558

0

آثار غذاء الروح

بقلم الأستاذ سيدعلي دعاس 

ذكرنا في بداية هذا الكتيب أن الله - تعالى - خلق الإنسان من جسد وروح، وبينا أنه حتى يعيش الإنسان لابد له أن يتغذى وبما أنه مركب من جسد وروح، فلابد أن يكون لكل منهما غذاء خاص به.

ولذلك جعل الله غذاء الجسد من الأرض التي خلق منها، وجعل غذاء الزوح من مصدر خلقها وهو الله - سبحانه وتعالى؛ لذلك فغذاء الروح لا يكون إلا بذكر الله وطاعته واتباعسبيله وصراطه المستقيم.... 

وأفضل فرصة لتغذية الروح تكون في رمضان... ففي الصوم طهر لقلوبنا وصفاء الأرواحنا، ونقاء لضمائرنا وقربا من خالقنا .... فالصوم مدرسة روحية يتخلص فيها العبد من كل ما علق به من أمراض وعادات سيئة، وفيها يتخلق بالأخلاق الكريمة وتتجلى فيه العواطف النبيلة... فيكون شعاره العفو وكتم الغيظ، والإنفاق في سبيل الله - تعالى.

إن الله تعالى يوكل بالزوح من يُوقظها إذا غفلت أو تكاسات والصوم كفيل بأن يغذي في هذه الروح الصلة بالله - تعالى- من خلال محبة الصلاة التي ما سميَتْ صَلَاةَ إِلَّا لِأَنَّهَا صِلَةٌ بَيْنَ العَبدِ وَرَبِّهِ الذي أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ النَّعْم وهذاه لهذا الدين القويم... 

ومِنْ آثارٍ غِذاء الروح أن تجود النفسُ بِبَذْلِ المَحْبُوبَاتِ طَاعَةُ لله تعالى، وتنفق في سبيل الله وتغطي الفحرُومِينَ وَالفُقَرَاء وَهِيَ تزجو بثقة ويقين الخلف من الله - تعالى، الذي قال: " وَمَا أنفقتم من شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَير الرازقين". أي: مهما أنفقتم من شيء في الخير فالله يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب كما ثبت عن رسول الله قوله: "قال الله : أنفق يا ابن آدم أنفق عليك". 

وهذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة، وأنها من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته في الدنيا.

وفي حديث آخر يقول رسول الله ﷺ: "ما مِنْ يَوْمٍ يُصبح العِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَان يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسكًا تَلَفًا" .

وَمِنْ آثار غذاء الروح في شهر الصيام الانتصار على شيطان الجن وشيطان النفس الامارة بالسوء وشياطين الإنس.

 وَمِنْ آثَارِ غِذاء الروح أن تعف النقش عَنْ مُوَاقَعَةِ الشَّهَوَاتِ والصَّيَامُ يُقوي الإرادة وَيُدَرِّبَ الصَّائِمَ عَلَى أَن يمتزع باختياره عن شهواته، فلا يكون عبدًا لها يلبي نداءها كُلَّمَا نَادَتْهُ وَيُطْعِمُهَا كَلَّمَا اشتهت... ويتربى على الصبر الذي يُغذِّي فِي الرُّوحِ الزُّهْدَ فِي الدنيا، والتعلق بالله والتوكل عَلَيْهِ، وَالرِّضَا بِمَا قَسَمَه له، وَعَدَمَ المُعَلِّقِ بِالدُّنْيَا وَخَطَامِهَا.

ومن آثار غذاء الروح، خصول صفة الحياء، فإن الروح التي تعدت بعبادة الصيام يحصل لها حياءً عَظِيمٌ مِنْ خَالِقِها ... إذ كيف يمتنع صاحبها عما فيه حياته طاعة له، رغم أنه خلال ..... ثم يقبل على المعصية بما فيه مضرة له من حرام... والله يَنظُرُ إليه ؟!

وَمِنْ آثار غذاء الروح، مراجعة أحوال العبد في دنياه: ماذا قدم؟ وبأي شيءٍ سَيُقبل على الله ؟

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services