تزامنا مع إطلاق الشعبة الجديدة للتمور و مشتقاتها من طرف وزارة التجارة، يشهد نشاط انتاج مشتقات التمور في الجزائر قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، حيث انتقل من مجرد حرفة تقليدية بسيطة متوارثة من جيل مضى إلى الأجيال القادمة، ليصبح شعبة اقتصادية قائمة بذاتها، و حسب تصريحات الغرفة الوطنية للصناعة و التجارة فإن اهتمام الجزائر خلال الأعوام الأخيرة بالاستثمار في الصناعات التحويلية و منها مشتقات التمور قد انطلق.
نزيهة سعودي 
وفي ذات السياق فقد غيرت الرقمنة الأدوار التقليدية للمنتجين والعملاء، مما خلق فرصًا وتحديات للشركات التي تسعى جاهدة لتلبية طلبات العملاء لاسيما من خلال تفعيل المنصات الرقمية كوسيط تكنولوجي أثبت فعاليته ونجاعته التسويقية.
و في هذا المجال يعتبر موفق محمد مؤسس منصة "دقلتي" للتمور الجزائرية و مشتقاتها و صاحب المشروع الذي يسعى جاهدا من خلاله إلى تفعيل استراتيجية يمضي بها إلى السوق المحلي و العالمي، حيث أكد لنا قائلا " نحن بصدد التحضير النهائي للمنصة الرقمية الخاصة بدقلتي، موضحا لنا أنه سيتم في الفترة القادمة  تغيير الاستراتيجية و المضي للسوق الجزائرية بفرعين الأول و هو إطلاق المنصة الرقمية دقلتي مع افتتاح محل لبيع التمور ومشتقاتها لاحقا، لاسيما توفير ميزة من المنتج إلى المستهلك.
فبالنسبة لافتتاح المحل سيكون بداية شهر فيفري تزامنا مع اقتراب شهر رمضان الفضيل بحيث سيتيح تخفيضات و مفاجآت للمعتمرين و الجالية المقيمة بالخارج،كما تواصل سابقا مع حوالي 10 طهات جزائريين على المستوى الدولي كانوا قد تعرفوا على منتوج "دقلتي" الذي لاق استحسانهم.
و بالعودة لظروف انطلاق مشروع دقلتي أوضح محدثنا قائلا" مشروعنا انطلق قبل شهر رمضان الفارط بحيث تم دراسة السلبيات و الإيجابيات باعتبارها شركة جديدة، حاولنا  التنسيق مع كل الفاعلين كالفلاح، المنتج، و كذا الشركات الناشئة من أجل الحصول على تمور ذات جودة" إلا أن الفوضى العارمة الحاصلة في السوق الجزائري جعلت كل من هب و دب يتاجر بالتمور و هذه الظاهرة نجدها بكثرة خلال شهر رمضان الفضيل، داعياً إلى ضرورة التنسيق و التعاون ما بين القطاعات لإرجاع التمور الجزائرية إلى الواجهة بعدما عرفت بعض التراجع في المراحل الماضية.

تقنية الذكاء الاصطناعي... تجربة فريدة شهدها المشروع

و من أجل تطوير المشروع سطرت الشركة تحت إشراف مديرها طموحات مستقبلية تسعى لتجسيدها، منهاإنشاء نسخة من مشروع استخدام الذكاء الاصطناعي في المنصة و هي حاليا قيد الدراسة و التطوير خاصة مع ظهور دول منافسة حيث أضحت كل الشركات تعمل بهذه التقنية.

من أجل أن يقتحم المشروع هذا المجال قام ببعض التجارب في الذكاء الاصطناعي و كانت التجارب جد إيجابية، كما تم التواصل مع بعض الشركات في هذا الإطار للاستغلال الحسن لهذه التكنولوجيا الجديدة.
فكرة إنشاء محل حسب السيد موفق جاءت نظرا لمتطلبات الزبائن الذين طرحوا فكرة إنشاء محل من أجل اقتناء التمور، بحيث سيوفر المحل الواقع ببلدية دالي ابراهيم التمور بجميع  أنواعها ، كما أنها متاحة في المنصة الرقمية من خلال عرض 10 أنواع من مشتقات التمور باختلاف جودتها في المرحلة الأولى إلى غاية انفتاحها تدريجيا ليصبح المحل يوفر 40 نوعا معروضا لاسيما منها شوكولاطة الأطفال و كذا الخاصة بالطبخ و غيرها.
و على صعيد آخر و بالحديث عن مشتقات التمور، نوه صاحب الشركة بالبعض منها كعسل التمر و سكر التمر، مبينا أشهر الولايات التي تشهد إنتاج وفير من التمور،_حسبه_ يمكن استخراج سكر تمر عن طريق دمج  التمور من مناطق مختلفة، لينتج سكر تمر ذو جودة عالية و يلقى رواجا من طرف السواح، كل هذا العمل يأتي عن طريق التنسيق و التعاون بين جميع الفاعلين. 

إستفادة من تكوينات تطبيق Google لتطوير المنصة

بالنسبة لفكرة افتتاح منصة رقمية خاصة بمشروع دقلتي كان لصاحب مشروع دقلتي خبرة 20 سنة في السوق الجزائرية و بحضور دائم لكل المعارض بحيث تعامل مع الشركات الأجنبية، وفي مرحلة كورونا قدمت شركة جوجل تكوينات أونلاين شارك فيها مدة شهرين من أجل تعلم صناعة المحتوى استهداف الجمهور و تفعيل الصفحة،أين تحصل على شهادة مشاركة من طرف الشركة ،كما توجه إلى المدرسة العليا للتجارة بمجرد إنطلاق تسجيلات للأيام المفتوحة للتربصات، انتقى خلالها 4 طلبة للتدريب والتكوين في شركة دقلتي.
و تماشيا مع ما تم ذكره وبخصوص وعي الجزائربين بضرورة اللجوء إلى المنتجات الطبيعية الذي لايزال محدود، و نقص تفاعلهم لاقتناء هذه المواد يشير ذات المتحدث إلى أن فترة الجائحة جعلت الجزائريون  يتوجهون إلى العلاج بالأعشاب الطبيعية ، إلا أن مشتقات التمر التي لها فوائد عديدة لايزال الكثير منهم غير مدرك بأهمية هذا المنتوج الطبيعي.
فمن أجل نشر الوعي الصحي في هذا المجال يتابع موفق محمد حديثه عن استراتيجية الشركة مع شركائها حيث تبنى قاعدة استراتيجية، خلال مشاركاته العديدة التقى في أحد المعارض مع جزائري يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي  الذي أعجب كثيرا بالمشروع، كما لقي دعم معنوي من طرف العديد من الخبراء و المستهلكين هذا ما حفزه كثيرا على مواصلة الطريق و تفعيل كل المجهودات من أجل إنجاح المشروع،وفي ختام كلمته أكد أن مؤسسة دقلتي تعمل جاهدة لتوفير المنتوج بسعر يناسب المستهلك الجزائري.