مع تزايد صناع المحتوى وتنوع وسائل الإعلام الرقمية، أصبحت صناعة المحتوى تنتشر بشكل غير مسبوق، وبينما كانت تقتصر في الماضي على خبراء الإعلام والصحافة، تغيرت الديناميكية اليوم لتشمل الجميع، بفضل الوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت متاحة للجميع.

مريم بوطرة 
 ومن بين هؤلاء الصناع، يبرز أنيس عتشبة، صانع محتوى رقمي على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، وهو صحفي وإعلامي يتميز بتقديم محتوى تعليمي تقني، يشمل المعلومات حول الحواسيب والهواتف وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا.

أكد عتشبة أنه من خلال فيديوهاته يسعى إلى نشر المعرفة وتعليم الناس في مجالات التكنولوجيا عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يتماشى مع  التحولات الكبيرة في صناعة المحتوى يشمل عدة مواضيع مثل استخدام برمجيات عبر الحواسيب والهواتف الذكية، و وتطبيقاتها، والتقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز. 

عن الهدف الذي يسعى له من خلال تواجده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد عتشبة أن هدفه الرئيسي هو إيصال الرسالة الهادفة وتحقيق أهدافه الشخصية من خلال المحتوى الذي يقدمه، بالإضافة إلى  ماسبق الاشارة  إليه يسعى عتشبة أيضًا إلى تحقيق عدة أهداف أخرى من بينها بناء مجتمع من المتابعين يتفاعل معه ومع بعضهم البعض، حيث يتم تبادل الأفكار والخبرات في مجالات التكنولوجيا والمحتوى الرقمي.

بالإضافة إلى تحقيق النجاح المهني حيث يعتبر وجوده عبر المنصات فرصة لتحقيق النجاح المهني، سواء من خلال الشراكات التجارية أو الفرص الوظيفية التي يمكن أن تنشأ نتيجة لشهرته وتأثيره الإيجابي.

في محتواه الأخير، قدم عتشبة مجموعة متنوعة من المواضيع التقنية التي تهم جمهوره على سبيل المثال،  فيديوهات حول كيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية في بيئة العمل، ما يشمل توجيهات واقتراحات لتحسين أداء الأفراد والفرق. 

بالإضافة إلى ذلك، قدم نصائح حول حماية البيانات الشخصية والهواتف الذكية من الاختراق والسرقة، وهو ما يؤكد حرصه واهتمامه بالأمان الرقمي والخصوصية. كما  أشار في فيديوهات تحذر الجمهور من أشكال الاحتيال الإلكتروني المحتملة ويقدم استراتيجيات لتجنبها، بالإضافة إلى تقديم حلول لتحسين الاتصال بالإنترنت في المناطق النائية، سواء عبر تقنيات الشبكات اللاسلكية أو الحلول التقنية الأخرى التي تعزز التواصل الفعال.

  بين الرغبة في الشهرة والمسؤولية الاجتماعية

عندما تحدث عتشبة عن دوافع دخوله إلى عالم صناعة المحتوى، أبرز الشغف كعنصر أساسي دفعه لذلك حيث  يرى أن الاندماج في هذا المجال ليس مجرد واجب، بل يعتبره تجربة ممتعة ومثيرة.

 كانت حوله بيئة محفزة ومليئة بالأشخاص الملهمين، وهذا ما دفعه لبذل المزيد من الجهد والعمل الشاق. بالإضافة إلى ذلك، يعترف عتشبة برغبته في تحقيق الشهرة من خلال عمل يفيد الناس، فقد أصبحت لديه قناعة بأن الشهرة لها قيمة عندما تكون مرتبطة بخدمة المجتمع وتقديم المحتوى الهادف والمفيد.
ويضيف أنه من بين الدوافع التي ساهمت في دخوله لهذا المجال هو المال، حتى وإن لم يكن مدخول كبيرًا إلا أنه مقبول لحد ما معتبرا  المبلغ الذي يحصل عليه مقبولا حتى الآن، ويمكنه من تلبية احتياجاته بشكل مقبول إلى حد ما.
هل يجب على صانع المحتوى أن يركز على الهدف والاحترافية؟

في رسالة عتشبة للشباب الطامحين لدخول مجال صناعة المحتوى  شدد على أهمية توجيه جهودهم نحو إنشاء محتوى هادف ومحترم، خالي من العيوب التي قد تؤثر سلباً على سمعتهم في المستقبل. 

وأشار ذات المتحدث  إلى أن تركيز صانع المحتوى على جودة المحتوى ومراعاة الأخلاقيات والقيم الاجتماعية يعزز من فرص نجاحهم ويسهم في بناء هوية افتراضية قوية. بالتالي، دعا أنيس عتشبة الشباب إلى أن يكونوا على دراية بتأثير محتواهم على سمعتهم وعلى مستقبلهم الشخصي والمهني، وأن يتبنوا نهجاً مسؤولاً واحترافياً في إنشاء محتواهم الرقمي.