اتخذت الجزائر في السنوات الماضية قرارت من شأنها دعم حاضنات الاعمال والمشاريع الناشئة لخلق استثمار محلي قائم بذاته، في وقت يرى فيه الخبراء أن هذه الخطوة تعد  عاملا داعما للنهوض بالإقتصاد الوطني والخروج من قوقعة الإستيراد.

بثينة ناصري

وعلى أثر هذه القرارات تتواصل مجهودات ومساعي الشباب الجزائري، في محاولات متكررة لولوج عالم الإبتكار وتحقيق الأفكار، وجيلالي معمر هوارية وفريقها ماهو إلا مثال حي للطموح والإصرار على المضي قدما لتقديم الأفضل وتدعيم خارطة طريق الاكتفاء الذاتي.

مجهودات متتالية حولت الفكرة إلى مشروع
و لمعرفة المزيد عن مشروع دوايا "DOWAYA" أكدت صاحبة الفكرة جيلالي معمر هوارية طالبة سابقة لإدارة الأعمال بتلمسان والمدرسة الوطنية للبنوك لبركة نيوز، أن دوايا هي أكثر من مجرد منصة تواصل فهي حل مبتكر يغير الطريقة التي يتفاعل بها اخصائيو الرعاية الصحية مع مرضاهم، فتم تقديم تجربة الرعاية الصحية الحديثة بإعتبارها طريقة سلسة فعالة، تمكن الأطباء والصيادلة من إدارة معلوماتهم المهنية بسهولة والوصول إلى مرضاهم لهذا السبب  تم إنشاء Dowaya لتحسين تجربة الرعاية الصحية وجعلها أسهل للجميع.

وبالحديث عن البداية فقد قالت معمر هوارية "الفكرة بدأت في 10 سبتمبر 2020 خلال فترة جائحة كورونا، أين كان الناس يجدون صعوبة في التواصل مع الأطباء أو الذهاب إلى المستشفيات بسبب الحجر الصحي، في حين شارك في إنشاء هذه الفكرة كل من دهيلي محمد و خلادي عبد الرحمان، وكان الهدف يتمثل في كيفيه تحويل هذه الأفكارإلى مشروع ناجح، حيث ساهم كل منا في تطوير هذا المشروع ليصبح ملاذا للعديد من المواطنين والمرضى لتسهيل ولوجهم إلى العلاج.

تحديات مشروع "DOWAYA" مع بوادر النشأة
وتابعت حديثها حول تحديات مشروع "DOWAYA" "بداية المشروع لم تكن سهلة نظرا للظروف الراهنة ، حيث عرف مشروعنا عدة تحديات وكانت  البداية بإستعمال مواردنا الخاصة إلى غاية سنة 2022، أين قمنا بالإنضمام إلى حاضنة "BlueGreen business" المتخصصة في دعم المشاريع الناشئة والمصغرة لنجاح أفكار الطلبة ومشاريعهم المستقبلية، فكان فرصة هذا الإنظمام دافعا للنهوض بالمشروع إلى أوسع نطاق في المجال الطبي عبر مختلف الشعب، وتطويره إلى ما هو افضل للمريض والمواطن".

كما شهد هذا المشروع عدة نكبات على غرار أنه جاء في فترة جائحة كورونا، حيث لم نتمكن من تطوير هذه الفكرة نظرا للحجر الصحي الذي كان المفروض في ذلك الوقت، إضافة إلى مشكل التمويل الذي حل مع انتهاء فترة الكورونا وفتح المجال للتنقل به عبر مختلف الولايات.

كفاءة المشروع جعلته يحصل على التمويل
وأفادت هوارية أن حاضنة "BlueGreen business"  قامت بمساعدة أصحاب المشروع  للوصول إلى تمويل من طرف مؤسسة تمويل المؤسسات الناشئة ASF، مما سمح بإزدهار هذا المشروع في منطقة الغرب الجزائري وبالتحديد في منطقه سيدي بلعباس، والآن هم بصدد الدخول إلى كل من ولاية "وهران، تلمسان، شلف، ومعسكر".

