169

0

الدعوة الى تشكيل جبهة مجتمعية متحدة لمجابهة الفكر النيوكولونيالي...

صونا الذاكرة الجماعية... وحفاظا على الهوية الوطنية

 

 "تجريم الاستعمار الفرنسي وفق القوانين الدولية"،عنوان ندوة علمية نظمتها الشبكة الجمعوية لمجابهة الفكر النيوكولونيالي العالمي، بمرافقة من المرصد الوطني للمجتمع المدني، اليوم الأربعاء بجامعة بوزريعة؛  بتنشيط من الكاتبة الفرنسية إليزابيل فاها، والمحامية فاطمة الزهراء بن براهم.

شيماء منصور بوناب

 

وبالمناسبة،أوضح رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور دين بن براهم، أن مجابهة الفكر النيوكولونيالي العالمي، الذي يقع ضمن محاور لقاء اليوم ، مرتبط بسياق ما  نعيشه الآن في إطار العلاقات المتوثرة مع فرنسا بخلفيات عميقة  تفرض الاهتمام ايضا بالسياقات الدولية التي تؤثر على درجة الوعي الوطني القيمي.

وبالحديث عن تداعيات الرقمنة و التكنولوجيا وأمام ما تبثه تلك  الاقلام المأجورة  التي تشوه الحقائق التاريخية، اكد بن براهم على ضرورة  تنمية الوعي الوطني عبر تشكيل  شبكات  مجتمعية للحد من الهجمات النيوكولونيالية التي تهدد المقومات الوطنية وتزعم بعض الأقاويل التي تحرف التاريخ و تطمس الهوية الجزائرية.

وفي هذا الصدد، افاد ان المرصد الوطني للمجتمع المدني كهيئة استشارية ،يبحث اليوم عن  آليات وديناميكيات جديدة تجمع القواسم المشتركة للمجتمع وأطيافه   لمجابهة الفكر النيوكولونيالي ،عبر تنمية الوعي الحضاري التاريخي عند جيل اليوم.

وفي ختام كلمته، طالب بن براهم  بتشكيل جبهة قوية لمجابهة الفكر النيوكولونيالي بمشاركة مختلف اطياف المجتمع وبمرافقة من النخبة و الباحثين المختصين وكذا بدعم من المرصد في اطار بناء الحصن المنيع ضد ما يتم الترويج له من افكار متطرفة تمس مقوماتنا الوطنية ".

وفي كلمته الترحيبية افاد مدير جامعة بوزريعة،السعيد رحماني  أن مناهضة الفكر  النيوكولونيالي،يأتي تماشيا مع  سياق الإهتمام بالذاكرة الوطنية وبالتاريخ  الجزائري من خلال تسليط الضوء على بعض الاحداث التاريخية التي تثبت جرائم فرنسا المرتكبة في حق الشعب الجزائري.

 

وتابع، أن الحركة النيوكولونيالية  التي هاجمت العالم الشرقي، وعلى وجه الخصوص الجزائر ،تركت  محطات أليمة بسبب الانتهاكات و الابادة الجماعية وكل المآسي الاستعمارية التي تفرض اليوم أكثر من وقت مضى  " التمسك بالهوية الوطنية و التاريخ الثوري ".

مركزا على دور  توعية الشباب بأهمية التاريخ الوطني الذي يكشف حقائق فرنسا و يفضح ممارساتها الاستعمارية التي لا تزال تعهدها إلى غاية اليوم بأشكال جديدة تستهدف الفكر و العقول في حرب فكرية تترصد الشباب والجيل الجديد  للتنكر من حقيقته وتاريخه.

من جانبها كشفت  الحقوقية بن براهم فاطمة الزهراء رئيسة الشبكة الجمعوية لمجابهة الفكر النيوكولونيالي العالمي،ان فرنسا تجدد ممارساتها النيوكولونيالية للتنكر من الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري عبر خلق  قطيعة مع التاريخ وحقائقه.

وبالعودة لفترة الاستعمار الفرنسي 1830، قالت ان واقع فرنسا قبل هذا التاريخ وبعده مختلف جدا ،بعد ان كانت تعاني من الفقر والجوع و الاوضاع المزرية، اصبحت دولة غنية بخيرات الجزائر وثروات ارضها .

مشيرة لسطو فرنسا على كنوز الجزائر من خلال حجزها لما يصل 68طن من الذهب الجزائري الخالص وكذا 140طن من الفضة، فضلا عن المقتنيات النادرة و النفيسة.

وكشفت ان هذه الغنيمة تم نقلها لفرنسا في ثلاثة باخرات؛ الاولى توجهت نحو مارسيليا ، بينما الثانية فكانت من نصيب شارل العاشر و اتباعه أما الباخرة الثالثة فلا يعرف اثرها واصحابها الذين اخذوا المقتنيات الجزائرية النفيسة.

وبخصوص المرحلة التاريخية الثورية ،1954/1962قالت أن فرنسا ارتكبت ابشع الجرائم و ابادات جماعية لا تزال تنكرها لغاية اليوم معتبرة انها جرائم حرب فقط.

حيث اصدرت فرنسا 1999قانون متعلق  بأحداث الجزائر التي اعتبرتها نتاج حرب فقط وليس بثورة شعبية ضد استعمار ،و ذلك للتملص من جرائمها التي تقع تحت مفهوم "جرائم ضد الانسانية " حسب ما ينص به  الاعلان العالمي لحقوق الانسان."وذلك حسب ما ورد عن ذات المتحدثة"، التي اوضحت ان فرنسا اتخذت هذه الاجراءات القانونية كخطوة مستقبلية تحفظ بها نفسها من اي هجمات ولتسقط بذلك حقوق الجزائر والجزائرين.

مؤكدة بأن فرنسا لم تنجح في مخططها ،لان جرائمها مكشوفة اما العالم وبوثائق دقيقة صرح بها المختصين و الباحثين وحتى جنودها المخلصين في وقت مضى وفي ذلك برهان واضح عن فشلها التام وعقم استيراتيجياتها.

وبالدليل القاطع كشفت بن براهم عن اعتراف  عسكري سامي في  الجيش الفرنسي الذي اتصل بها شخصيا ليعترف بجرائمه ضد الحزائرين مطالبا بمحاكمته في الجزائر باعتباره مجرم حرب...!

في ذات السياق، تطرقت الكاتبة الفرنسية فاها، لمسار نشاتها وسط مجتمع ينبذ الجزائرين التي رات فيهم الضحية التي طبقت عليها فرنسا كل انواع التعذيب و الاستبداد الذي كان امرا مرفوضا من قِبلها بحكم فطنتها، وركزت على الاحدات الاستعمارية بالحزائر التي كانت محل اهتمامها ودراستها لمعرفة الحقائق .

مشيرة، إلى تلقيها   الرفض من قبل عائلتها حول مواصلتها البحث في خفايا الاستعمار الفرنسي والجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري الذي كان محور بحثها للكشف عن جرائم فرنسا و اطلاع العالم عليها.

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services