ناجح خنوش، شاب من عشاق الكتابة، من مواليد 2000 بلدية بين الويدان بولاية سكيكدة، يتابع دراسته في الطب بسنته السادسة، ولكنه خاض أيضًا عالم الأدب بإصدار كتابه "على هوامش أفكاري" وروايته الجديدة "جرح الياسمين" وبين  تحدياته كطالب في الطب، وفلسفته حول القراءة والكتابة في ظل تحولات المجتمع والتكنولوجيا، جمعنا به لقاء كشف فيه عن الكثير من الأفكار.

مريم بوطرة

عن بدايته أوضح الشاب الكاتب أنها بدأت في مرحلة جد مبكرة تلامس مرحلة الطفولة، أين نشأ في عائلة محبة للقراءة والكتابة على وجه الخصوص ولعبت هذه البيئة الأسرية دورًا كبيرًا في تشجيعه على استكشاف عوالم الأدب، هناك بدأ الإطلاع على الكتب وتوسعت قرائته وبرز تفاعله مع فنون الكتابة.

صدور أول مولود أدبي "على هوامش أفكاري"

تجسد ذلك الدافع من خلال بعض الخربشات والكتابات البسيطة في بداية مسيرته الأدبية، وتحفيزا من الأساتذة ومن العائلة، شرع في صقل موهبته في الكتابة بعناية مستفيدا من حبه الشديد للقراءة ، وفي هذا السياق، أبصرت ضوءًا أولى أعماله الأدبية في عام 2018، حيث قام بإصدار كتابه الأول "على هوامش أفكاري"، وهو مجموعة من النصوص النثرية والشعرية .

ثم ألف روايته الثانية "جرح الياسمين" وفي وصفها، أوضح أن هذه الرواية اتخذت شكل رسائل، متحدية الطابع الكلاسيكي للسرد الروائي، اختار كتابتها بهذا الشكل بهدف تفادي ملل القارئ، متيحًا له التنقل بين الرسائل بحرية، حيث يتسنى للقارئ التوقف والتأمل بين كل رسالة وأخرى، ما يمنح الكاتب الحرية في التعبير ويضفي تجربة خاصة لمتعة القراءة، كما يمكن للكاتب أن يأخذ تنهيدة قصيرة أو استراحة قبل استكمال رحلته مع القارئ.

 تسلط الرواية الضوء على ثنائية الحب والحرب رغم  والأسى و الوجع الذي كان منتشرا في مدينة حمص وفي سوريا بصفة عامة، هناك دوما فسحة أمل من خلال هذه القصة.

جرح الياسمين: قصة حب في زمن الحرب

تدور أحداث الرواية في مدينة حمص السورية خلال فترة زمنية صعبة للغاية في عام 2014، حيث يظهر في ظل مخاض الحرب قصة حب بين بطلي القصة، يزن وياسمين. تنطلق هذه القصة بسلسلة من الرسائل بعد فراق مؤلم بين بطلي الرواية ، يتبادل يزن وياسمين رسائلهما، كل رسالة تشكل لحظة من تاريخهما المشترك.

يمتلك الكاتب خنوش  وجهة نظر حيال القراءة والكتابة، حيث يعتبرهما ليسا مجرد هوايات يمارسها بل منهج حياة مستندا إلى القول: "اقرأ فعالم واحد لن يكفيك"، وهو تعبير يلخص قناعته بأن القراءة توسع آفاق الإنسان وتفتح له أفقًا جديدًا في عالم المعرفة.

مؤكدا  على أهمية الكتابة أيضًا، حيث يرى فيها وسيلة لاكتساب تجارب جديدة والتعرف على أشخاص جدد، وهي  رحلة تنتقل فيها من مكان إلى آخر دون أن تخطو خطوة واحدة، بل تغوص بك في صفحات الورقو تأخذك الكتب إلى عوالم جديدة وتسمح لك بالتجول في أزمنة سابقة، بالتالي يربط القراءة والكتابة بتحفيز الروح المستكشفة وبناء جسر للتواصل مع تجارب وثقافات متعددة.

بالنسبة للمقروئية في الجزائر، يوضح الكاتب نقطة مهمة حول التحول الذي شهدته عادات القراءة في المجتمع،مشيرا للتراجع الكبير في مستوى القراءة، خاصة بين الشباب الذين يظهرون عزوفًا عن الكتب الورقية ،و تفضيلهم  للكتب الإلكترونية .

كما عبّر عن قلقه إزاء الانخراط المتزايد في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يرى أن الشباب أصبحوا أكثر اهتمامًا بتلك الوسائل أمام القراءة، مبزارًا أهمية تشجيع الشباب على استعادة فرص القراءة والاستفادة من فوائد التفاعل مع الكتب  المطبوعة.

تحديات  طالب الطب... بين الساعات الدراسية ولحظات الابداع

في مواجهة التحديات، يكشف الكاتب عن صعوبات توازن بين حياته الأكاديمية وشغفه بالكتابة، خاصة وأنه يدرس تخصص الطب، الذي يتسم بالجهد والوقت الكثير، و كيف كان يكتب على فترات متقطعة، يستغل بعض الأوقات بين المحاضرات أو بعد الامتحانات، مما يبرز مواصلة الكتابة رغم انشغاله الدراسي.

ومن بين التحديات التي واجهها، يبرز التحدي اللغوي حيث يدرس الطب باللغة الفرنسية،ولكنه يسعى  للحفاظ على اللغة العربية، ونبه إلى أهمية التغلب على صعوبات التعبير ونسيان بعض الكلمات بلغة الضاد، وكيف تشكل الكتابة باللغة العربية تحديًا يحمل في طياته رغبة في الحفاظ على الهوية.

في الختام وجه رسالة للشباب الذين يريدون أن يصبحوا كتابا، و حثهم على القراءة المكثفة التي تفتح الآفاق،بإعتبارها  أول خطوة نحو الكتابة والإطلاع على مؤلفات الكُتَاب العالميين .