56

0

استشهدت رفقة باجي مختار ...شايب دزاير أول شهيدة في الثورة التحريرية

في عيد المرأة العالمي ...استذكار لجميلة من جميلات الجزائر

شايب دزاير،أول شهيدة في الثورة التحريرية، لا يزال الكثيرين يجهلون تاريخها  وبطولتها، شابة كرست حياتها للنضال ضد الاستدمار الفرنسي الذي عاث في الأرض فسادا، فمن تكون هذه الأيقونة الثورية.

نور اليقين بن ناجي 

 ولدت شايب دزاير في بيئة ريفية أصيلة  بتاريخ 06 فيفيري 1938، بمنطقة بوشقوف في ولاية قالمة، التي عُرفت بإنجاب العديد من أبطال الثورة الجزائرية،  نشأت وسط عائلة متوسطة تعتمد على الفلاحة كمصدر رزق، في كنف والدها شايب محمد ووالدتها جمعة زراري، محاطةً بإخوتها الخمسة وأخواتها الثلاث، في هذا الجو العائلي المشبع بقيم الأخلاق والوطنية، ترعرعت دزاير على حب الوطن وروح النضال، خاصة بعد التحاق والدها بصفوف الثورة التحريرية

.نشأتها وروحها الوطنية

 

لم تكن مجرد شاهدة على التغيرات التي أحدثتها الثورة، بل انخرطت مبكرًا في دعمها، إذ كان منزل عائلتها مركزًا هامًا لاستقبال المجاهدين، حيث ساهمت في تأمين الطعام والمبيت لهم، إضافة إلى رعاية الجرحى وتقديم المساعدات الطبية. هذه التجربة عززت من وعيها السياسي، وجعلتها تدرك حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الجزائري تحت وطأة الاستعمار الفرنسي.

ومع اندلاع الثورة في الأول من نوفمبر 1954، لم يكن عمرها قد تجاوز السادسة عشرة، لكنها لم تتردد في الانضمام إلى صفوف المجاهدين، مؤديةً أدوارًا حيوية في دعم جيش التحرير الوطني، من نقل الأسلحة والذخيرة، إلى تأمين الاتصال بين الخلايا الثورية، والمشاركة في العمليات الفدائية، لتصبح بذلك رمزًا للشجاعة والتضحية في سبيل الوطن.

 دورها في الثورة

مع اندلاع الثورة، انخرطت شايب دزاير في العمل النضالي، حيث أدت مهامًا حيوية لدعم جيش التحرير الوطني، مثل: نقل الأسلحة والذخيرة للمجاهدين في الجبال، إيصال المعلومات السرية بين الخلايا الثورية، تقديم الإمدادات الطبية والمساعدة في علاج الجرحى.

لم تكن دزاير مجرد مساعدة للمجاهدين، بل كانت مناضلة حقيقية شاركت في العمليات الفدائية، إلى جانب تقديم المساعدات اللوجستية للمجاهدين في الميدان. تميزت بشجاعتها وإصرارها على مقاومة المحتل، ما جعلها هدفًا للقوات الفرنسية التي لاحقتها بشراسة.

اعتقالها واستشهادها

تعرضت شايب دزاير للمطاردة المستمرة من قبل الجيش الفرنسي بسبب دورها البارز في العمليات الفدائية ودعم المجاهدين. فقد كُلفت بمهمة الاتصال وتزويد المجاهدين بالمؤونة، وهي المهمة التي أدتها بكل شجاعة واخلاص.

وفي ليلة 18 نوفمبر 1954، وأثناء انعقاد اجتماع سري في مزرعة دالي بن شواف بقالمة، كان الشهيد باجي مختار وعدد من المجاهدين يضعون خططًا للعمليات العسكرية المقبلة، بينما كانت شايب دزاير تتولى تموينهم والسهر على راحتهم. لكن القوات الاستعمارية الفرنسية باغتت المكان وطوقت المزرعة، ليجد المجاهدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع العدو.

ورغم الحصار، رفضوا الاستسلام، واختاروا خوض المعركة بشجاعة. وخلال المواجهة، كرست  شايب دزاير نفسها لتمريض المصابين، وعلى رأسهم القائد باجي مختار، وظلت صامدة إلى أن استشهدت معه في تلك الليلة، لتكون بذلك أول امرأة جزائرية تسقط شهيدة في الثورة التحريرية، تاركةً وراءها مثالًا خالدًا في التضحية والفداء.

 إرثها في الذاكرة الوطنية

تمثل شايب دزاير مثالا للمرأة الجزائرية المناضلة، وتبقى قصتها مصدر إلهام للأجيال القادمة. فبفضل تضحياتها وتضحيات الآلاف من الشهداء استعاد الشعب الجزائري استقلاله سنة 1962. لا تزال الأرض تشهد على دمها ودم شهدائنا الأبرار، لتظل أسماءهم محفورة في ذاكرة الوطن، تلهم الأجيال القادمة و تريهم عظمة التضحيات التي قدمت في سبيل الحرية.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services