في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل، وتنامي الحاجة إلى يد عاملة مؤهلة تمتلك مهارات معتمدة، أطلق مركز التكوين المهني والتمهين الشهيد بريك أحمد بن عبد القادر رقم 01 بحي أولاد عيشة بالمنيعة برنامجًا جديدًا للتصديق على الكفاءة المهنية.

لحسن الهوصاوي

يشمل البرنامج مجموعة من التخصصات التي تجمع بين الطابع الاقتصادي والتكنولوجي والبيئي.
ويأتي هذا البرنامج في إطار رؤية وطنية لتثمين الكفاءات وترقية التكوين المتخصص، بما يضمن مواكبة التطورات الاقتصادية المتلاحقة، ويعزز فرص التشغيل لدى الشباب الراغبين في الاندماج في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.
تخصصات تواكب التحولات وتستجيب لحاجيات الاقتصاد
يمتد البرنامج ليشمل عدة مجالات حيوية تفرض حضورها بقوة في السوق الجزائرية، من بينها:
الفلاحة النباتية والحيوانية باعتبارها ركيزة أساسية في اقتصاد الجنوب.
الأغذية الزراعية التي تمثل حلقة مهمة في سلسلة الإنتاج والتحويل.
الفندقة والسياحة والإطعام التي تعرف توسعًا بفعل الحركية السياحية في المنطقة.
الإعلام الآلي، الرقمنة والاتصالات التي تشكل جوهر الاقتصاد الجديد.
المياه والبيئة التي ترتبط مباشرة بإدارة الموارد الطبيعية والاستجابة للتغيرات المناخية.
تربية المائيات كقطاع ناشئ يفتح آفاقًا واسعة للأمن الغذائي والاستثمار.
تقنيات الإدارة والتسيير لتعزيز القدرات الإدارية داخل المؤسسات المحلية.
السمعي البصري الذي يشهد إقبالًا كبيرًا مع توسع صناعة المحتوى الرقمي.
مدير المركز: خطوة لترسيخ معايير الاحتراف والجودة
وفي تصريح خص به مدير المركز فليتي عبد القادر، أكد أن المبادرة تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى “إرساء منظومة فعّالة للتصديق على الخبرات والكفاءات، بما يسمح بإثبات المهارات المكتسبة بصورة معترف بها”، مضيفًا أن هذه الخطوة ستُسهم في رفع جاهزية الشباب للانخراط في عالم الشغل، أو إطلاق مشاريعهم الخاصة في القطاعات ذات الأولوية.
وأشار المتحدث إلى أن سن الالتحاق المحدد بأكثر من 20 سنة يأتي استجابة لرغبة المركز في استقطاب الفئات القادرة على الاندماج السريع في السوق، والاستفادة من التكوين التطبيقي الموجه مباشرة للحياة المهنية.
تعزيز التنمية المحلية عبر تكوين متعدد القطاعات
ويرى المختصون أن هذا البرنامج يمثل إضافة نوعية لمنظومة التكوين المهني في ولاية المنيعة، لكونه يربط بين الاحتياجات الفعلية لسوق العمل وبين التخصصات المطلوبة، خصوصًا في ظل التحول نحو اقتصاد متنوع يعتمد على الرقمنة والابتكار وتثمين الموارد الطبيعية.
وباعتماد هذا المسار الجديد، يواصل مركز التكوين بأولاد عيشة لعب دوره كركيزة أساسية في بناء كفاءات محلية قادرة على الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحويل التكوين المهني إلى فضاء فعال لإعداد الموارد البشرية وفق معايير الجودة والاحتراف.