821
4
براءة طفل
الكاتبة نورهان هدايات صياد
كان هناك طفل صغير اسمه أحمد، توفيت والدته وهو صغير ،فتزوج والده بامرأة أخرى،كانت لطيفة جدا ومحبة له في السنة الأولى،لكن بمجرد إنجابها لطفلها،تغير سلوكها نحوه،فأصبحت تضربه دائما وتقسو عليه دون سبب واضح،وخاصة عندما يتناول طعامه،ويا ويلته لو سقطت فتاتة من طعامه،فترمي الطعام على الأرض وتصفعه،هذا دائمًا يحدث بدون علم أبيه،فكلما عاد أبوه من العمل بدأت بالشكوى من الطفل أحمد وتلصق به كل التهم،فيوبخه والده بشدة،فيبكي في صمت.
في أحد الأيام كان أحمد جالسا على الأريكة يشاهد التلفاز
،فراته زوجة أبيه، ففاضت غضبا عليه،فرفعت يدها عليه لكي تصفعه،فأحست بالاختناق،لأنها مصابة بمرض الربو،بحثت عن الدواء في كل أرجاء البيت وهي تتنفس بصعوبة،وبعد عناء وجدته،ولكن يا للخيبة!!! لقد كانت العبوة فارغة!
وقعت على الأرض،و أنفاسها تتقطع،تكاد تموت،فنادت أحمد،وطلبت منه الذهاب إلى الصيدلية التي أمام بيتهم لإحضار الدواء، كان أحمد الطفل الصغير مترددا وخائفا للغاية،يمد يده ثم يعيدها ،يمدها ثم يعيدها،امسك العبوة بسرعة لبس معطفه وخرج من المنزل متجها مباشرة إلى الصيدلية،فصاحب الصيدلية يعرف العائلة لذلك لم تكن هناك أي مشكلة.
أمسك احمد كيس الدواء بإحكام وذهب مسرعا إلى البيت،قدم الدواء لزوجة أبيه،وكانت تقريبا تلفظ أنفاسها الأخيرة،أمسكت البخاخ بسرعة،وبخت الدواء في فمها،فتنفست الصعداء.
نهضت بصعوبة متجهة نحو أحمد، وهو كان يبتعد عنها، ظنا منه أنها ستضربه كما تفعل دوما، لكنها ضمته بقوة إلى صدرها، وقالت له:"شكرا حبيبي أحمد لقد ظلمتك دائما.
أنا آسفة من اليوم فصاعدا سأعتبرك ابني فعلا،أعلم أنك لم تأكل طيلة اليوم،سأعد لك أحلى وأطيب طعام حالا،أكل المسكين بشراهة،وارتسمت البسمة على محياه،
دخل الأب المنزل وجد زوجته تضع ابنه أحمد على ركبتيها وتلعب معه، وهم يشاهدون الكرتون، دهش الأب لما رآه!!! فقال:"المتخاصمان أصبحا صديقين حميمين، ضحكت، وردت عليه قائلة:ما رأيك أن نأخذ أحمد ابننا لمدينة الألعاب يلعب ويلهو قليلا.
ذهبت العائلة والفرحة تملأ وجوههم،وعاشوا بسعادة وهناء.