406

3

انطفاء مصباح من مصابيح التنوير الرسالي المتوازن

فاة الشيخ عصام العطار

 

 

وفاة الشيخ عصام العطار وانطفاء مصباح من مصابيح الرشد والإصلاح

الرسالي المتوازن

 

 بقلم الشيخ الدكتور الطيب برغوث

 

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".

 

رغم أن الشيخ الدكتور الطيب برغوث - حفظه الله و شفاه-  لا زال يعاني من مرضه الذي أتعبه في المدة الأخيرة، إلا أنه رغم ذلك يحاول من حين لآخر مواكبة الأحداث بصعوبة، وقد زودنا مشكورا كعادته بهذه الكلمات، وفاء منه لأستاذه في دار المهجر وأستاذ أجيال الصحوة، شيخنا العلامة عصام العطار- رحم الله - عملا بقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَمَن یُهَاجِرۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یَجِدۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُرَ ٰ⁠غَمࣰا كَثِیرࣰا وَسَعَةࣰۚ وَمَن یَخۡرُجۡ مِنۢ بَیۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ یُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [النساء ١٠٠].

 

فكتب لنا مشكورا كعادته في منتدى الدراسات الحضرية، ما يلي،  تحت عنوان :  

 

رحم الله أستاذ الأجيال عامة واجيال الدعوة خاصة في شتى أنحاء الأمة، فقد تعلمت من علمه وسمته ومجاهداته ومواقفه وصبره واحتسابه وتواضعه وقدوته وعلو أخلاقه الكثير والكثير، لذلك أنا حزين بغيابه اليوم عنا، وذهاب جزء غير عادي من التجربة والخبرة والحكمة.. كانت تستفيد منها أجيال الدعوة وأجيال الأمة عامة، أنا أشعر بنوع من اليتم، ولكن ما تعلمناه منه ومن القران والسنة والسيرة النبوية الشريفة قبل ذلك، يجعل أملنا في مستقبل اكثر اشراقا بحول الله، فالعلماء والدعاة والمصلحون والمربون الربانيون الرساليون لا تموت ولا تختفي عنا الا أجسادهم الطينية، اما ارواحهم ومآثرهم وتأثيراتهم فهي مستمرة بعدهم وبشكل اكبر، فما اكثر هؤلاء الذين ازداد تاثيرهم بعد وفاتهم، وإقبال الناس عليهم وإنصافهم لهم، بعد اكتشاف معادنهم الأصيلة ومآثرهم الكبيرة، ومعرفة مجاهداتهم ومكابداتهم الجمة من أجل نهضة الامة وتبوئها المقام المحوري المقدر لها في هذا العالم، ومنهم هذا الجبل الشامخ من جبال الدعوة والتربية والإصلاح الذي قضى حياته كلها مكابدا من أجل هذه الغاية وهذا الهدف النبيل، ولفظ أنفاسه الأخيرة وهو يوصي الأجيال بالمضي على طريق تمكين الأمة من نهضتها الحضارية المنشودة التي تستعيد بها كرامتها ووزنها الحقيقي في هذا العالم المختل التوازن، بسبب ضعفها وتخلفها وتشرذمها مع الأسف الشديد. لقد إنطفأ مصباح كبير من المصابيح المشعة بالنور والوعي الحكمة والرشد والصلاح، ندعوا الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يلحقه بقوافل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا،  وأن يعوضنا فيه خيرا، كما كان يأمله رحمه الله دوما ويعمل له بكل ما اتي من جهد وفكر وعبقرية  ويوصي الأجيال به، حتى تستمر الدعوة ويستمر العمل من أجل تحقيق النهضة الحضارية المنشورة التي يرتبط بها توازن الأفراد والمجتمعات والأمة والإنسانية في نظره ونظر كل المصلحين الوعاة الأصلاء. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، ووفقنا للمضي على طريق الرسالية الرشيدة المتوازنة التى مضى عليها هو وكل المصلحين الكبار في الأمة. وإنني آسف جدا أن لا أجد طاقة جسدية ولا ذهنية للقول أكثر من ذلك في هذه القمة الشامخة من قمم الرسالية الكبار ، بسبب متاعب المرض الذي أدعو الله تعالى أن يخفف عني وعن كل مبتلى متاعبه.

 

د. الطيب برغوث  : ( تروندهايم / مملكة النرويج).

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services