اقتحم مؤخرا العديد من الشباب عالم الكتابة من أوسع ابوابه طمعا في ابراز قدراتهم الإبداعية كفرصة لتعزيز مكانتهم في المجتمع ضمن النخبة المثقفة الواعية التي تضفي على المعرفة حسا ابداعيا يضمن التميز في كل ما يتم تقديمه من أعمال كل و بصمته و طابعه الفريد .

شيماء منصور بوناب

ومن بين أولئك الشباب الهاوي في عالم الكتابة كان لقاؤنا مع الكاتبة بوعروري اشراق صاحبة 18 سنة طالبة طب مولعة بالكلمة و معانيها التي جسدت من خلالها جزءا من واقعها محاولة رسم عالمها الخاص تحت عنوان "انها تشوسكا ".

الصدف تجمع بين الهوايه و الإبداع

من هذا المنطلق عادت بنا الكاتبة لأولى مراحلها في الكتابة في عمر الخامسة عشرة حين اتخذت من هفواتها و زلاتها اليومية منعرجا لبداية قصتها مع القلم و الكتابة التي كانت مجرد كلام على الورق ، تارة يأخذ صنف الخاطرة وتارة عبر مبعثرة أو شعر مفتوح المعاني في صفحات قليلة لا تكاد تغطي فضولها المعرفي، وفي ذلك قالت محدثتنا " الحديث عن أولى كتاباتي يقودني للحديث عن جمال الصدفة التي اكسبتني دراية وفطنة حين جعلتني أدرك موهبتي في التأليف التي ظهرت للعلن بين الفينة و الأخرى..... لم ادرك ذلك حتى وصلت في كتابتي لعشرة صفحات ايقنت من خلالها ولعي بمجال الرواية و الكتابة".

واسترسلت في حديثها عن قناعتها التامة بولوج هذا المجال من أوسع ابوابه و هي لاتزال في سن المراهقة ، فبعد سنة من ذلك حاولت جمع شتات افكرها و سطرت أهدافها نحو مصب واحد وهو تأليف كتاب يلخص ما يعانيه شباب اليوم من مشاكل  نفسية.

وفي هذا وضحت ما يؤول إليه كتابها في مضمونه الذي يصف متلازمة تشوسكا التي تأخذ شكل اضطراب نفسي و حالة من الضياع التي تجعل الفرد في نفسية متشتتة بين ما يريده ويجعله في سعادة وبين ما يعيشه و ما يشعر به من حالات شعورية نفسية معقدة مختلطة بين الفرح و الحزن و الخوف ....

وأضافت مشيرة إلى انها صورت نمط هذه المتلازمة في واقع فتاة تعاني من اضطراب نفسي يأخذها الى التنفيس عن قلقها بالكتابة شعر حزين وخواطر مختلفة وفي ذلك وصف لشخصها مع إضافة بعض التفاصيل الجامعة لشخصيات أخرى تجعل من الموضوع اكثر دقة ووضوح في ابعاده .

وفي رؤيتها لهذا المجال أكدت الكاتبة، أنه بمثابة علاج نفسي لأزماتها و متنفس صحي يزيل ثقل الشعور بالضغط عليها من ناحية احتواء شعورها الداخلي و قلقها وحتى فراغها .

ما بين المطبات و العراقيل.... رؤية طموحة

أما على صعيد الصعوبات و المطبات التي واجهتها ككاتبة و هاوية ، اشارت الى رفض دور النشر التعامل معها او طبع كتابها بحكم سنها فقط اذا انها لم تتعد سن المراهقة في تلك الفترة ،وعلى اثر ذلك بقى الكتاب مجمدة في الرفوف لمدة ثلاثة سنوات .يضاف اليه صعوبات النشر و تعقيدات الطبع وما تبعها من المشاكل المادية التي أخرت نشر الكتاب الى غاية هذه السنة .

ومن جانب ربط ميولها في الكتابة بمجال دراستها قالت بوعروري انها تسعى لتحضير بود كاست تعليمي للشباب يكون موجزا لأهم المعلومات التي استقتها من تجربتها في الجامعة قصد تعزيز مهاراتها الكتابية بمهارات أخرى، إلى جانب تأليف كتاب خاص بأصحاب الباكالوريا لتوجيههم في مسارهم خاصة من ناحية إدارة الوقت و كيفية التعامل مع الامتحانات.

أما عن طموحاتها المستقبلية أفادت بأنها تحضر لكتاب آخر سيصدر قريبا، كما أنها تفكر في الكتابة بلغات أخرى كالإنجليزية و الفرنسية لإكتساب جمهور متنوع لمؤلفاتها و تعزيز أيضا قدراتها في الابداع الكتابي.

في منحى مغاير نوهت الى نشاطها تحت لواء المؤسسة الجزائرية لترقية المؤسسات الشبانية و تأهيل المرأة و الطفولة كأمينة عامة مكلفة بشؤون المؤسسة و أهم نشاطاتها إضافة الى اهتمامها بالتصوير والتصميم الغرافيكي كهواية ساعدتها على تصميم غلاف كتابها .

وفي رسالتها للشباب شددت الكاتبة على أهمية الاطلاع على الكتب التعليمية التحفيزية التي من شانها تنمية مكتسباتهم و معارفهم على صعيد فكري يحقق الاكتفاء المعرفي لديهم كما يساهم في بناء ثقتهم بنفسهم وفي مواهبهم.