604

0

فاطمة باي... إمراة تعيش بدم أخضر وشغف للطبيعة والبستنة

العالم الأخضر مجال واسع ، يستقطب عشاق الطبيعة وذي الإحساس المرهف ممن يتقنون التعامل مع النبات ككائن حي يحتاج الرعاية والإهتمام.

فاطمة باي تقنية في البستنة والمساحات الخضراء من ولاية عنابة وبالتحديد من منطقة عين الباردة، عشقت الطبيعة إلى حد الثمالى وتعيش اليوم  بشغف وحب للعالم الأخضر لا حدود له.

 زهور بن عياد

شاركت في العديد من المعارض وكانت السباقة لإدخال البستنة في السجون واستثمار زراعة الورود فيها، كما كانت لها بصمة واضحة في تزيين القصر الرئاسي بعنابة، هذا بالإضافة إلى تميزها في عديد التظاهرات.

اهتمام منذ الطفولة

عن هذا الإهتمام تتحدث السيدة فاطمة صاحبة 56 سنة عن بداية اهتمامها  منذ الصغر، تقول و"أنا في المدرسة الإبتدائية كنت أواظب على مشاهدة حصة الأرض والفلاح  والتي كان يعدّها أنذاك أحمد وحيد،كانت تستهويني  الأرض والمساحات الخضراء".

وتضيف "منذ ذلك الوقت عرفت اني عاشقة  للأرض وفي مرحلة المتوسطة ونحن ندرس مادة العلوم الطبيعية وحين تعلمت أن النبات يعيش بالماء والأملاح المعدنية اعتقدت أن الأملاح المعدنية هي ملح الطعام جربته على نبتة كنت أملكها في البيت، ولكنها ذبلت وماتت وكانت ذلك أمر محزن لي".

وتوضح السيدة باي أن كثيرا ما كانت وهي صغيرة تتخيل نفسها طبيبة  أعشاب وتكتب وصفة دواء ولكن وصفة طبيعية.

البداية من اعلان عن تكوين في جريدة

وعن ولوجها  وتخصصها في مجال الطبيعة  تشير قائلة "وانا أتصفح إحدى الجرائد، جذبني إعلان عن تكوين في البستنة والمساحات الخضراء، كان التكوين يتطلب مبلغا من المال لم يكن بحوزتي، ولكني  تحديت ظروفي التي كانت صعبة بعض الشيء واستطعت تدبر الأمرودفع تكاليف التكوين وتحصلت على شهادة في ذات التخصص".

بدأت السيدة باي تكوينها وحين ارسلت للتربص الميداني في مشتلة ببلدية عنابة، وفي هذا الصدد تقول " اعجبتني المشتلة ودعوت الله ان يكون لي منصب عمل فيها وكان ذاك الدعاء مستجابا".

ونظرا لتفوقها وخبرتها الواسعة في مجال النباتات التي حققتها بفضل المطالعة المستمرة لعالم النبات ، تم توظيفها  في المشتلة وتضيف "كانت مرحلة التكوين متزامنه مع عملي في ذات المشتلة،وكان تفوقي بارزا خاصة في التربص الميداني حتى أنني اعتقدت أني سأتعلم من المؤطرين ولكن حدث  العكس هم صاروا يتعلمون مني، بفضل اطلاعي الواسع على النباتات".

من مشتلة عنابة إلى مديرية الغابات

عملت باي في مشتلة عنابة التابعة لمديرية البيئة والمحيط لمدينة وتفانت في الإهتمام بالنبات حتى أنها كانت في أحيانا كثيرة، وبدافع حبها للنبات  تشتري البذور من مالها الخاص رغم ظروفها الصعبة.

غادرت هذه المشتلة وتوظفت في محافظة الغابات وكانت المسؤولة عن المشتلة لمحافظة الغابات وهي لا تزال تعمل في ذات الهيئة بصفتها متعاقدة وراتب لا يتجاوز 20 ألف دينار جزائري، على الرغم من أن خبرتها تجاوزت 30 سنة في عالم البستنة والطبيعة.

وتقول عن مواصلتها لعملها ، أن الدافع الوحيد لذلك هو حبها للإخضرار والطبيعة.

مشاركات وطنية واسعة
 شاركت السيدة باي  في العديد من المعارض منذ 1999 وتحصلت على ما يقارب 45 شهادة بين شهادات تقديرية وشهادات مشاركة، وعن تفاصيل ذلك توضح محدثتنا.

"وفي 2019 شاركت في معرض البيئة والرسكلة في مدينة بومرداس ومثلت عنابة وتحصلت على الجائزة الثانية وطنيا ولكن للأسف لم نلقى أي التشجبع لدى عودتنا لعنابة".

و"كانت المكافئة بعد عام حين تم إرسالنا للاردن في بعثة من طرف وزارة الشباب والرياضة وقد أرسلت من يمثلني، بسبب اشتراط عامل السن.

كما قامت عام 2008   بتزيين القصر الرئاسي بمدينة عنابة كمبعوثة من مديرية الغابات وكانت المشرفة على تزيين الساحة الخارجية  بنباتات الزينة  التي كانت على دراية واسعة بكيفية غرسها والإعتناء بها.

 كما تشارك السيدة باي في مختلف النشاطات المجتمعية منها ترأسها للجنة التحكيم في مسابقة العناب التي تعني بنزيين الدراجات بالورود، وهي تقدم حصة منذ 2013 في إذاعة عنابة  خاصة بتقديم مختلف المعلومات عن النباتات.

 

تجربة مشتلة في سجن بوزعرورة

وعن تجربة رائدة كانت الأولى من نوعها في الجزائر تقول محدثتنا" تحت شعار لعلي أصلح كانت لي تجربة إنشاء مشتلة في سجن بوزعرورة، حيث أشرفت على غرس الورود في  أربعة بيوت بلاستيكية للورد، ودرست المساجين عن كيفية الغرس والإعتناء بالورود، وقد نجحت هذه التجربة، وحاليا يقوم سجن بوزعرورة بتمويل الفنادق بمختلف الورود.

بعد هذه التجربة الفريدة تم نقلها  إلى سجن باتنة، عن طريق البيئة المفتوحة التي تمكن السجين من ممارسة العمل في المشاتل والمزارع، وكانت السيدة باي من المشرفين على المبادرة وتصرح في ذلك قائلة " مكثت شهرين في باتنة وكانت التجربة ناجحة بالنسبة لي، وكثيرا ما كنت أصطحب البذورمعي،  وفي سجن بوكعبن استذكر السيد بلواش عبد المالك مدير المؤسسة العقابية لتازولت الذي بذل جهدا كبيرا وكثيرا  ما كنا نعمل إلى غاية 11 ليلا".

واليوم أصبح السجن الموجود في بوكعبن نموذجا وطنيا  ومزرعة تحتوي على  كل الفواكه التي تسوق، بالإضافة إلى مشتلة لمختلف أنواع الورود".

 السيدة باي نموذج ناجح لمن يعشقون الطبيعة، لا تكل ولا تمل من عملها، وتردد دائما أنها تملك دما أخضرا، وأن الانسان يندثر تحت الارض ولكن عمله خاصة الغرس يبقى من أعمال الإعمار، لأنه يخلق  الاكسجين والظل وكل ماهو نافع للبشرية.

وعن حلمها ورؤيتها تقول " أتمنى غرس مشاتل في كل سجون الوطن، ومن السجون نبني السد الاخضر ونغطي صحرائنا بالنخيل، لنحقق شعار لعلنا نصلح.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services