100
0
أزيد من 100 فيلم داخل وخارج المنافسة تملأ شاشة التظاهرة
مهرجان الجزائر الدولي 12 للفيلم يحتفي بالسينما الكوبية والفلسطينية في دورة استثنائية

تحت شعار "السينما جسر بين الشعوب"، تنطلق بالعاصمة الجزائر الدورة الـ12 من مهرجانها الدولي للفيلم من 4 إلى 10 ديسمبر 2025، بمشاركة 101 فيلما تعكس تنوعا ثقافيا استثنائيا من كوبا إلى فلسطين.
كمال صوفي
ستشهد العاصمة الجزائرية، دورة استثنائية من مهرجان الجزائر الدولي للفيلم في نسخته الثانية عشرة (12).
انصهار الثقافات على الشاشة الكبيرة
تحتضن المدينة هذا الملتقى السينمائي العالمي الذي ينصهر فيه الإبداع بالتراث والحوار الإنساني، ليكون منصةً حية للقاء صانعي الأفلام والنقاد والجمهور في فضاءات تتناغم فيها أصوات سينمائيي العالم، من أقصى الجنوب إلى أمريكا اللاتينية، مرورًا بقلب القضية الفلسطينية.
خريطة الأفلام: 50 فيلما في المنافسة و51 خارجها
يقدم المهرجان في هذه الدورة خريطة سينمائية غنية ومتنوعة، تعكس سياسة الانفتاح على التجارب العالمية والإقليمية.
تضم المسابقة الرسمية 50 فيلما، تتوزع على 16 فيلمًا طويلاً، و14 فيلما وثائقيا، و20 فيلمًا قصيرا. بالإضافة إلى ذلك، هناك 51 فيلما خارج المسابقة تشمل فيلمي الافتتاح والاختتام، و6 أفلام كوبية، و8 أفلام فلسطينية، و22 فيلما من بانوراما الجزائر، و10 أفلام من بانوراما الجنوب العالمي، و3 أفلام لسينما العلوم والمعرفة.
الافتتاح والاختتام: من الذاكرة الجزائرية إلى صرخة غزة
يبدأ المهرجان برحلة في الذاكرة من خلال الفيلم الافتتاحي "غطاسو الصحراء"، النسخة المرممة من تحفة المخرج طاهر حناش، والذي يسجل مرحلة تأسيسية في السينما الوطنية ويرصد مواجهة الاستعمار بأسلوب بصري ملهم، يرافقه عزف حي للفنان خليل بابا أحمد.
بينما يختتم المهرجان فعالياته بفيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي ينقل المشاهد إلى قلب غزة ليروي قصة طفلة فلسطينية صغيرة في خضم القصف، في عمل يجعل من صوتها رمزًا لمعاناة الأطفال وصرخةً مدوية تنادي بالعدالة والإنسانية.
المسابقات الرسمية: مواجهة الإبداعات العالمية
تنقسم المسابقة الرسمية إلى عدة أقسام، تتنافس فيها مجموعة مختارة من أفضل الأفلام.
في مسابقة الأفلام الطويلة (16 فيلمًا)، تتنوع المشاركات بين أعمال من الجزائر والعالم العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وتجمع بين الحميمي والتاريخي في سرد حكايات الشعوب، ومن أبرزها: "رقية"، "عشاق الجزائر"، "الساقية"، و"أبولون نهارا، أثينا ليال".
أما مسابقة الأفلام القصيرة والوثائقية (34 فيلمًا) فتُقدم مجموعة متميزة من الأعمال التي تعبر عن القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية بكثافة فنية عالية، مثل "على قيد الحياة"، "نيغيل، ما رآته الأرض"، و"الفهود السود في الجزائر".
وستعمل لجان تحكيم دولية على تقييم الأعمال ومنح جوائز متنوعة تشمل، الجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم، جائزة الجمهور، وجوائز الابتكار التقني، بالإضافة إلى تنويهات خاصة للتكريم الإبداعي.
بانوراما العالم: نوافذ على كوبا فلسطين والجنوب
يخصص المهرجان مساحات عرض خاصة خارج المنافسة، تشكل نوافذ ثقافية على سينما العالم. تحت عنوان "شعرية الواقع وذاكرة الثورة"، تقدم نافذة كوبا 6 أفلام تجمع بين الحس الجمالي والسياسي، مستعيدةً الذاكرة الجماعية.
بينما تفتح نافذة "أبواب مفتوحة على فلسطين" المجال لـ 8 أفلام حاصلة على جوائز عالمية، تعبر عن روح المقاومة والنضال بأسلوب فني معاصر.
كما تعرض بانوراما الجزائر (22 فيلمًا) أعمالًا لمخرجين من أجيال مختلفة، تزاوج بين الكلاسيكيات والروائع الحديثة، وتؤكد على السينما الجزائرية كمرآة للذاكرة الوطنية.
أما بانوراما الجنوب العالمي (10 أفلام) فتقدّم خريطة حية للإبداع السينمائي من إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا، معبرة عن تنوع الأصوات ووحنة الرؤى الإنسانية.
تكريم أسماء أرّخت للفن وأثرت المشهد
يخلد المهرجان في هذه الدورة ذكرى مجموعة من الشخصيات الفنية التي تركت بصمات لا تمحى محليًا ودوليًا. ويشمل التكريم الإعلامية زهيرة ياحي، والمخرجة الكوبية ليزيت فيال "لا كوبان"، والممثلة الجزائرية الراحلة باية بوزار، والفنان الراحل حاج اسماعين محمد الصغير، والمخرجة الألمانية مونيكا مورير، والمخرج توفيق فارس، والمناضلة إلين مختفي، والمخرج الفلسطيني حنّا عطاالله، والفنان صالح أوڨروت.
فضاءات مهنية: سوق سينمائي وتكوين نوعي
يطلق المهرجان هذا العام مشاريع مهنية تهدف إلى دعم الصناعة السينمائية. يأتي في مقدمتها AIFF SOUK (سوق المهرجان السينمائي)، كمنصة تجمع المنتجين والموزعين والقنوات التلفزيونية لتعزيز التعاون. كما يُقدّم مختبر السينما "سينما الب" ورش عمل ودروسًا متخصصة في "ترميم الأفلام" و"تجربة التلفزيون الجزائري" و"حقوق المؤلف".
إلى جانب ذلك، تنظم حلقات نقاشية مثل "سينما المهجر" و"السينما قوة المقاومة"، بمشاركة مخرجين ونقاد من عدة دول.
رؤية مستقبلية: السينما محركًا للثقافة والسياحة
يتطلع المهرجان إلى ما بعد أيامه السبعة، عبر إطلاق مشاريع مستدامة تهدف إلى تعزيز دور السينما كرافعة ثقافية وسياحية. وذلك من خلال مشروع "إحياء التراث الثقافي من خلال الفن"، الذي يربط بين المواقع الرمزية في الجزائر والتجربة السينمائية.
كما يُسهّل تطبيق AIFF APP على الهواتف الذكية متابعة البرنامج اليومي وحجز اللقاءات المهنية، مما يعزز التجربة التفاعلية بين صناع السينما والجمهور.
بهذه الرؤية الشاملة، تضع الدورة الـ12 من مهرجان الجزائر الدولي للفيلم أساسًا متينًا لاحتضان السينما العالمية، وترسيخ مكانة الجزائر كعاصمة ثقافية وإبداعية تفتح أبواب الحوار والتبادل المعرفي للعالم أجمع.

