الرهائن وبينهم ثمانية من مواطنينا"، طبعا في نفس الموضوع تمنع مسيرات عديدة لأناس يحملون فقط العلم الفلسطيني !!".

 

وفي المقال الذي نشرته صحيفة لوفيغارو و الحوار الذي أدارته قناة " تي أف 1" البارحة ليلة الأربعاء 8 نوفمبر، أعرب المسؤولان عن قلقهما خصوصاً حيال الأعمال المعادية للسامية التي "تتكرر في شكل خطير" في فرنسا منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، إثر توغل غير مسبوق لمقاتلي الحركة الفلسطينية داخل الأراضي الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة المحاصر.

 

واضاف المسؤولان "خلال أربعة اسابيع بالكاد، (سجل) أكثر من ألف عمل، ما يعني مرتين أكثر من (الأفعال) التي سجلت طوال العام2022 ".. أما  السماح بمسيرة نجدة أطفال غزة ونساء غزة الذين يموتون يوميا و بالعشرات..، ليس فقط فرنسا وبعض الدول الأوروبية تمنعها بل تحاكم بعض القائمين عليها، بدعوة "الكراهية لليهود."

 

منذ شهر و المسلمون يتابعون بقلق بالغ مذبحة غزة !!

 

منذ أكثر من شهر و جاليتنا تتابع بقلق بالغ المذبحة التي يتعرض لها السكان الفلسطينيون في غزة، والتي تجاوزت حتى الآن عشرة آلاف شهيد، 70% منهم من الأطفال والنساء، على أيدي قوات الاحتلال، وأكثر من 150 شهيدا في الضفة الغربية على أيدي المستوطنين وجنود الاحتلال. إن جنون الحكومة العبرية يهدف إلى تدمير قطاع غزة بأكمله وتهجير أهله، فهجماتها المدمّرة موجهة ضد السكان المدنيين والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبنية التحتية الحيوية، بنفس الطريقة التي أمرت سلطاتها السياسية والعسكرية بحرمان السكان من مياه الشرب والغذاء والدواء والكهرباء والاتصالات، وكلها تعتبر جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.

وقد صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، السيّد أنطونيو غوتيريش، عما يعرفه الجميع، أن العمل الحربي الذي قامت به حماس في 7 أكتوبر لم يأت من العدم؛ إنه لا يمكن إبقاء السكان محتجزين في أكبر سجن مفتوح في العالم لسنوات تمتد لعقدين واخضاعهم للإذلال المستمر، والسيطرة الحديدية على كل سبل العيش حتى أصبح قطاع غزة غير صالح لبقاء الإنسان على قيد الحياة، كما وصف سيادته القطاع بمقبرة للأطفال، و التقارير الدولية لهيئة الأمم المتحدة تثبت كلّ هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال منذ عقود.

 

أمام هذه الجرائم الخطيرة التي ترتكبها جيوش الصهيونية العالمية:

 

وأمام هذه الجرائم الخطيرة التي ترتكبها جيوش الدولة الصهيونية أمام أعيننا وأمام الكاميرات وتواطؤ الولايات المتحدة والقوى الأوروبية، وعجز المنظمات الدولية والدول العربية عن وقف الإبادة الجماعية، عبرت جاليتنا في أوروبا عن إدانتها للكيل بمكيالين، من جهتها الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية بإسبانيا، وزعت بيانا بلغات عدة جاء فيه على الخصوص يلي:

1. إدانتها الشديدة لقتل أي مدني سواء كان فلسطينيا أو إسرائيليا.

2. إدانتها للإبادة الجماعية المخططة التي تنفذها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة، وكذلك في القدس الشرقية والضفة الغربية.

3. إدانتها واستنكارها لحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لتواطؤها الإجرامي في التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين، اليوم ومنذ أكثر من 80 عاماً. الفلسطينيون ليسوا مسؤولين عن المحرقة اليهودية، وليس عليهم دفع ثمن جرائم النازيين والعنصريين الأوروبيين المعادين للسامية.

