762

1

فريال ڨلاز... مهندسة تُعمّر الذاكرة الثقافية و الأدبية

 

في قلب منطقة البويرة، حيث تمتزج أصالة التقاليد بجمال الطبيعة، تبرز "فريال ڨلاز"، مهندسة معمارية و كاتبة شابة، تمثل جيلًا جديدًا من المثقفين الجزائريين المؤمنين بقدرة الثقافة و الهوية على صناعة المستقبل،.

أحسن مرزوق

 هي خريجة دفعة 2024 من جامعة مولود معمري بتيزي وزو، وُلدت يوم 20 جوان 2001 بمدينة أمشدالة، وتحمل في جعبتها طموحًا ثقافيًا لا يقل صلابة عن هندستها المعمارية.

من الشغف إلى المشروع الثقافي و الإبداعي


منذ سنواتها الأولى، وجدت فريال في الكتابة الأمازيغية وسيلتها للتعبير عن الانتماء، فكان إصدارها الأول "YIR TAWENZA" ثمرة تعاون مع الكاتب لعيدالي كمال. الإصدار حظي بإقبال كبير ونفدت نسخه بسرعة، ما يعكس تعطش القارئ المحلي إلى نصوص صادقة تعكس الوجدان الجمعي والهوية الثقافية.و بالإضافة إلى هذا الكتاب، تساهم فريال في إثراء المحتوى الثقافي الأمازيغي من خلال مقالات دورية ضمن مجلة "تامڨوط"، بالتعاون مع الجمعية التي تحمل الاسم ذاته، مسلطة الضوء على قضايا الذاكرة والهوية والطقوس الشعبية.

أسطورة "لالة ملاوة": من الشفهي إلى المكتوب 


من أبرز محطات فريال الأدبية، ترجمتها المميزة لأسطورة "لالة ملاوة"، إحدى القصص الشعبية المتداولة شفهيًا في منطقة البويرة. النص الأصلي للكاتبة المعروفة "عديلة كاتية"، أما النسخة الأمازيغية فكانت بتوقيع فريال، التي نجحت في نقل جوهر القصة بروح معاصرة دون التفريط في أصالتها، لتعيد بذلك الحياة إلى نص شفهي عبر قالب أدبي مكتوب.

دعم من الروائي و المفكر "أمين الزاوي"


في إطار مشاركتها في "معرض الكتاب والمهرجان الشعري" المنظم بدار الثقافة بأهل القصر من 28 إلى 31 ماي الفارط، التقت فريال بالروائي والمفكر الجزائري الكبير "أمين الزاوي"، خلال ندوة بعنوان "القراءة والكتابة في الجزائر اليوم". حيث شكّل اللقاء لحظة فارقة، أين تلقت كلمات تشجيع و تحفيز من الكاتب الذي ذاع صيته بقاع العالم، و دعاها إلى مواصلة جهودها في الترجمة والنشر، معتبرًا أعمالها إضافة نوعية للمشهد الثقافي الوطني.

العمارة كإمتداد للهوية ..


رغم انشغالها بالدراسة ومشروع تخرجها، لم تغفل فريال الجانب الثقافي من حياتها. فقد استوحت مشروع تخرجها في الهندسة المعمارية من "البيت القبائلي" التقليدي، في محاولة لدمج الموروث المعماري الأمازيغي بالتصميم المعاصر. و تقول في هذا السياق: "على خطى المعماري الكبير عمار لوناس، حاولت تقديم تصور حديث يستند إلى أسس وأسلوب العمارة الأمازيغية الأصيلة".

نموذج لشباب يؤمن بالتجذر و التجديد ..


تميز "فريال قلاز" لم يمرّ دون إشادة، إذ دُعيت إلى عدة برامج تلفزيونية و منابر إعلامية لتقاسم مع الجمهور تجربتها الملهمة، و رؤيتها حول دور الهندسة المعمارية في حماية الثقافة، و نقلها إلى الأجيال القادمة، لتؤكد أن الحداثة لا تتعارض مع الانتماء، بل تُبنى على أسسه، هي اليوم مثال حيّ لشباب جزائري واع يدرك أن المستقبل لا يُبنى من فراغ، بل على جذور متينة من التاريخ والهوية.

كلمة أخيرة ...


فريال ڨلاز ليست فقط مهندسة معماريّة، بل كاتبة ومترجمة وناشطة ثقافية تحمل همّ الثقافة و الذاكرة الأمازيغية بكل حب من خلال كتاباتها ومشاريعها، و تساهم في صون التراث الشعبي، و تُثبت أن الثقافة ليست حنينًا للماضي فقط، بل قوة دافعة نحو المستقبل.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services