208
0
أول فريق نسوي بإفريقيا.. رياضة “النينجوتسو” للمتعة والدفاع عن النفس بلا عنف

رياضة أو فن “النينجوتسو” فن من الفنون القتالية دخل الجزائر على يد المعلم محمد عادل، الذي ساهم بالتعريف بها وأنشأ له فروع في عدة ولايات وبات هذا الفن يستقطب الشباب والأطفال ويهوي عشاق الننيجا ومحبي الساموراي.
زهور بن عياد
وفي الآونة الأخيرة سجلت الفتاة حضورها لتشكل بذلك أول فريق نسوى في هذه الرياضة على المستوى العربي والإفريقي. سيدات تجاوزن الأربعين وجدن في النينجوتسو ضالتهن …البحث عن المتعة أم الدفاع عن النفس
ما استرعى اهتمامنا لدى دخولنا لقاعة التدريب المتواجدة في حي القصبة العتيق، اختلاف أعمار الفتيات ووجود ملفت للنظر لسيدات تجاوزن الأربعين، يتدربن بخفة ومرونة، ينافسن بها من هن أصغر سنا، اقتربنا منهن لتكشف لنا كل واحدة عن دواعي ولوجها لهذه الرياضة التي لا تزال مجهولة لدى الكثير من الجزائريين.
أسلوب جديد جذاب
ريم مجدوب ذات 36 سنة، كانت رياضية في فرع الأيكيدو، كما تجولت في مختلف الإختصاصات ككرة الطائرة والكراتي، بدافع الفضول تقول دخلت هذه الرياضة، وجدت فيها المتعة وهي جامعة لعدة فنون قتالية تعلمت من خلالها الدفاع عن النفس، بطريقة أقل عنفا، وهي رياضة نطبقها في حياتنا اليومية خاصة إذا تعرضنا للسرقة أو الاعتداء.
نسيمة سلالي سيدة في 51 من العمر، وهي مدربة في الكراتي على مستوى الفريق الوطني، التحقت هذا العام بالفرع النسوي للنينجوتسو، أكدت لنا قائلة”عن طريق زميلاتي عرفت هذه الرياضة وجذبتني طريقة الدفاع عن النفس، فالمرأة تتعلم كيف تدافع عن نفسها إذا تعرضت للعنف ليس بالضرب بل بالعرقلة والهرب، وهذا أسلوب جديد لم أكن أعرفه من قبل، كما أن الجو العائلي وطريقة التدريب وأخلاق الأستاذ عادل الراقية في التعامل شدني للاستمرار وحب التميزفي هذا الإختصاص”.
امتصاص الغضب
حسيبة /ر،هي الأخرى سيدة في 54 من العمر مارست عدة رياضات تحدثت عن ضرورة تعليم هذه الرياضة لكل فتاة لتتعلم فن الدفاع عن نفسها من خلال المواقف التي قد تتعرض لها كالسرقة، فالنينجوتسو تقول السيدة حسيبة “هي فن اليقظة ومواجه كل الاحتمالات وفي كل الظروف “.
وعن فوائد هذه الرياضة تقول ذات المتحدثة “تعلم الصبر وضبط النفس وهي أحسن وسيلة لامتصاص غضب المراهقين واحتواء الشباب”. سيدة أخرى التحقت بفرع النينجوتسو مؤخرا نسيمة عمامرة ذات 47 عاما تقول “لم أمارس الرياضة من قبل، تعرفت على النينجوتسو في استعراض مفتوح ، أعجبتني حركات الرياضيين، ولم أكن أتصور أني أستطيع ممارستها، التحقت بالفريق النسوي وأنا اليوم أتدرب بشكل طبيعي، وتعززت ثقتي بنفسي من خلال هذا الفن وصرت أتدرب بشغف وحب، وأوصي أي امرأة باختيار هذه الرياضة التي تجمع بين المتعة وخفة الحركات وتقنيات الدفاع عن النفس”.
ومن مدينة تيزي وزو، التقينا السيدة كنزة والتي جاءت من أجل المشاركة في الملتقى الولائي للنينجوتسو، حدثتنا عن بدايتها مع الفوفيتنام ثم إعجابها بفن النينجوتسو وولوجها لهذا الفن المتميز وهي تسعى لنشره واستقطاب أكبر عدد من الفتيات والنساء، ومن نفس المنطقة حدثتنا السيدة فطيمة عذلي ذات 48 سنة عن انتقالها من الكراتي إلى الكونكفو، وبفضل دعم زوجها وتفهمه تقول “وجدت أخيرا ضالتي في النينجوتسو، وأنا الآن حملت على عاتقي نشر هذه الرياضة مثل كل من عشق هذا الفن”.
نحو استقطاب 500 منخرطة
وعن اختيار العنصر النسوي لهذه الرياضة التي لا تزال مجهولة بالنسبة للكثيرين، صرح لنا محمد عادل مؤسس هذا الفن في الجزائر، قائلا “أدخلت هذه الرياضة في الجزائر منذ سنة 2013 ، وكافحت من أجل أن تستحدث له لجنة خاصة على مستوى تخصص الفنون القتالية، فالمنضمين كانوا غالبيتهم ذكور، إن لم أقل جلهم، ومع توسع نشاطنا ومن خلال الأبواب المفتوحة التي قدمنا فيها اعراضات في الهواء الطلق لاحظنا اهتمام المرأة بهذه الرياضة، خاصة وأن ممارستها لا تتطلب سنا معينا”.
وأردف المدرب عادل قائلا “النينجوتسو تتضمن إستراتيجية الدفاع عن النفس بطريقة ذكية، تعتمد على إضعاف قوة الخصم ولا تتطلب قوة بدنية أو لياقة عالية، كما أن اعتمادنا على تعليم مهارات بسيطة تستعملها المرأة في حالة تعرضها لمواقف السرقة أو الاعتداء، جعلت الكثير من النساء يقتحمن هذه الرياضة، واليوم نحصي فريق نسويا يتكون من 20 امرأة ونعمل على تحضير ثلاثة مدربات لتشرف عليهن، ومشروعي أن يتجاوز عدد المنخرطات 500 امرأة وهو الرقم الموجود في إيران اليوم”.