4. إدانتها للأكاذيب والتلاعبات التي يمارسها بعض السياسيين والعديد من وسائل الإعلام بشأن احتلال فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة إبادته.

5. إسرائيل لا تريد السلام ولم ترغب في السلام قط. لقد تم الكشف عن مشروعها الاستعماري التوسعي أكثر من مرة، ولا هدف لهجماتها الإجرامية والعشوائية ضدّ سكان غزة سوى طردهم من أراضيهم وارتكاب جريمة الإبادة الجماعية مرة أخرى.

6. لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يكون ضحية مزدوجة، ضحية للاحتلال والإبادة الجماعية وضحية اللوم والاتهام بالإرهاب لمقاومته الاحتلال وطرده من أرضه.

          مصطردين بقولهم "هذا وكما نريد أن نعرب عن قلقنا العميق تجاه الضحايا، نعرب أيضًا عن قلقنا العميق بشأن السلام والأمن العالميين، لأنه إذا لم يتم علاج هذا الوضع الحالي ووقف الحرب فورا وإنهاء الاحتلال، فإن حربا عالمية ثالثة ستحصدنا جميعا؛ عندها لن تجدي الشكوى ولن ينفع الندم ولا اللوم لِم لَم نوقف هذا الجنون في الوقت المناسب".

 

وعليه، تطالب جاليتنا المسلمة حكوماتنا والمفوضية الأوروبية بما يلي:

1. إلزام الأطراف بوقف الأعمال العدائية بشكل كامل فورا والبدء في مفاوضات جادة وحاسمة لحل هذا التهديد للسلام العالمي.

2. إجبار الدولة العبرية على وقف قصفها والانسحاب من الأراضي المحتلة واحترام كافة قرارات الأمم المتحدة بشأن الصراع. من أجل التوصل إلى حل نهائي.

3. الاعتراف فوراً بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات سيادة كاملة على أراضيها المعترف بها دولياً.

4. قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وغيرها مع إسرائيل إذا قاومت الضغوط القانونية المشروعة لاحترام القانون الدولي واحترام حقوق الشعب الفلسطيني.

5. استعادة قانون القضاء الدولي، لمحاكمة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا وما زالوا يرتكبون جرائم في فلسطين وإسرائيل على قدم المساواة، أو تقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

6. مقاطعة الشركات والمؤسسات والمنظمات والشخصيات المتعاونة مع سياسات الاحتلال والتوسع الصهيوني في الأراضي المحتلة.

العمل من أجل السلام يتطلب عدم التواطؤ في محرقة الإبادة الجماعية لشعب فلسطين !!

مناشدين في الختام الحكومات الأوروبية بقولهم: "

إذا أردنا السلام، علينا أن نعمل من أجل السلام، وهو ما يتطلب عدم التواطؤ في الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل ضدّ الشعب الفلسطيني أو في أي جريمة ضد الإنسانية أينما ارتكبت".

 

لله المشتكى، فمدار الأحداث يؤكد بدايات سورة الاسراء  على أرضية واقعنا.. وستبقى القدس الشمعة المضيئة في عتمة فرقة الظلام لتوحد هذه الأمة الظالم أهلها.. وشكرا لزعماء الصهيونية العالمية ، على صك منحة توحيد أمتنا لأن تحرير  الشعوب لا يتم إلا بثورة طويلة النفس ، غالية الثمن.

وبعد كل هذه الآهات والزفرات، فهل من كلام؟ نقول بأمل وثقة في الله، لا يداخلها شك" رب ضارة نافعة"!!  و حُق بعدها للمغرضين من الذين يعنيهم مقالي هذا أن يقولوا ما شاؤوا كعادتهم عن الإسلام و محنة أرض الاسلام. أما العبد لله فحسبه قول العلامة عبدالرحمان الكواكبي رحمه الله: "صيحة في واد، ونفخة في رماد، إن ذهبت اليوم مع الريح، فستأتي غداً بالأوتاد!"، وإن غدا لناظره قريب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services