وتابعت قائلةً "دوايا "DOWAYA" من فكرة إلى محاولة ثم إلى مشروع ناجح، يساهم في توفير العديد من التسهيلات للمواطنين وخاصة المرضى، في وقت عرفت فيه الانترنت والعديد من المواقع عبر الشبكة العنكبوتية تطورا كبيرا، فاصبح التوجه الحالي نحو الرقمنة ضرورية حتمية، وهذا ما تم التوصل إليه من خلال هذا المشروع، بخصوص المرضى الذين لا يستطيعون التنقل.

وعن تفاصيل هذا المشروع، أكدت صاحبة الفكرة أن كيفية التسجيل في هذا الموقع  عملية تطبيقية سهلة حيث يستطيع الأطباء الدخول بكل أريحية عبر منصة  "DOWAYA"، وتسجيل المعلومات الخاصة والموقع الذي يتواجد فيه إضافة إلى التخصص الذي ينتمي إليه، وهذا لكي يستطيع المرضى التواصل مع طبيبهم، كما أن هذا المشروع لم يقتصر على الاطباء فقط بل شمل الصيادلة لمعرفة أوقات المداومة وتوفر الأدوية.

ولوج العديد من الأطباء والصيادلة ساهمت في توسيع المشروع
وأوضح دهيني محمد مسير مشروع دوايا "DOWAYA" أنه تم تطويره نظرا لأهميته الواسعة، حيث يشمل هذا المشروع على 60 طبيب، إضافة إلى 63 صيدلي وهذا الرقم بداية مبشرة، خاصة وأنه يتواجد في منطقة واحدة، في إنتظار تطوير "DOWAYA" ليشمل كامل ربوع الوطن ولما لا تصدير خدماتها إلى خارج الجزائر ليصبح عالمي، وهذا للامكانيات الواسعة لنجاح هذا المشروع، وسهولة الولوج إليه سواء من قبل المرضى أو من قبل الأطباء والصيادلة لتسجيلهم في هذا الموقع.

وقال محمد دهيني "عند التحدث على مؤسسة ناشئة ومشروع ناجح لا يمكن التغاضي على الصعاب والمشاكل التي تواجهها، لكونها تكنولوجيا حديثة، حيث يجد هذا المشروع صعوبة في تأقلم المرضى مع هذه التكنولوجيا، فدوايا "DOWAYA" لحد الآن يتماشى مع الأهداف المسطرة التي تسعى إليها الدولة لرقمنة جميع القطاعات.
وتابع مسير المشروع "نحن كشباب نرى أن الأهداف والطموح تغطي على الصعاب والمشاكل، فبالرغم من ذلك يبقى هدفنا التوسع اكثر والنجاح، فالشيء المحفز في الموضوع هو إلتقاء الشباب وأصحاب الافكار والمؤسسات الناشئة، والاطلاع عن كثب على مشاريعهم ببصمات  إبداعية لأفكار مستقبلية تساهم في الاستثمار والانتاج الجزائري".

رسائل إيجابية للشباب

وفي الأخير وجه رسالته للشباب "أن النجاح يكمن في عدم التوقف عند اي محطة قد تواجههم في في مسارهم، مع الاستشارة قبل القيام بأي شيء من قبل حاضنات الأعمال المتواجدة في الجزائر، والتي يمكنها توجيههم لإنشاء مشاريعهم الخاصة.

ومن جهة أخرى وجهت جيلالي معمر الهوارية صاحبة فكرة دوايا "DOWAYA" شكرها لكل من BlueGreen" business" ومؤسسة تمويل المؤسسات الناشئة ASF،  التي ساهمت في تطوير هذا المشروع، إضافة إلى مجهودات الفريق المساهم في انشائه، والأطباء والصيادلة المتواجدون عبر منصة دوايا "DOWAYA"، كما دعت إلى التسجيل والولوج إلى هذه المنصة لأنها فكرة إنسانية قبل كل شيء.

وذكرت الشباب بالتحدي والصمود "فمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة" فحاضنة الأعمال تحدد مستقبل العديد من أصحاب الأفكار، فصاحب الفكرة يجب أن يجسدها على أرض الواقع، ضمن أسس وأطر يحددها لنجاح مشروعه، إضافة إلى عنصر الاستشارة من قبل حاضنات الأعمال التي تعرف انتشارا كبيرا في وقتنا الحالي، لأن طعم النجاح يأتي بثماره بعد المرور بالصعوبات والمشاكل.